أرشيف المقالات

تفسير سورة الأحزاب للناشئين (الآيات 44 - 62)

مدة قراءة المادة : 12 دقائق .
2تفسير سورة الأحزاب للناشئين (الآيات 44 - 62)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (44) إلى (50) من سورة «الأحزاب»: ﴿ وسراجًا منيرًا ﴾: وهاديًا - كالمصباح المضيء - إلى طريق الله. ﴿ ودع أذاهم ﴾: ولا تهتم بإيذائهم إياك. ﴿ نكحتم ﴾: عقدتم عقد الزواج. ﴿ تمسُّوهن ﴾: تدخلوا بهن. ﴿ عدة ﴾: هي أيام تعتدها المرأة بعد طلاقها، أو وفاة زوجها؛ ليصح لها أن تتزوج بغيره. ﴿ تعتدونها ﴾: تعدونها عليهن. ﴿ فمتعوهن ﴾: أعطوهن المتعة وهي ما يتمتع به من مال، أو ثياب وكل ما يعطيه الزوج لمطلقته؛ إرضاءً لها وتخفيفًا من شدة أثر الطلاق عليها. ﴿ وسرحوهن ﴾: وطلقوهن والمراد اتركوهن ولا تحبسوهن في منزل الزوجية. ﴿ سراحًا جميلاً ﴾: وذلك بالتلطف معهن والإحسان إليهن. ﴿ آتيت أجورهن ﴾: أعطيت مهورهن مقدمًا أو مؤخرًا. ﴿ وما ملكت يمينك ﴾: والإماء. ﴿ مما أفاء الله عليك ﴾: مما أعطاك إياه غنيمة في الحرب، أو رده عليك من الكفار. ﴿ وهبت نفسها للنبي ﴾: وهبته نفسها بدون مهر؛ حبًّا في الله ورسوله. ﴿ يستنكحها ﴾: يتزوجها. ﴿ خالصة لك ﴾: خاصة لك دون سائر المؤمنين. ﴿ ما فرضنا عليهم ﴾: ما أوجبنا عليهم من نفقة، ومهر وشهود في العقد وعدم الزيادة عن أربع من النساء مجتمعات. ﴿ حرج ﴾: مشقَّة.   مضمون الآيات الكريمة من (44) إلى (50) من سورة «الأحزاب»: 1 - تبيِّن الآيات أن الله أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم شاهدًا ومبشرًا لمن آمن به وبرسالته بالجنة، ونذيرًا لمن عصاه بالعذاب، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.   2 - ثم ختمت هذه الآيات بما ابتدأت به السورة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن طاعة الكافرين والمنافقين، وطالبته بأن يعرض عمَّا يكون منهم من إساءة، ويترك الأمر لله يفعل بهم ما يشاء.   3 - حكم طلاق المرأة قبل الدخول بها حيث يجوز لها أن تتزوج دون انتظار؛ لأنه ليس عليها عدة، وعلى من طلقها أن يعطيها متعة (هدية) ويطلق سراحها بالمعروف.   4 - ثم تبيِّن أن الله سبحانه وتعالى أحلَّ لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يستبقي في عصمته زوجاته اللاتي دفع مهورهن، مع ما يملك من الجواري، وإذا أرادت امرأة أن تهب نفسها له بغير مهر جاز له التزوج منها، وهذه خصوصية من خصوصياته صلى الله عليه وسلم دون بقية المسلمين، وقد أبيح للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك بعد تحديد الزواج بأربع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم منع من أن يتزوج غير ما عند؛ إذ يقول تعالى: ﴿ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ ﴾ [الأحزاب: 52].   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (44) إلى (50) من سورة «الأحزاب»: 1 - لا يصح أن يقع الطلاق إلا عند استحالة استقرار الحياة الزوجية. 2 - على الزوج أن يجبر خاطر مطلقته، بإعطائها المتعة، وخاصة إذا لم يكن قد فرض لها مهرًا، فإذا كان قد فرض لها مهرًا فيجب عليه نصفه لمن طلقت قبل الدخول بها وتكون المتعة مستحبة. 3 - يحرم إيذاء المرأة المطلقة، ويجب الإحسان إليها، وهذا من سماحة الإسلام وتكريمه للمرأة.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (51) إلى (54) من سورة «الأحزاب»: ﴿ ترجى ﴾: تؤخر. ﴿ وتؤوي ﴾: تضم إليك وتصاحب منهن من تشاء من غير حرج عليك في القسمة والتسوية بينهن. ﴿ تقر أعينهن ﴾: تطيب أنفسهن بتلك القسمة. ﴿ عليمًا حليمًا ﴾: يعلم الذنوب، ولا يعاجل بالعقوبة. ﴿ رقيبًا ﴾: حفيظًا ومطَّلِعًا. ﴿ أن يؤذن لكم ﴾: أن تدعو إلى تناول الطعام. ﴿ غير ناظرين إناه ﴾: غير منتظرين نضجه ولكن احضروا بعد نضجه واستوائه. ﴿ فانتشروا ﴾: فاخرجوا وتفرقوا. ﴿ مستأنسين ﴾: طالبين الأنس بالحديث. ﴿ إن ذلكم ﴾: الدخول بغير إذن، والانتظار قبل الطعام وبعده للاستئناس بالحديث. ﴿ فيستحي منكم ﴾: لا يخرجكم من بيوته حياءً منكم. ﴿ والله لا يستحي من الحق ﴾: والله سبحانه وتعالى لا يستحي من بيان الحق وتوضيحه. ﴿ متاعًا ﴾: ما يحتاجه المرء من حاجات الدنيا. ﴿ حجاب ﴾: ساتر يستره عن النظر. ﴿ أطهر ﴾: أسلم للقلوب وأحوط. ﴿ تنكحوا ﴾: تتزوجوا.   مضمون الآيات الكريمة من (51) إلى (54) من سورة «الأحزاب»: 1 - بيَّنت الآيات أن الله سبحانه وتعالى أعفى النبي صلى الله عليه وسلم من تقسيم الليالي على زوجاته، فله الحق في أن يبيت عند من شاء منهن في نوبة الأخرى، وله أن يؤخر من شاء منهن عن نوبتها، ولا ذنب عليه في ذلك؛ فهذا أمر الله حتى تطيب نفوسهن ويرضين جميعًا بما ينلن من صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم (ومع ذلك فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسوي بينهن).   2 - ثم وضَّحت الآيات آداب دخول بيوت النبي صلى الله عليه وسلم والتعامل مع أهل بيته، فقد حذرتهم من انتظار نضج الطعام واستوائه إذا لم يكونوا قد دُعوا إليه، ونصحتهم أن يخرجوا من عنده صلى الله عليه وسلم بمجرد الانتهاء من أكل الطعام ولا ينتظروا يسمرون بالحديث بعضهم مع بعض؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لكرم خلقه يستحي منهم فلا يطلب الانصراف، ولكن الله سبحانه وتعالى لا يستحي من الحق.   3 - ثم طلبت من المؤمنين إذا طلبوا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا أن يكون بينهم وبينهن ساتر وحجاب.   4 - ثم بيَّنت تحريم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم على جميع المسلمين.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (51) إلى (54) من سورة «الأحزاب»: 1 - لا يجوز دخول البيوت إلا بإذنٍ من أهلها، أو بدعوة سابقة. 2 - لا ينبغي الحضور قبل نضج الطعام واستوائه للمدعوين على طعام، ولا يجوز لهم أن ينتظروا بعد تناول الطعام كثيرًا، إلا أن يرغب في كل هذا صاحب البيت. 3 - يحرم على جميع المسلمين الزواج من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من بعد وفاته. 4 - الحق الشرعي مقدم على الحياة الشخصي (والله لا يستحي من الحق).   معاني مفردات الآيات الكريمة من (55) إلى (62) من سورة «الأحزاب»: ﴿ لا جناح عليهن ﴾: لا إثم على زوجات النبي. ﴿ ولا نسائهن ﴾: ولا نسائهن المؤمنات، أما غير المؤمنات فيجب أن يحتجبن عنهن. ﴿ ما ملكت أيمانهن ﴾: عبيدهن. ﴿ يصلون ﴾: صلاة الله سبحانه وتعالى ثناؤه عليه ورحمته به، وصلاة الملائكة دعاء واستغفار. ﴿ لعنهم الله ﴾: طردهم الله من رحمته. ﴿ بغير ما اكتسبوا ﴾: بغير جناية منهم أو استحقاق للأذى. ﴿ بهتانًا ﴾: افتراءً أو كذبًا. ﴿ إثمًا مبينًا ﴾: ذنبًا ظاهرًا. ﴿ يدنين ﴾: يرخين ويسدلن، والمقصود يغطين وجوههن وأجسامهن؛ ليميزن عن الإماء والفاجرات. ﴿ جلابيبهن ﴾: جمع جلباب وهو الثوب الذي يستر جميع البدن. ﴿ في قلوبهم مرض ﴾: حب الفجور والزنا. ﴿ والمرجفون في المدينة ﴾: الذين ينشرون الشائعات الكاذبة. ﴿ لنغرينك بهم ﴾: لنسلطنك عليهم. ﴿ لا يجاورونك فيها إلا قليلاً ﴾: لا يساكنونك في المدينة إلا فترة قليلة ثم تطردهم منها. ﴿ أينما ثقفوا ﴾: في أي مكان وجدوا. ﴿ أخذوا وقتلوا تقتيلا ﴾: أخذوا أسرى، وقتلوا أشنع تقتيل. ﴿ الذين خلوا ﴾: الأمم الماضية.   مضمون الآيات الكريمة من (55) إلى (62) من سورة «الأحزاب»: 1 - بيَّنت الآيات الأقرباء الذين يجوز للنساء مقابلتهم.   2 - ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه يصلي على النبي أي يرحمه ويثني عليه في الملأ الأعلى، وأن الملائكة تصلي عليه، أي تدعو له وتستغفر له، وطالب المؤمنين أن يصلوا عليه ويسلموا تسليمًا؛ تكريمًا له وتعظيمًا.   3 - ثم هدَّد الله سبحانه وتعالى من يؤذون الله ورسوله والمؤمنين والمؤمنات بالطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى وبالعذاب الأليم.   4 - ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيَّه أن يطالب المؤمنات جميعًا بأن يغطين أجسامهن تغطية كاملة؛ فلا يكشفن شيئًا من عوراتهن؛ وذلك ليعرفن بهذا الزي فلا يعتدي عليهن أحد.   5 - ثم ختمت الآيات بتهديد المنافقين ومروجي الشائعات في المدينة بهدف إشاعة القلق فيها، كما هدَّدت مرضى القلوب بأن يسلط الله النبي عليهم جميعًا ويمكنه من طردهم؛ وأعلن الله - تبارك وتعالى - طردهم من رحمته كما طرد أمثالهم من الأمم السابقة.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (55) إلى (62) من سورة «الأحزاب»: 1 - فضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والتسليم عليه كلما ذكر اسمه الشريف. 2 - إيذاء المؤمنين والمؤمنات واتهامهم بما ليس فيهم يعد من الكبائر التي يجب أن يبتعد عنها المسلم. 3 - الحجاب مفروض على جميع نساء المؤمنين، وهو واجب شرعي محتم. 4 - فرض الحجاب على النساء؛ لإطفاء نار الشهوة؛ حتى لا تختلط الأنساب وتنتشر الأمراض. Save



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣