أرشيف المقالات

أخطاء شائعة في قراءة سورة الفاتحة

مدة قراءة المادة : 10 دقائق .
2أخطاء شائعة في قراءة سورة الفاتحة
أخطاء شائعة في قراءة بعض المصلين لسورة الفاتحة: 1- تسكين كلمة: "رب" في قوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. 2- تسكين كلمة: "مالك"، والصواب: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾. 3- تسكين كلمة: "نعبدْ"، والصواب: ﴿ نعبدُ ﴾. وهناك من يطيل في الضم، فيقول: "نعبدو"، وهذا خطأ. 4- عدم تشديد الياء في قوله تعالى: ﴿ إيَّاك ﴾، فيقول: "إيَاك". والفرق بينهما: أن التشديد تخصيص لله، ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾؛ أي: "يا رب، لا نعبد إلا أنت، ولا نستعين إلا بك"، وبدون تشديد: "إياك" هو ضوء الشمس؛ أي: إننا نعبد ضوء الشمس، ونستعين بضوء الشمس. 5- إبدال الطاء: "تاء" في قوله تعالى: ﴿ الصراط ﴾، فيقول: اهدنا الصراتَ. 6- إبدال الصاد: "شين" في قوله تعالى: ﴿ الصراط ﴾، فيقول: "الشراط". 7- إبدال السين: "صاد" في قوله تعالى: ﴿ المستقيم ﴾، فيقول: "المصتقيم". 8- إبدال التاء: "طاء" في قوله تعالى: ﴿ المستقيم ﴾، فيقول: "المسطقيم". 9- إبدال الذال: "زاي" في قوله تعالى: ﴿ الذين ﴾، فيقول: "الزين". 10- ضم التاء في قوله: ﴿ أنعمتَ ﴾، فيقول: "أنعمتُ"، وهذا خطأ فادح. 11- عدم المد في كلمة: ﴿ الضالين ﴾، فيقول: "الضالين" بدون مد.   تكرير بعض الكلمة عند قراءة الفاتحة: قال ابن قدامة - رحمه الله تعالى - في ذم الموسوسين: ومن أصناف الموسوسين ما يفسد الصلاة، مثل تكرير بعض الكلمة؛ كقوله في التحيات: "أت أت التحي التحي"، وفي السلام: "أس أس السلام"، وفي التكبير: "اكككبر"، وفي إياك: "إيا ككك"، فهذا تكرير للكلمات غيَّر معاني القراءة، وأخرج اللفظ عن وصفه من غير ضرورة، فهذا الظاهرُ بطلانُ الصلاة به، وربما كان إمامًا فأفسد صلاة المأمومين، وصارت الصلاة التي هي أكبر الطاعات أعظم إبعادًا له عن الله من الكبائر، وما كان من ذلك لا يبطل الصلاة فهو مكروه، وأخرج القراءة عن كونها على الوجه المشروع عدولًا عن السنة، ورغبةً عن طريق رسول الله وصحابته، وربما رفع صوته بذلك فآذى سامعيه، وأغرى الناس بذمه والوقيعة فيه، وجمع على نفسه طاعة إبليس ومخالفة السنة، وارتكاب شر الأمور ومحدثاتها، وتعذيب نفسه وإضاعة الوقت، وآذى نفسه وآذى المصلين؛ اهـ.   تنبيه: بعض المصلين يعاني من الوسواس في الصلاة، وعلاج ذلك والخلاص منه: ما رواه الإمام مسلم في كتاب "الطب" عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله: ((ذاك شيطان، يقال له: خنزب، فإذا أحسست به، فتعوذ بالله، واتفُلْ على يسارك ثلاثًا))، قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عنه".   زيادة لفظ "والشكر" عند الاعتدال من الركوع: بعض المصلين يزيدون لفظة: "والشكر" عند الاعتدال من الركوع، وهذه اللفظة غير ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول بعد الرفع من الركوع: "ربنا لك الحمد"، أو "ربنا ولك الحمد"، أو "اللهم ربنا لك الحمد"، أو "اللهم ربنا ولك الحمد"، وفي "صحيح مسلم" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "أنه كان صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع، قال: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض، وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ".   زيادة كلمة سيدنا في التشهد: بعض المصلين يزيد في التحيات: "اللهم صل على سيدنا محمد"، وهذا خطأ واضح؛ لأن الأصل في العبادات الاتباع لكل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من كمال المحبة؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم هو سيدنا وإمامنا وقدوتنا وأسوتنا ومعلمنا، ولكننا نتعبد إلى الله بحسن الاتباع لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرد في كتاب ولا سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه مِن بعده قالوا كلمة: "سيدنا" في التشهد، وإننا والله من مقتضى علمنا بأنه صلى الله عليه وسلم سيدنا، فإننا لا ينبغي أن نتجاوز ما شرعه لنا من قول أو فعل أو عقيدة.   قال الشقيري - رحمه الله تعالى - كما في "السنن والمبتدعات" ص65: والتسييد؛ أي: قولهم: "سيدنا" في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد..
وغيره، لم يرد أصلًا، ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا التابعين، ولم يروَ إلا في حديث لو صحح لكان دليلًا لنا، وهو: "لا تسيدوني في الصلاة"، ولا أصل له، وهو ملحون، وصحة اللفظ: "لا تسودوني"، ولو كان مندوبًا لما خفي عليهم، وهم أعلم الناس بما يحبه الله ورسوله؛ اهـ.   التسبيح والاستغفار الجماعي بعد الانتهاء من الصلاة: قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى -: قال ابن بطال نقلًا عن الإمام مالك: إن ذلك محدَثٌ. وهذا خطأ يقع فيه البعض، والمشروع للمصلين بعد الصلاة أن ينشغل كل واحد منهم بذِكر الله في سره، بحيث لا يؤذي مَن بجواره.   أما ما جاء عند البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: "إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس (من الصلاة) كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم"، وقال النووي - رحمه الله تعالى -: حمل الشافعي هذا الحديث على أنهم جهروا به وقتًا يسيرًا، لأجل تعليم صفة الذكر، لا أنهم داموا على الجهر به، والمختار أن الإمام والمأموم يخفيان الذكر، إلا إن احتيج إلى التعليم"؛ (الفتح: 2/ 379).   بعض الأئمة يبالغ في مد السلام: وهذا خطأ؛ لأنه يجعل بعض المصلين يسلمون معه، أو ربما يسبقونه بسبب هذه الإطالة. وهناك كذلك من الأئمة من يطيل في كلمة: "الله أكبر"، وهذا يجعل البعض يسبقه أو يساويه.   قول أحدهم للآخر عند السلام من الصلاة: "تقبل الله"، أو "حَرَمًا": وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهي بدعة لا يخلو منها مسجد، وانتشرت بين الناس. هذا، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: عن المصافحة عَقِيب الصلاة، هل هي سنة أم لا؟ فأجاب بقوله: الحمد لله، المصافحة عَقِيب الصلاة ليست مسنونة، بل هي بدعة، والله أعلم؛ (الفتاوى: 23/ 239). وقال العز بن عبدالسلام - رحمه الله تعالى -: المصافحة عقب الصبح والعصر من البدع، إلا لقادم يجتمع بمن يصافحه قبل الصلاة؛ (فتاوى العز بن عبدالسلام ص46).   وقد ورد سؤال إلى اللجنة الدائمة ما نصه: ما الحكم في مواظبة السلام، ومصافحة الإمام، والجالس عن اليمين والشمال دبر كل صلاة مفروضة؟ فأجابت اللجنة بما نصه: المواظبة على السلام على الإمام ومصافحته، والتزام المصلي السلام على مَن بيمينه ومَن عن يساره عقب الصلوات الخمس بدعة؛ لأنه لم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن خلفائه الراشدين وسائر الصحابة - رضي الله عنهم - ولو كان لنقل إلينا؛ لتكرر الصلاة كل يوم خمس مرات، وذلك لا يخفى على المسلمين؛ لكونه في مشاهدَ عامة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رَدٌّ)). وقال فضيلة الشيخ ابن جبرين - رحمه الله تعالى -: "كثير من المصلين يمدون أيديهم لمصافحة من يليهم، وذلك بعد السلام من الفريضة مباشرة، ويدعون بقولهم: "تقبل الله" أو "حرمًا"، وهذه بدعة لم تنقل عن السلف. والسنَّة المشروعة للمصلي بعد السلام: أن يستغفر الله ثلاثًا، ويقول أذكار الصلاة، وينشغل بها عن التسليم على من بجواره.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١