أرشيف المقالات

تفسير سورة الروم للناشئين (الآيات 25 - 50)

مدة قراءة المادة : 11 دقائق .
2تفسير سورة الروم للناشئين (الآيات 25 - 50)
معاني المفردات من الآيات الكريمة من (25) إلى (32): ﴿ تقوم السماء والأرض ﴾: تبقى السماء قائمة على حالها ونظامها، وتثبت الأرض فلا تميل ولا تضطرب. ﴿ دعاكم دعوة من الأرض ﴾: طلبكم للحساب، وذلك بالنفخ في الصور يوم القيامة. ﴿ قانتون ﴾: مطيعون. ﴿ وله المثل الأعلى ﴾: ولله سبحانه وتعالى الصفات العليا التي لا يتصف بها غيره. ﴿ مما ملكت أيمانكم ﴾: من عبيدكم وإمائكم الذين تملكونهم. ﴿ بغير علم ﴾: من غير دليل ولا حجة. ﴿ ناصرين ﴾: منقذين ومخلصين من العذاب. ﴿ فأقم وجهك للدين ﴾: اثبت على الدين واتجه إليه وحده مبتعدًا عن العقائد الزائفة. ﴿ حنيفًا ﴾: مائلاً عن الباطل إلى الحق. ﴿ فطرة الله ﴾: دين الله. ﴿ التي فطر الناس عليها ﴾: التي خلق الناس، وطبعهم عليها. ﴿ الدين القيِّم ﴾: الدين المستقيم الذي لا عوج فيه. ﴿ منيبين إليه ﴾: راجعين إليه بالتوبة. ﴿ شيعًا ﴾: فرقًا مختلفة الأهواء والأغراض في الدين. ﴿ بما لديهم فرحون ﴾: فرحون بما عندهم من الرأي ولم يتبينوا الحق.   مضمون الآيات الكريمة من (25) إلى (32) من سورة «الروم»: 1- تبيِّن الآيات أن بقاء السموات والأرض متماسكة على الصورة التي أرادها الله سبحانه وتعالى إلى يوم القيامة، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يبدأ الخلق أول مرة ثم يعيد مرة أخرى بقدرته، وطبقًا لحكمته؛ ليحاسب الناس على ما عملوا في دنياهم من خير أو شر، ويجزيهم بما عملوا.   2- ثم تعجب الآيات من الكافرين الذين يجعلون لله شركاء من عبيده، بينما يكرهون أن يجعلوا من عبيدهم شركاء لهم في أموالهم يتساوون معهم في التصرُّف في هذه الأموال التي هي أموال الله.
إن هذا التناقض في التفكير بسبب اتباعهم الهوى بغير علم، وليس لهم هاد ولا نصير يمنع عنهم عذاب الله، إنه موقف عجيب يتطلَّب من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن المؤمنين أن يثبتوا على الدين الحق، دين الفطرة التي خلقهم الله عليها، دين التوحيد وأن يبتعدوا ابتعادًا كاملاً عمَّا فيه المشركون من اختلاف وفرقة في الدين.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (25) إلى (32) من سورة «الروم» 1- العاقلون وحدهم هم الذين ينظرون ويفكِّرون في مخلوقات الله وتنوعها، وفوائدها، وأغراضها المختلفة فيدعوهم ذلك إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى وقدرته. 2- الدين الإسلامي دين الفطرة فلو ترك الناس وشأنهم لاهتدوا إليه دون إرشاد. 3- الحث على وحدة الأمة الإسلاميَّة والتحذير من التفرق واتباع الأهواء والأغراض التي تبعد عن الدين.   معاني المفردات من الآيات الكريمة من (32) إلى (41): ﴿ مسَّ الناس ضر ﴾: أصاب الناس ما يضرهم من مرض أو فقر وغيرهما. ﴿ رحمة ﴾: خيرًا وخلاصًا من الضر. ﴿ فتمتعوا فسوف تعلمون ﴾: فتمتعوا في هذه الدنيا أيها المشركون فسوف تعلمون عاقبة كفركم. ﴿ سلطانًا ﴾: كتابًا يكون حجة لهم. ﴿ فرحوا بها ﴾: اغتروا بها.
يقنطون: ييأسون من رحمة الله. ﴿ يبسط ﴾: يوسع ويزيد. ﴿ يقدر ﴾: يضيق. ﴿ آيات ﴾: عظات ودلائل. ﴿ فآت ذا القربى حقه ﴾: فأعط القريب حقه في الصدقة والصلة. ﴿ ابن السبيل ﴾: المسافر الذي نفد ماله أو بعد عنه. ﴿ ربًا ﴾: هو الربا المحرَّم المعروف. ﴿ ليربوا في أموال الناس ﴾: ليزيدها منها. ﴿ فلا يربوا عند الله ﴾: فلا يباركه الله. ﴿ المضعفون ﴾: الذين يضاعف الله حسناتهم ويبارك لهم أموالهم. ﴿ ظهر الفساد في البرِّ والبحر ﴾: كثر الفساد في كل مكان. ﴿ بما كسبت أيدي الناس ﴾: بسبب معاصي الناس وبعدهم عن الحق. ﴿ يرجون ﴾: يتوبون إلى الله ويرجعون عن المعاصي.   مضمون الآيات الكريمة من (33) إلى (41) من سورة «الروم»: 1- تؤكد هذه الآيات أن الإنسان بفطرته ميال إلى التوحيد، بدليل أنه إذا أصابته شدة من مرض أو فقر، أو غير ذلك من الأمور لجأ إلى الله؛ ليزيل ما به من ضر، فإذا أنجاه الله مما كان فيه نسي ما أصابه، وجحد فضل الله، وانحرف إلى الشرك؛ ولذلك يهددهم الله بأنه سيتركهم يتمتعون بالحياة الدنيا ثم يلقون عذابه الأليم في الآخرة.   2- ثم تعجب الآيات من أمر المنحرفين عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها.   3- ثم توضح أن اليأس من رحمة الله سبحانه وتعالى بعدٌ كبير عن الفطرة السليمة، فهناك كثير من الناس يفرحون في كبر وغرور إذا أعطاهم الله نعمة، وإذا أصيبوا بنقمة أو بلاء، تألموا ويئسوا من رحمة الله؛ لضعف إيمانهم، وكان عليهم أن يشكروا عند النعمة، ويصبروا عند الشدة، ويرجوا فضل الله سبحانه وتعالى الذي يوسع الرزق لمن يشاء، ويضيقه عمن يشاء من عباده، ويتدبروا الحكمة في سعة الرزق وضيقه، كما يتدبرها المؤمنون.   4- ثم تسوق بعض الأدلَّة على قدرة الله وعظمته؛ فهو وحده الخالق، الرازق، المحيي، المميت.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (33) إلى (41) من سورة «الروم»: 1- من مظاهر شكر المؤمنين لربهم: أنهم ينفقون مما أعطاهم الله في وجوه الخير من غير إسراف ولا تقتير؛ ولذلك يبارك الله لهم في أموالهم. 2- الصدقة لا تنفع صاحبها إلا إذا ابتغى بها وجه الله سبحانه وتعالى وعندئذٍ يخلف الله عليه أضعاف ما أنفقه.   معاني المفردات من الآيات الكريمة من (42) إلى (50): ﴿ عاقبة ﴾: مصير ونهاية. ﴿ فأقم وجهك للدين القيِّم ﴾: فاثبت على دين الإسلام المستقيم. ﴿ لا مردَّ له ﴾: لا يقدر أحد على رده. ﴿ يَصَّدَّعون ﴾: يتفرقون إلى سعداء في الجنة وأشقياء في النار. ﴿ فلأنفسهم يمهدون ﴾: يهيئون لأنفسهم منزلاً مريحًا في الجنة. ﴿ مبشِّرات ﴾: تبشر بنزول المطر وإخراج النبات. ﴿ ولتجري الفلك بأمره ﴾: ولتجزي السفن في البحار بتدبير الله سبحانه وتعالى وحكمته. ﴿ ولتبتغوا من فضله ﴾: ولتطلبوا الرزق من فضل الله سبحانه وتعالى بالتجارة وغيرها. ﴿ بالبينات ﴾: بالمعجزات الواضحات، والحجج الصادقة القويَّة الدَّالة على صدقهم. ﴿ من الذين أجرموا ﴾: من الكفرة المجرمين. ﴿ فتثير سحابًا ﴾: فتحرك الحساب وتسوقه أمامها. ﴿ فيبسطه في السماء ﴾: فينشره في أعالي الجو. ﴿ يجعله كِسَفًا ﴾: يجعله قطعًا متفرقة أحيانًا. ﴿ الودق ﴾: المطر. ﴿ يستبشرون ﴾: يسرون بالمطر. ﴿ لمبلسين ﴾: ليائسين من نزول المطر.   مضمون الآيات الكريمة من (42) إلى (50) من سورة «الروم»: 1- تبيِّن الآيات أن من حكمة الله سبحانه وتعالى أن يعاقب الناس أحيانًا في الدنيا ببعض أعمالهم؛ لعلَّهم يتوبون عن الشرك والمعاصي، ويتعظون بهلاك الأمم المكذبة من قبل، ويثبتون على الدين الحق من قبل أن يأتي يوم القيامة فيعاقب الكافر بكفره، ويثاب الطائع بطاعته.   2- ثم تسوق الآيات بعض المظاهر الدالة على رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده ومنها: أنه يرسل الرياح مبشرات برحمته في البر والبحر، ويرسل الرسل بالبينات، وأنه يسيِّر السحب بالرياح فتسقط مطرًا ينزله الله على من يشاء من عباده فيغيثهم برحمته، ويحيي الأرض الهامدة بإخراج الزروع والثمار.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (42) إلى (50) من سورة «الروم»: 1- ما ينزل بالناس من كوارث ومصائب وآلام فهو بسبب معاصيهم وذنوبهم، ولن ترفع هذه المحن وتلك الكوارث والمصائب إلا بتوبة خالصة لله، ورجوع إلى طاعة الله، وابتعاد عن معصيته.   2- في السعي على الرزق والتجارة ثواب عظيم إذا أخلصنا النيَّة لله بالإضافة إلى زيادة دخلنا القومي.   3- وسائل المواصلات المختلفة في البرِّ والبحر من نعم الله سبحانه وتعالى فيجب أن نستعملها في الخير بأفضل الطرق حتى ننتفع بخيرها ونتجنَّب أضرارها.   4- وعد الله احق ولابد من أن يقع، ومما وعد به سبحانه وتعالى أنه ينصر رسله والمؤمنين والمدافعين عن دينه.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣