أرشيف المقالات

تفسير سورة الصافات للناشئين (الآيات 103 - 182)

مدة قراءة المادة : 11 دقائق .
2تفسير سورة الصافات للناشئين (الآيات 103- 182)   معاني مفردات الآيات الكريمة من (103) إلى (126) من سورة «الصافات»: ﴿ أسلما ﴾: استسلم إبراهيم وإسماعيل وخضعا لأمر الله عز وجل. ﴿ وتله للجبين ﴾: وألقى إبراهيم ابنه على وجهه على الأرض. ﴿ قد صدقت الرؤيا ﴾: قد نفذت ما أمرك الله به، بإلقائك ولدك على الأرض استعدادًا لذبحه. ﴿ البلاء المبين ﴾: الاختبار الشاق أو المحنة الواضحة. ﴿ وفديناه بذبح عظيم ﴾: وفدى الله إسماعيل بكبش عظيم؛ ليذبح بدلاً منه. ﴿ وتركنا عليه في الآخرين ﴾: وأبقى الله ذكر إبراهيم على ألسنة الناس، فهو يذكر بخير دائمًا. ﴿ مننَّا ﴾: أنعمنا. ﴿ الكرب ﴾: الغم. ﴿ المستبين ﴾: الكامل في بيانه (وهو التوراة). ﴿ الصراط المستقيم ﴾: الطريق الذي لا اعوجاج فيه. ﴿ إلياس ﴾: أحد أنبياء بني إسرائيل، وقيل: هو إيلياء عليه السلام . ﴿ ألا تتقون ﴾: ألا تخافون الله وأنتم تعبدون غيره؟!. ﴿ أتدعون بعلاً ﴾: أتعبدون هذا الصنم المسمَّى «بعل». ﴿ وتذرون أحسن الخالقين ﴾: وتتركون عبادة الله الخالق؟!.   مضمون الآيات الكريمة من (103) إلى (126) من سورة «الصافات»: 1- تبيِّن الآيات أن إبراهيم عليه السلام همَّ بذبح ابنه لولا أن جاءه النداء من الله عز وجل بأنك يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا وحققت ما يريده الله منك من الخضوع والاستسلام والرضا والطاعة، وأرسل إليه كبشًا جعله فداء لإسماعيل، وأمره أن يذبح ذلك الكبش، وهكذا ينجي الله عباده المؤمنين المحسنين المخلصين، ثم بشَّره ربه بغلام آخر يولد له بعد هذه الحادثة بسنوات هو إسحاق عليه السلام الذي جعله نبيًّا وبارك عليه. 2- ثم ذكرت الآيات ما أنعم الله به على موسى وهارون - عليهما السلام - فقد نجَّاهما وقومهما من استعباد فرعون وإذلاله لهم، وأعطى موسى وهارون التوراة بما فيها من بيان وحكمة وتشريع. 3- ثم ذكرت إلياس عليه السلام حين دعا قومه إلى عبادة الله، وترك عبادة صنمهم (بعل) فكذبه قومه؛ لذلك فسوف يحضرون في النار للعذاب.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة (103) إلى (126) من سورة «الصافات»: 1- يستجيب الله دعاء المخلصين من عباده إذا تضرَّعوا إليه واستغفروه وسبحوا بحمده. 2- حسن الأدب مع الوالدين وطاعتهما ومساعدتهما في أعمالهما؛ امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى وعرفانًا بفضلهما. 3- الاستعانة بالله في جميع الأمور، والرضا بأمر الله وقضائه والتسليم له في طمأنينة وثقة ويقين. 4- سنة الأضحية في عيد الأضحى؛ شكرًا لله سبحانه وتعالى وذكرى لحادث الفداء العظيم لجدنا إسماعيل عليه السلام .   معاني مفردات الآيات الكريمة من (127) إلى (153) من سورة «الصافات»: ﴿ محضرون ﴾: مجموعون في العذاب. ﴿ المخلصين ﴾: المؤمنين الصادقين. ﴿ إل ياسين ﴾: إلياس وقيل: هو ومن معه من المؤمنين. ﴿ إلا عجوزًا ﴾: إلا امرأته الكافرة. ﴿ في الغابرين ﴾: في الهالكين. ﴿ لتمرُّون عليهم ﴾: لتمرُّون في سفركم على منازلهم وتشاهدون آثار هلاكهم. ﴿ مصبحين ﴾: وأنتم داخلون في وقت الصباح (والمقصود: ليلاً ونهارًا). ﴿ إذ أبق إلى الفلك المشحون ﴾: حين ذهب إلى السفينة المحملة بالرجال. ﴿ فساهم ﴾: فاشترك في القرعة. ﴿ فكان من المدحضين ﴾: فكان من المغلوبين. ﴿ يوم يبعثون ﴾: يوم القيامة. ﴿ فنبذناه ﴾: فأخرجناه. ﴿ بالعراء ﴾: بالأرض الفضاء. ﴿ وهو سقيم ﴾: مريض هزيل. ﴿ وأنبتنا عليه شجرةً من يقطين ﴾: وأنبت الله عليه شجرة تظله (وهي شجرة القرع؛ لأنها عريضة الأوراق لا يقربها الذباب). ﴿ فاستفتهم ﴾: فاسأل يا محمد كفار مكة (على سبيل التوبيخ والتأنيب لهم). ﴿ شاهدون ﴾: حاضرون. ﴿ إفكهم ﴾: كذبهم على الله. ﴿ أصطفى البنات على البنين ﴾: هل اختار البنات وفضَّلهن على البنين؟!.   مضمون الآيات الكريمة من (127) إلى (153) من سورة «الصافات»: 1- تذكر الآيات قصة لوط عليه السلام حين نجَّاه الله وأهله جميعًا ما عدا امرأته الكافرة فقد هلكت مع من كفر به حيث دمر الله عليهم قراهم. 2- ثم تذكر قصة يونس بن متَّى عليه السلام حين اتجه إلى السفينة المحمَّلة بالرجال وركب فيها، فلما أوشكت على الغرق من شدة الريح رأى من فيها أن يعملوا قرعة لإلقاء واحد من بينهم في البحر لتنجو السفينة من الغرق، فكانت القرعة تخرج في كل مرة على يونس عليه السلام ولكنهم كرهوا إلقاءه في البحر؛ لمكانته فيهم فألقى هو بنفسه في البحر فابتلعه حوت كبير قد أوحى الله إليه أن يجعل بطنه له سجنًا ولا يتخذه طعامًا، ولا يصيبه بأذى، وقد كان يونس من الذاكرين لله المسبِّحين بحمده دائمًا، ثم لجأ إلى الله وهو في ظلماتٍ ثلاث: (ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل) يدعو ربه قائلاً: ﴿ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ فنجَّاه الله وألقاه من بطن الحوت على الساحل، وأنبت عليه شجرة تظله وتحميه.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (127) إلى (153) من سورة «الصافات»: 1- لا ينفع الإنسان أمام الله سبحانه وتعالى يوم الحساب إلا عمله الذي قدمه في هذه الدنيا. 2- الله سبحانه وتعالى يتقبَّل دعاء الضارعين إليه، وخاصة عند الشدائد ما كانوا مخلصين لله دعاءهم وضراعتهم.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (154) إلى (182) من سورة «الصافات»: ﴿ سلطان ﴾: حجة وبرهان. ﴿ بكتابكم ﴾: بما يشهد لكم بصحة دعواكم فيما تزعمون. ﴿ الجنة ﴾: الجن. ﴿ عليه بفاتنين ﴾: بمضلِّين أو مفسدين على الله أحدًا. ﴿ صال الجحيم ﴾: داخلها أو مقاسي حرها. ﴿ الصافون ﴾: الواقفون في العبادة صفوفًا. ﴿ فسوف يعلمون ﴾: فسوف يرون جزاء كفرهم. ﴿ سبقت كلمتنا ﴾: سبق وعد الله وقضاؤه. ﴿ فتولَّ عنهم ﴾: فأعرض عنهم يا محمد. ﴿ حتى حين ﴾: إلى مدة يسيرة إلى أن تؤمر بقتالهم. ﴿ وأبصرهم فسوف يبصرون ﴾: واتركهم لليوم الذي يرون ما ينتهي إليه وعد الله فيك وفيهم. ﴿ بساحتهم ﴾: بأرضهم والمقصود: نزل بهم العذاب. ﴿ فساء صباح المنذرين ﴾: فما أسوأه من صباح ينزل فيه العذاب بهؤلاء المكذبين.   مضمون الآيات الكريمة من (154) إلى (182) من سورة «الصافات»: 1- تعود الآيات مرة أخرى إلى المشركين الذين افتروا الأكاذيب واختلقوا الأساطير فنسبوا إلى الله - سبحانه وتعالى - البنات، وادعوا أن بينه وبين الجِنَّة تزاوجًا نشأ منه ولادة الملائكة، فتوجه الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يناقش معهم هاتين الأسطورتينَ؛ ليبطل مزاعمهم الكاذبة متخذًا أسلوبهم وطريقة تفكيرهم، حتى يتوصل إلى تسفيه عقولهم وتجهيلهم، وإثبات تنزيه الله - سبحانه وتعالى - عمَّا يصفونه به من التزاوج والذريَّة، فهم يحبُّون البنين ويكرهون البنات، فكيف ينسبون لله البنات ويجعلون لأنفسهم الذكور؟!.   2- ثم تواجههم الآيات بما كانوا يقولون قبل أن تأتيهم هذه الرسالة حيث كانوا يتمنون أن يرسل الله فيهم رسولاً وأن ينزل عليهم كتابًا من كتب الأولين، وأنهم على استعداد للهدى والإيمان لو جاءهم رسول، فلما جاءهم محمد - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن الكريم تنكروا لما قالوا وكفروا به، فحقَّ عليهم العذاب.   3- ثم تختم السورة بتسجيل وعد من الله - تبارك وتعالى - لرسله أنهم الغالبون هم ومن اتبعهم من المؤمنين، وبتنزيه الله عمَّا لا يليق بجلاله وكماله مما وصفه به المشركون.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة (154) إلى (182) من سورة «الصافات»: 1- إثبات عقيدة التوحيد الخالص، وتنزيه الله - سبحانه وتعالى - عن الشريك والزوج والولد. 2- الملائكة عباد لله خاضعون لطاعته، ويقومون بتنفيذ أوامره، ولكلٍّ منهم مقامه ووظيفته. 3- الجن من خلق الله عز وجل، وسوف يحضر الله الكافرين منهم في العذاب يوم القيامة، وأمَّا المؤمنون منهم فسوف يدخلهم الله الجنة.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن