أرشيف المقالات

تفسير سورة الزمر للناشئين (الآيات 22 - 47)

مدة قراءة المادة : 9 دقائق .
2تفسير سورة الزمر للناشئين (الآيات 22 - 47)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (22) إلى (31) من سورة «الزمر»: ﴿ للقاسية قلوبهم من ذكر الله ﴾: للذين لا تخشع قلوبهم عند ذكر الله. ﴿ كتابًا متشابهًا ﴾: قرآنًا يشبه بعضه بعضًا في الإعجاز والهداية بدون تعارض وتناقض. ﴿ مثاني ﴾: تكرر فيه المواعظ والأحكام والأدلة من غير أن يحدث للنفوس منه سأم أو ملل. ﴿ تقشعر منه ﴾: تضطرب خشية وإجلالاً. ﴿ تلين جلودهم ﴾: تطمئن وتسكن. ﴿ يتقي بوجهه سوء العذاب ﴾: يعرض نفسه للعذاب. ﴿ غير ذي عوج ﴾: لا اختلاف فيه ولا خطأ. ﴿ رجلاً فيه شركاء متشاكسون ﴾: رجلاً من (العبيد) اشترك فيه ملاك متنازعون مختلفون. ﴿ ورجلاً سلمًا لرجل ﴾: ورجلاً آخر لا يملكه إلا شخص واحد. ﴿ هل يستويان مثلا ﴾: لا يستوي هذا وذاك في حسن الحال وراحة البال. ﴿ إنك ميت وإنهم ميتون ﴾: إنك يا محمد ستموت كما يموت بقية البشر ولا يخلد أحد في هذه الدنيا. ﴿ تختصمون ﴾: تجتمعون عند الله وتختصمون فيما بينكم من المظالم والخلافات ويحكم الله بينكم بالعدل.   مضمون الآيات الكريمة من (22) إلى (31) من سورة «الزمر»: 1- تصوِّر الآيات عاقبة من يستجيبون لذكر الله وعاقبة من غلظت قلوبهم وتحجرت فلم يتأثروا بذكر الله ولا بالقرآن الكريم، وتختم الآيات بتأكيد حقيقة التوحيد فتسوق مثالاً لمن يعبد إلهًا واحدًا ومن يعبد آلهة متعددة، وتوضِّح أنهما لا يتساويان ولا يتفقان، كما لا يستوي حال العبد الذي يملكه سادة متنازعون مختلفون، أخلاقهم سيئة، فهو مُوزَّع بينهم مشتت الفكر والوقت والجهد، وحال العبد الذي يعمل لسيد واحد بجد وإخلاص لا ينازعه أحد فيه، ويقدر هذا السيد الواحد جهد عبده وإخلاصه، ويكافئه أحسن مكافأة. 2- ثم تؤكِّد وحدانية الله وتفرده بالخلق والإبداع، فتبيِّن أنه وحده هو الباقي وأن كل من عداه محكوم عليه بالموت، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الحساب والحكم بين الناس سوف يكون يوم القيامة.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (22) إلى (31) من سورة «الزمر»: 1- القرآن الكريم يتلقاه المؤمنون فيخشعون ويتأثرون، ويتلقاه الجاحدون والظالمون فلا يتأثرون ولا يستجيبون. 2- المؤمنون الذين يعبدون الله وحده يعيشون في طمأنينة وراحة، ويجدون في الآخرة الثواب العظيم من الله سبحانه وتعالى بينما يعيش المشركون حياة كلها تعاسة وقلق ويدخلون النار يوم القيامة.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (32) إلى (40) من سورة «الزمر»: ﴿ أليس في جهنم مثوًى للكافرين ﴾: أليس في النار مكان للكافرين؟ بلى فهي مكانهم ومسكنهم. ﴿ أليس الله بكافٍ عبده ﴾: الله - تبارك وتعالى - يكفي رسوله صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء والرسل والمؤمنين فلا خوف عليهم من أعدائهم. ﴿ من دونه ﴾: من غير الله. ﴿ أفرأيتم ﴾: أخبروني.
هل من كاشفات ضُرِّه: هل تستطيع هذه الأصنام أن تدفع عنِّي السوء والضر إذا أراده الله لي؟ كلا. ﴿ هل هن ممسكات رحمته ﴾: هل تستطيع آلهتكم أن تمنع رحمة الله وخيره؟ كلا. ﴿ حسبي الله ﴾: الله يكفيني فلا ألتفت إلى غيره. ﴿ مكانتكم ﴾: حالتكم وهي عداوتكم للدين وكيدكم له. ﴿ إنِّي عامل ﴾: أي على مكانتي وطريقتي من الدعوة إلى الله وإظهار دينه. ﴿ عذابٌ يخزيه ﴾: عذاب يذله في الدنيا. ﴿ ويحل عليه عذاب مقيم ﴾: وينزل عليه عذاب النار الدائم.   مضمون الآيات الكريمة من (32) إلى (40) من سورة «الزمر»: 1- تبيِّن الآيات أن ظلم الناس هو من يكذب على الله ويكذب بالصدق إذ جاءه، وتوعدت الكافرين بالعذاب الشديد في جهنم وبئس المصير، بينما تعد المتقين بالجزاء العظيم. 2- ثم تبيِّن أن المؤمنين يعتزُّون بربهم، ويعتمدون عليه وحده، واليقين من أن كل قوة غير قوته تعالى لا تساوي شيئًا وأن من أراد الضلال فلن يستطيع أحد أن يهديه. 3- ثم تبيِّن أن المشركين يعترفون بأن الله خالق كل شيء، ولكنهم يتخذون معه آلهة أخرى علمًا بأنها لا تستطيع أن تزيل ضرًّا أو تمسك رحمة يرسلها الله لعباده. 4- ثم تتوعدهم بالخزي في الدنيا والعذاب الدائم في الآخرة.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (32) إلى (40) من سورة «الزمر»: 1- الإيمان يجعل صاحبه على ثقة ويقين من أن جميع من في الأرض لن يستطيعوا أن يضروه بشيء إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى فيعيش في طمأنينة وثقة من ربه ولا يخاف من شيء. 2- المؤمنون يتوكلون على ربهم ويعتمدون عليه في جميع أمورهم، ولا يخشون أحدًا إلا الله.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (41) إلى (47) من سورة «الزمر»: ﴿ إن في ذلك لآيات ﴾: إن في توفي الأنفس - بالموت أو النوم وإمساكها أو إرسالها إلى مدة - لعلامات على قدرة الله.
أم ﴿ اتخذوا من دون الله شفعاء ﴾: بل اتخذوا لهم شفعاء من الأوثان والأصنام. ﴿ لله الشفاعة جميعًا ﴾: لا يملك أحد إلا الله سبحانه وتعالى الشفاعة ولا يستطيع أحد أن يشفع إلا بإذنه. ﴿ اشمأزت ﴾: نفرت وأعرضت عن توحيد الله عز وجل. ﴿ من دونه ﴾: من غيره من الآلهة الباطلة. ﴿ فاطر السموات والأرض ﴾: يا مبدع ويا خالق السموات والأرض. ﴿ عالم الغيب والشهادة ﴾: يا عالم السر والعلانية. ﴿ لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة ﴾: من العذاب الشديد الذي يلاقونه يوم القيامة. ﴿ وبدا لهم ﴾: وظهر لهم. ﴿ من الله ما لم يكونوا يحتسبون ﴾: من أنواع العقوبات التي ينزلها الله بهم ما لم يكونوا يتوقعونه.   مضمون الآيات الكريمة من (41) إلى (47) من سورة «الزمر»: 1- توضِّح الآيات أن الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عن ربه ولا يجبر أحدًا على الدخول في الدين. 2- ثم تبيِّن قدرة الله سبحانه وتعالى في وفاة الأنفس وإماتتها وإمساك بعضها إلى الأجل المحدد لها في علم الله عز وجل، وتبيِّن سفاهة من يتخذون من دون الله شفعاء مع أن الشفاعة لله وحده، وله الملك كله، وإليه المرجع والمصير. 3- ثم تصف المشركين وكيف يواجهون ذكر الله وتوحيده بالنفور والإعراض، بينما يظهر عليه السرور عند ذكر كلمة الشرك. 4- وتصوِّر هؤلاء المشركين يوم القيامة وهم يتمنون فداء أنفسهم بملء الأرض ومثله معه من الأموال والثروات.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (41) إلى (47) من سورة «الزمر»: 1- كل من دعا إلى الصدق واتبعه وآمن به فله عند الله سبحانه وتعالى أعظم الجزاء، أما من كذب وعاند الحق فهو أشد الناس ظلمًا وسوف يدخل جهنم وبئس المصير. 2- من فضل الله على عباده المتقين أنه يكفِّر عنهم أسوأ أعمالهم، ثم يجزيهم أجرهم بحساب أحسن الأعمال وأفضلها، فتزيد حسناتهم وترجِّح كفة ميزانهم، وذلك من فضل الله عز وجل. 3- أعداء الدين ينفرون من كلمة التوحيد، بينما يستبشرون ويفرحون لذكر الكفر والشرك، فهم لا يحبون إلا من اتبع طريقتهم، وسار على منهجهم المنحرف.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣