أرشيف المقالات

العداوة الأزلية (5)

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2سلسلة تأملات تربوية في بعض آيات القرآن الكريم العداوة الأزلية هذا عدو لك ولزوجك "إبليس" الحلقة الخامسة خامسًا: مرحلة الخاتمة أو الغلق
(1) أمْرُ الله لآدم وزوجه بالهبوط إلى الأرض مع إبليس، وإلقاء خطاب التكليف لهما. ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 38، 39].
﴿ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ﴾ [الأعراف: 24، 25].
﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 123 - 127].   بعد هذا المشوار الطويل من عمليَّة التدريب طبقًا لقدر الله؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3]، جاء الأمر من الله لآدم وزوجه ومعهم إبليس بالهبوط إلى الأرض، مقر حياتهم الدنيوية، ومعهم خطاب التكليف، الذي اشتمل على: (1) أنَّ آدم وزوجه وذريته وإبليس كل منهم عدو للآخر. (2) أنَّ الأرض مستقر لحياة آدم وزوجه وذريته الدنيوية، إلى حين انتهاء حياتهم الدنيوية التي قدَّرها الله لكل فرد. (3) أن في الأرض متاعًا لهم في حياتهم، يتمتعون فيها كما يشاؤون. (4) أن هناك منهجًا حدَّده الله لهم ليحيوا به في الأرض، فيه الهداية لمن يشاء منهم أن يتَّبعه، هذا المنهج أرسل الله به الرسل وأنزله في كتبه.
(5) أنَّ من يتَّبع هذا المنهج في هذه الحياة الدنيا فلن يضلَّ ولن يشقى في هذه الحياة، ويجدُ في نفسه كلَّ الطمأنينة والرضى والسكينة، ويحيا حياة طيبة. (6) أنَّ من يخالف هذا المنهج في هذه الحياة الدنيا يضلُّ ويشقى وتكون حياته ضنكًا. (7) أن الأرض مستقرٌّ لهم بعد موتهم، ومنها يبعثون مرة أخرى. (8) أن من يتَّبع هذا المنهج في هذه الحياة الدنيا فلا خوف عليه ولا يحزن يوم القيامة، ومصيره الجنة خالدًا فيها أبدًا. (9) أن من يخالف هذا المنهج في هذه الحياة الدنيا يُحشر يوم القيامة أعمى، ومصيره جهنم خالدًا فيها.   إنه منهج محدَّد الخطوات، واضحة معالمه لا لبس فيه ولا اعوجاج، تمَّ تحديده في هذه الآيات، التي جاءت في صورة خطاب تكليف لآدم وزوجه وذريتهم. لقد وصلت التجربة لنهايتها، عرف فيها آدم مَهمَّته، وعرف عدوَّه، وخصائص نفسه، وخصائص عدوه وأساليبه، وطبيعة الطريق الذي يسير فيه، وتعلَّم بشتى السبل كيف يسلك في غمار هذا الطريق.
لقد تكشفت خصائص الإنسان الكبرى، وعرفها هو وذاقها، واستعدَّ - بهذا التنبيه لخصائصه الكامنة - لمزاولة اختصاصه في الخلافة، وللدخول في المعركة التي لا تهدأ أبدًا مع عدوه.
أخي المسلم، هل عرفت طريق حياتك الدنيوية؟ ومَن عدوك؟ وما المصير الذي ينتظرك؟ هل اخترت نهايتك؟ وحدَّدت بدايتك؟ ورسمتَ خطاك؟ وتزوَّدت بزادك؟



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن