أرشيف المقالات

قول: العصمة لله وحده، الدنيا ماشية بالمقلوب

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2الأخطاء اللفظية التي تخالف العقيدة قول: العصمة لله وحده، ماشي على كف الرحمن، الدنيا ماشية بالمقلوب
يقول الله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وعلى هذا ينبغي على الإنسان أن يتحرز من خطأ وزلل اللسان، خصوصًا فيما يتعلق بالمسائل العقائدية، التي تتعلق بالله تعالى، وبأسمائه وصفاته.   وهناك بعض الأخطاء اللفظية الخاصة بالأمور العقائدية يقع فيها البعض، نذكرها هنا للتنبيه عليها، والحذر منها، ومن هذه الأقوال: • العصمة لله وحده: وهي كلمة خاطئة، ومقصد القائل: هو تنزيه الله عن النقص والعيب، لكن هذه اللفظة مستنكرة وخاطئة؛ لأن المعصوم لا بد له من عاصم، وهذا لا يجوز في حق الله؛ فهو سبحانه الخالق، وما سواه مخلوق؛ فله الكمال المُطلَق. إنما الصحيح أن تقول: "العصمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وللأنبياء من قبله".   • ماشي على كف الرحمن: ومع أن صفة الكف ثابتة لله تعالى في حديث صحيح عند الإمام مسلم، فإنه لا يجوز أن يقول أحدنا: أنا ماشي على كف الرحمن؛ فهي كلمة خاطئة؛ لأنه جعل الأرض التي يمشي عليها هي كف الله عز وجل، وهذا التشبيه لا يجوز.   • الدنيا اتخلقت على كف عفريت: وهذا الكلام سَفَهٌ وجهل وضلال، وهذا لا يجوز؛ لأنه تقوُّلٌ وافتئات بغير علم، والله تعالى يقول: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].   وكذلك هذا القول مخالف للمعتقد الصحيح الذي جاء به نص القرآن؛ فقد قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [فاطر: 41].   وهذا دليلٌ على أن الذي يمسك السموات والأرض هو الله عز وجل.   • الدنيا ماشية بالمقلوب أو بالمشقلب: وهي تقال عندما يرى الناس أحوال البعض أو أرزاقهم تسير على غير ما كانوا يتوقعون.   وهذه العبارة غير صحيحة؛ لأن معناها: أن الله أعطى من لا يستحق، وحرم من يستحق، وهذا اتهام لربِّ العالمين، ومن المعلوم لدى كل مسلم موحد أن الله تعالى حكيم، خلق السموات والأرض ومن فيهن؛ ﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الزمر: 63]، وأن أمور الخلائق تسير وفق حكمته وإرادته، وأمره وقدره؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقال تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ﴾ [المؤمنون: 115]؛ فليس في الأمر عَبَثٌ، إنما هي الإرادة، والحكمة، والقدر المعلوم.   وعليه، فلا تجوز مثل هذه الكلمة؛ لأنها تدل على عدم تسليم، وعدم رضا بأمر الله وقدره، وفيها اعتراض على قدر الله، والصواب أن يقال: "سبحان الله في أمره وحكمته" من باب التنزيه والتسليم، أو: "سبحان الله" من باب التعجب؛ لأنك لا تفهم حكمة ما ترى"؛ اهـ؛ (مختصر النبراس في المخالف للشريعة من كلام الناس للشيخ فكري الجزار: ص57 - 58).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣