أرشيف المقالات

تفسير سورة طه للناشئين (الآيات 88 - 125)

مدة قراءة المادة : 12 دقائق .
2تفسير سورة طه للناشئين (الآيات 88 - 125)   معاني مفردات الآيات الكريمة من (88) إلى (98) من سورة «طه»: ﴿ عجلاً جسدًا ﴾: مجسدًا: أي أحمر من ذهب. ﴿ له خوار ﴾: له صوت كصوت البقر. ﴿ فنسي ﴾: نسيه موسى هاهنا وذهب يطلبه أو نسي أن يذكركم أن هذا إلهكم (وهو حكاية عن كلام السامري لبني إسرائيل)، أو نسي السامري ما كان عليه من إظهار الإيمان (فيكون إخبارًا من الله عز وجل عن حالة السامري). ﴿ ألا يرجع ﴾: أي العجل.
لا يجيبهم إذا سألوه. ﴿ لن نبرح عليه عاكفين ﴾: لن نترك عبادة العجل. ﴿ يا ابن أم ﴾: يا أخي. ﴿ ولم ترقب قولي ﴾: ولم تحفظ قولي لك: اخلفني في قومي وأصلح. ﴿ فما خطبك ﴾: فما شأنك الخطير. ﴿ بصرت ﴾: علمت بالبصيرة. ﴿ من أثر الرسول ﴾: من أثر فرس جبريل عليه السلام. ﴿ فنبذتها ﴾: فألقيتها في الحلي المذاب. ﴿ سوَّلت لي نفسي ﴾: زينت لي وحسنت. ﴿ في الحياة ﴾: ما عشت. ﴿ أن تقول ﴾: لمن أراد مخالطتك جاهلاً بحالك. ﴿ لا مساس ﴾: لا تمسني ولا أمسك (منع من مخالطة الناس منعًا كليًّا وحرَّم عليهم مكالمته ومبايعته). ﴿ ظلت عليه عاكفا ﴾: بقيت عليه مقيمًا تعبده. ﴿ وسع ﴾: أحاط وأحصى.   مضمون الآيات الكريمة من (88) إلى (98) من سورة «طه»: 1 - تواصل الآيات الحديث عن بني إسرائيل، وقد تركهم موسى للقاء ربه في رعاية «هارون»، فأضلَّهم السامري، فصنع لهم عجلاً من ذهب يحدث صوتًا بمرور الهواء في جوفه، فأقاموا على عبادته من دون الله، وحزن موسى عليهم، وعاد يوبخهم، ويؤنب أخاه، وما قصر هارون في دعوتهم إلى الحق، وتحذيرهم من الباطل، ولكنهم أصرُّوا على ضلالهم، حتى يرجع إليهم موسى، واعتذروا له عمَّا فعلوا، ولكنه اعتذار يكشف عن ضعفهم، وعن أثر الاستعباد الطويل الذي عاشوا فيه.   2 - ثم اتجه موسى - بانفعاله وغضبه - إلى السامري، يسأله عن فعلته الشنعاء؛ فحاول أن يتخلص من المسؤولية، وأعلن موسى طرده من جماعة بني إسرائيل مدة حياته، وفوض أمره بعد ذلك إلى الله، ثم بيَّن لهم بالدليل أن هذا العجل ليس إلهًا؛ لأنه لا يحمي من صنعه، ولا يدفع عن نفسه، وأعلن إحراقه وتذريته في البحر، بعد أن عزل السامري عن الناس، فلا يقرب أحدًا، ولا يقربه أحد.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (88) إلى (98) من سورة «طه»: 1 - كل راعٍ مسؤول عن رعيَّته. 2 - على من يسند إليه أمر من الأمور أن يؤديه على خير وجه، سواء في حضرة رئيسه، أو في غيبته. 3 - كل عبادة لغير الله عز وجل باطلة، والمؤمن يغضب لله إذا انتهكت حرماته، أو تعدى أحد على دينه. 4 - ضلال بني إسرائيل، وابتاعهم أهواءهم؛ لطول ما استعبدهم فرعون وأذلَّهم.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (99) إلى (113) من سورة «طه»: ﴿ ذكرًا ﴾: قرآنًا. ﴿ وزرًا ﴾: حملاً ثقيلاً، وعقوبة ثقيلة على إعراضه، وذنبًا عظيمًا يثقله في جهنم. ﴿ ساء ﴾: قبح. ﴿ زرقا ﴾: زرق العيون، سود الوجوه، أو عميًّا، أو عطاشًا.  يتخافتون ﴿ بينهم ﴾: يهمس بعضهم إلى بعض. ﴿ إن لبثتم إلا عشرا ﴾: ما مكثتم في الدنيا إلا عشر ليال.
أمثلهم ﴿ طريقة ﴾: أعدلهم قولاً، وأفضلهم رأيًا ومذهبًا. ﴿ فيذرها ﴾: فيتركها. ﴿ قاعًا ﴾: أرضًا ملساء لا نبات فيها ولا بناء. ﴿ صفصفا ﴾: أرضًا مستوية، أو لا نبات فيها. ﴿ عوجًا ﴾: انخفاضًا، أو مكانًا مرتفعًا. ﴿ لا عوج له ﴾: لا يعوج له مدعو، ولا يزيغ عنه. ﴿ ولا يحيطون به علمًا ﴾: لا تحيط علومهم بمعلوماته عليه السلام ولا بمعرفة ذاته؛ إذ لا يعرف الله على الحقيقة إلا الله عليه السلام. ﴿ عَنَتِ الوجوه ﴾: ذل الناس وخضعوا. ﴿ للحيّ ﴾: الدائم الحياة بلا زوال. ﴿ القيوم ﴾: الدائم القيام بتدبير الخلق. ﴿ هضما ﴾: نقصًا من ثوابه.   مضمون الآيات الكريمة من (99) إلى (113) من سورة «طه»: 1 - يوجه الله عز وجل حديثه إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مبينًا أنه كما قصَّ عليه خبر موسى، كذلك يقصّ عليه الأخبار الماضية كما حدثت، وقد أعطاه القرآن، الذي يفلح من اتبعه، ويشقى من أعرض عنه.   2 - ثم تعرض الآيات مشهدًا من مشاهد القيامة، يوم البعث والنشور، فيجمع المجرمون زرق العيون، سود الوجوه، من شدة الأهوال، يسر بعضهم إلى بعض القول بأنهم لم يمكثوا في الدنيا إلا أقل القليل.   3 - ثم تخبر عن أحوال الجبال يوم القيامة التي تزول ولا يبقى لها أثر، ويستجيب الناس إلى الداعي، حيثما أمروا وأسرعوا إليه، ولو فعلوا ذلك في الدنيا لكان أنفع لهم، ولكنه يوم لا ينفعهم بشيء وقد سكنت الأصوات وخشعت للرحمن، وفي ذلك اليوم لا تنفع الشفاعة عند الله لأحد إلا لمن أذن له الرحمن ورضي بشفاعته، وهو عليم بالخلائق كلهم، أما هم، فإنهم لا يحيطون بشيء من علمه، وفي ذلك اليوم العصيب تخضع رقاب الخلائق، وتستسلم وتذل لجبارها الحي الذي لا يموت، القيوم الذي لا ينام، وتكون الخيبة للظالمين، أما من آمن وعمل صالحًا، فإنه لا يخاف ظلمًا ولا هضمًا، فلا يزاد في سيئاته، ولا ينقص من حسناته.   4 - ثم تتحدث عن القرآن الذي أنزله الله بشيرًا ونذيرًا، لعلَّ الناس يفعلون ما أمرهم الله، ويجتنبون ما نهاهم عنه.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (99) إلى (113) من سورة «طه»: 1 - وظيفة القرآن الكريم الهداية إلى الحق وتبشير المؤمنين، وإنذار الكافرين والمخالفين. 2 - أيام الحياة مهما طالت فهي قصيرة إلى جانب الآخرة التي لا نهاية لأيامها. 3 - في يوم القيامة لا ينفع نفس إيمانها إذا لم تكن آمنت من قبل، ولن ينجو إلا المتقون. 4 - العاقل هو الذي يغتنم فرصة وجوده في هذه الدنيا؛ فيهتدي بهدى القرآن الكريم ويتبع سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهديين من بعده، حتى يلقى الله عز وجل وهو راضٍ عنه.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (114) إلى (125) من سورة «طه»: ﴿ يقضى إليك ﴾: يفرغ ويتم إليك. ﴿ أَبَى ﴾: امتنع عن السجود استكبارًا. ﴿ لا تضحى ﴾: لا تبرز للشمس، فيصيبك حرّها. ﴿الخلد ﴾: البقاء الدَّائم. ﴿ لا يبلى ﴾: لا يزول ولا يفنى. ﴿ فبدت ﴾: فظهرت. ﴿ سوآتهما ﴾: عوراتهما. ﴿ طفقا ﴾: شرعا، أو بدآ. ﴿ يخصفان ﴾: يلصقان ويلزقان. ﴿ عصى آدم ﴾: خالف النهي سهوًا، أو لسبب رآه. ﴿ فغوى ﴾: فضلَّ عن مطلوبه، أو عن النهي، أو عن الرأي. ﴿ اجتباه ﴾: اصطفاه للنبوَّة وقربه. ﴿ وهَدَى ﴾: وهداه إلى الاعتذار والاستغفار والطاعة. ﴿ هدًى ﴾: كتاب وشريعة. ﴿ فلا يضل ﴾: فلا ينحرف عن الحق في الدنيا. ﴿ ولا يشقى ﴾: ولا يكون من الأشقياء في الآخرة. ﴿ ذكرى ﴾: القرآن. ﴿ معيشة ضنكا ﴾: ضيقة شديدة (في قبره) أو في الدنيا.   مضمون الآيات الكريمة من (114) إلى (125) من سورة «طه»: 1 - تنزِّه الآيات الله عز وجل عن كل نقصٍ وعيب، وتنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التعجُّل بقراءة القرآن وتطلب منه أن يدعو ربه بأن يزيده علمًا.   2 - ثم تتحدث عن قصة آدم عليه السلام وقد نسي ما أمره به ربه من عدم الأكل من شجرة معينة، واستمع لوسوسة الشيطان، ثم تداركته رحمة الله، فاجتباه وهداه وتاب عليه.   3 - ثم تبيِّن أمر الله عز وجل للملائكة بالسجود لآدم عليه السلام وامتثالهم لأمر الله، ما عدا إبليس، ثم تبيِّن توجيه الله عز وجل لآدم عليه السلام وتحذيره من هذا العدو اللعين له ولزوجه؛ حتى لا يكون سببًا في خروجهما من الجنة وشقائهما، وأنه في الجنة لا يجوع ولا يعرى ولا يظمأ، ولا يصاب بحرّ، لكن آدم أكل هو وزوجته من الشجرة، فظهرت عوراتهما التي كانت مستورة، وأخذا يلصقان عليهما من ورق الجنة لسترها.   4 - وصدر الأمر إلى آدم وإبليس ونسلهما أن يهبطا إلى الأرض، وأن الله سيرسل إلى بني آدم رسلاً منهم بالهدى ودين الحق فمن اتبعهم فلن يضل في الدنيا، ولن يشقى في الآخرة.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (114) إلى (125) من سورة «طه»: 1 - علم الإنسان مهما اتسع وتنوع وتعددت مجالاته فهو علم قاصر إلى جانب علم الله الواسع المحيط الشامل.   2 - شدة حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على القرآن الكريم، وتلقيه من جبريل عليه السلام وهو يتنزل به من عند الله عز وجل وترديده بسرعة خوفًا من نسيانه، وتطمين الله له؛ حتى لا يقلق من ناحيته، ولا يشقى به؛ فالله ميسره وحافظه، وما عليه إلا أن يطلب من ربه أن يزيده علمًا.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣