أرشيف المقالات

تفسير سورة الشعراء للناشئين (الآيات 137 - 206)

مدة قراءة المادة : 10 دقائق .
2تفسير سورة الشعراء للناشئين (الآيات 137 - 206)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (137) إلى (159) من سورة «الشعراء»: ﴿ ثمود ﴾: قوم صالح عليه السلام. ﴿ أتتركون في ما ها هنا ﴾: في نعيم الدنيا. ﴿ آمنين ﴾: مخلَّدين. ﴿ طلعها ﴾: ثمرها. ﴿ هضيم ﴾: رطب نضج. ﴿ فارهين ﴾: يستعلي بعضكم على بعض. ﴿ المسرفين ﴾: أي المكثرين من الذنوب. ﴿ من المسحَّرين ﴾: من المسحورين. ﴿ بآية ﴾: بمعجزة. ﴿ لها شرب ﴾: لها نصيب من الماء. ﴿ ولا تمسوها بسوء ﴾﴿ ﴾: ولا تصيبوها بضرر. ﴿ فيأخذكم ﴾: فيصيبكم. ﴿ عظيم ﴾: فظيع. ﴿ فعقروها ﴾: فقتلوها. ﴿ العذاب ﴾: حجارة من السماء.   مضمون الآيات الكريمة من (137) إلى (159) من سورة «الشعراء»: 1 - تبيِّن الآيات أن قوم هود قابلوا تذكرته وتخويفه لهم بالإصرار على الكفر والعناد للحق، فاستحقُّوا النهاية الأليمة وزوال حضارتهم التي نعموا فيها حينًا من الزمن.   2 - ثم تسوق الآيات قصة سرد ثمود - قوم صالح عليه السلام - وقد دعاهم إلى تقوى الله وعبادته وحده، فكذبوه، وذكرهم بما هم فيه من نعمة وحذَّرهم من الركون إليها؛ لأنها يمكن أن تسلب منهم، وسيحاسبون عليها، فاتهموه بضعف العقل كالمسحور، وأنكروا أن يكون رسولاً من عند الله، وهو بشر مثلهم، ثم طلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة تدل على صدقه، فدعا ربه فاستجاب له وجاءهم بناقة عظيمة، وطلب منهم أن يكون ماء البئر بينهم وبين الناقة نصفين، وحذَّرهم أن ينالوها بسوء أو يصيبوها بضرر، وإلا يأخذهم عذاب يومٍ عظيم.   فلم ينفذوا ما تعاهدوا عليه وإنما جاء أشقاهم فرماها بالسهام حتى قتلت (وذلك بموافقتهم) فأصبحوا نادمين على قتلها خوف العذاب، ولم يكن ندمهم ندم التائبين، فنزل بهم العذاب.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (137) إلى (159) من سورة «الشعراء»: 1 - كل رسول يأتي ليعالج - إلى جانب تصحيح العقيدة - مسيرة قومه التي انحرفت عن الفطرة السليمة. 2 - الدعوة إلى الحق، والإصلاح بالحكمة واللين والقول الهادئ، وبيان حرص الداعية على مصلحة المدعوين. 3 - كان كل رسول يأتي من جنس قومه ليكون أعرف بصفاتهم وطبائعهم فهو أقدر على التأثير فيهم.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (160) إلى (183) من سورة «الشعراء»: ﴿ قوم لوط ﴾: كانوا يسكنون في وادي الأردن. ﴿ وتذرون ﴾: وتتركون. ﴿ عادون ﴾﴿ ﴾: متجاوزون الحد. ﴿ من المخرجين ﴾: من المطرودين. ﴿ من القالين ﴾: من الكارهين. ﴿ في الغابرين ﴾: في المعذبين. ﴿ دمَّرنا الآخرين ﴾: أهلكناهم. ﴿ مطرًا ﴾: من حجارة. ﴿ فساء مطر المنذرين ﴾: فبئس مطر الكافرين ذلك المطر. ﴿ أصحاب الأيكة ﴾: أصحاب الشجر الكثيف الملتف (أهل مدين). ﴿ من المخسرين ﴾: من الناقصين للحقوق. ﴿ بالقسطاس المستقيم ﴾: المقصود: بالعدل. ﴿ لا تبخسوا ﴾: لا تنقصوا. ﴿ لا تعثوا ﴾: لا تفسدوا.   مضمون الآيات الكريمة من (160) إلى (183) من سورة «الشعراء»: 1 - تتناول هذه الآيات تكذيب قوم لوط لرسولهم لوط عليه السلام .   2 - ثم يستنكر ما يرتكبون من الشذوذ الجنسي (وهو إتيان الذكور)، فإذا بهم يهددونه إذا لم يكف عن دعوتهم إلى الإيمان وعن تحذيرهم من هذه الفعلة التي يفعلونها، فطلب لوط من ربه أن ينجِّيه وأن ينجِّي أهله مما يعمل هؤلاء القوم، ومن العقاب الذي سينزل عليهم، فاستجاب الله له، فنجَّاه وأهله أجمعين إلا امرأته.   3 - ثم تناول قصة شعيب عليه السلام وتكذيب أصحاب الأيكة له، وقد دعاهم إلى أصل العقيدة من توحيد الله، وإخلاص العبادة له، ثم حذَّرهم من تطفيف الكيل والميزان، وبخسهم الأشياء في الشراء، وبيعهم بثمن مرتفع، وحثّهم على العدل، وحسن المعاملة مع الناس كما حذَّرهم من الإفساد في الأرض.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (160) إلى (183) من سورة «الشعراء»: 1 - الزواج بين الذكر والأنثى هو الوسيلة الشرعية والعقلية لتكوين الأسرة، ولتحقيق حكمة الله سبحانه وتعالى ومشيئته في امتداد الحياة عن طريق النسل.   2 - الانحراف والشذوذ الجنسي خروج عن قانون الكون وطبيعة الحياة، ويستحق فاعله عقاب الله الشديد في الآخرة، فضلاً عمَّا يصيب المنحرفين من أمراض نفسية وجنسية وجسميَّة خطيرة.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (184) إلى (206) من سورة «الشعراء»: ﴿ والجبلَّة الأولين ﴾: الخلائق السابقة. ﴿ من المسحَّرين ﴾: المسحورين. ﴿ كسفًا ﴾: قطع عذاب. ﴿ الظلَّة ﴾: سحابة أظلتهم ثم أمطرتهم نارًا. ﴿ وإنه ﴾: أي القرآن. ﴿ الروح الأمين ﴾: جبريل عليه السلام . ﴿ على قلبك ﴾: يا محمد. ﴿ مبين ﴾: فصيح واضح. ﴿ أو لم يكن ﴾: الاستفهام للتوبيخ. ﴿ لهم ﴾: لكفَّار مكة. ﴿ آية ﴾: علامة. ﴿ أن يعلمه ﴾: أن يعلم القرآن وصِفَة الرسول. ﴿ الأعجمين ﴾: غير العرب. ﴿ سلكناه ﴾: أدخلنا القرآن. ﴿ بغتة ﴾: فجأة. ﴿ منظرون ﴾: ممهلون. ﴿ أفبعذابنا يستعجلون ﴾: استفهام للإنكار والتوبيخ. ﴿ أفرأيت ﴾: أخبرني.   مضمون الآيات الكريمة من (184) إلى (206) من سورة «الشعراء»: 1 - تذكر الآيات إلحاح «شعيب» على قومه أن يتقوا ربهم، وتذكيرهم بأنه خالقهم الواحد، وأنه خالق الأجيال كلها والسابقين جميعًا، فما كان منهم إلا أن يتهموه بأنه مسحور، وأنكروا رسالته، فكانت نهايتهم عندما تراءت لهم سحابة، فاستظلُّوا بها، فإذا هي صاعقة تفزعهم وتدمرهم.   2 - ثم تنتقل بعد هذه القصص إلى القرآن الكريم فتؤكد أنه تنزيلٌ من رب العالمين.   3 - ثم تسوق دليلاً آخر على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه وهو أن علماء بني إسرائيل يعرفون خبره، وما معه من القرآن؛ لأنه مذكور في كتب الأولين، ومع ذلك فالمشركون يعاندون الدلائل الظاهرة، ويزعمون أنه سحر أو شعر، والحقيقة أن التكذيب ملازم لهم حتى يأتيهم العذاب فجأة وهم لا يشعرون، ثم يكون العذاب الأليم يوم الدين.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (184) إلى (206) من سورة «الشعراء»: 1 - العقيدة الصحيحة هي أساس الأعمال الصالحة، ولا قبول للأعمال الصالحة بدونها.   2 - تحريم الجشع والاستغلال، والتطفيف في الكيل والميزان، وظلم الناس بأي صورة من صور الظلم.   3 - تظهر في كل أمة مجموعة من الانحرافات والأعمال القبيحة نتيجة فساد العقيدة، فيأتي الرسول ليصحِّح العقيدة والأوضاع الفاسدة.   4 - في الأمم المعاصرة كثير من تلك القبائح والمنكرات التي تفشَّت في الأمم السابقة، وذلك نتيجة للبعد عن العقيدة الصحيحة ومنهج الإسلام، ولا سبيل للنجاة من أخطار هذه المفاسد وتلك الجرائم والمنكرات إلا بالرجوع إلى الدين الحنيف، وتطبيق تعاليمه.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢