أرشيف المقالات

تفسير سورة غافر للناشئين (الآيات 41 - 66)

مدة قراءة المادة : 9 دقائق .
2تفسير سورة غافر للناشئين (الآيات 41- 66)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (41) إلى (49) من سورة «غافر»: ﴿ إلى النجاة ﴾: إلى الإيمان الموصل للنجاة. ﴿ إلى النار ﴾: إلى الكفر الموصل إلى النار. ﴿ لا جرم ﴾: حقًّا. ﴿ ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة ﴾: لا يستجيب لنداء من يدعوه لا في الدنيا ولا في الآخرة. ﴿ المسرفين ﴾: المشركين وكل من تجاوز الحد من الضلال والطغيان. ﴿ وحاق ﴾: ونزل وأحاط. ﴿ بآل فرعون ﴾: بفرعون وجماعته. ﴿ سوء العذاب ﴾: أسوأ العذاب وهو الغرق في الدنيا والنار في الآخرة. ﴿ يعرضون عليها ﴾: يعذبون برؤيتها ويحرقون بها. ﴿ غدوًّا وعشيًّا ﴾: صباحًا ومساءً (وذلك عذاب القبر). ﴿ يتحاجُّون ﴾: يختصمون ويلوم بعضهم بعضًا. ﴿ الضعفاء ﴾: الأتباع المرؤوسون. ﴿ الذين استكبروا ﴾: الرؤساء الذين أضلوا أتباعهم في الدنيا. ﴿ إنا كلٌّ فيها ﴾: إننا جميعًا في النار، فلا نستطيع إزالة العذاب عنًّا ولا عنكم.   مضمون الآيات الكريمة من (41) إلى (49) من سورة «غافر»: تنتقل بنا القصة إلى الطرف الآخر في الآخرة، فإذا بفرعون وقومه هناك يتخاصمون ويتجادلون، وإذا بالضعفاء والتابعين يلقون اللوم على الرؤساء والمتبوعين، وإذا بهؤلاء يتبرؤون منهم، ويبينون لهم أنهم جميعًا في النار، ثم يتجهون جميعًا إلى خزنة جهنم يطلبون منهم أن يدعوا ربهم ليخففوا عنهم ولو يومًا واحدًا من العذاب، فيوبخهم خزنة جهنم، محقرين شأنهم، مبينين لهم أنه لا فائدة اليوم من الدعاء؛ فقد كانت أمامهم الفرصة في الدنيا فلم ينتهزوها، ويعملوا بطاعة الله والإيمان به، بل كذبوا الرسل وجحدوا آيات الله.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (41) إلى (54) من سورة «غافر»: 1- الله سبحانه وتعالى ينجي عباده المؤمنين من كيد أعدائهم إذا أخلصوا دينهم لله، وأدوا واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 2- لن يغني أحد عن أحد شيئًا يوم القيامة، ولن ينجيه من عذاب النار مهما كانت درجة علاقتهما وقوة صلتهما في الدنيا. 3- لا يقبل الله سبحانه وتعالى عذرًا من الظالمين يوم القيامة وإنما يستحقون اللعنة وأسوأ العذاب.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (55) إلى (58) من سورة "غافر": ﴿ في ضلال ﴾: في بطلان لا نفع فيه. ﴿ ويوم يقوم الأشهاد ﴾: في الآخرة، يوم يحضر الذين يشهدون على أعمال العباد من الملائكة والأنبياء والمؤمنين. ﴿ معذرتهم ﴾: اعتذارهم. ﴿ اللعنة ﴾: الطرد من رحمة الله. ﴿ سوء الدار ﴾: جهنم. ﴿ الكتاب ﴾: وهو التوراة. ﴿ إن وعد الله حق ﴾: إن ما وعدك الله به من نصر في الدنيا والآخرة لا يمكن أن يتخلف. ﴿ وسبِّح بحمد ربك بالعشي والإبكار ﴾: في المساء والصباح ونزه ربك بصفات الكمال. ﴿ سلطان ﴾: حجة وبرهان. ﴿ إن في صدورهم إلا كبر ﴾: ما في قلوبهم إلا رفض الحق وإنكاره. ﴿ ما هم ببالغيه ﴾: لن يصلوا إلى ما يقتضيه كيدهم من إبطال الحق. ﴿ فاستعذ بالله ﴾: فالتجئ إليه وتحصَّن به من كيدهم.   مضمون الآيات الكريمة من (55) إلى (58) من سورة "غافر": 1- توجِّه الآيات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصبر على أذى قومه، وإلى الثقة بوعد الله الحق، وأنه ينصر رسله والمؤمنين، وأن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالتسبيح والحمد والاستغفار في كل وقت، وفي كل حال. 2- ثم توضِّح موقف المجادلين في آيات الله الواضحة بغير حجة ولا برهان، وإنما يدفعهم إلى هذا الجدال كبرهم، ثم توجه قلوب الناس إلى هذا الوجود الكبير الذي خلقه الله من عدم على أحسن نظام، وهو أكبر من الناس جميعًا، فلعل المتكبرين يتصاغرون أمام الله.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (55) إلى (58) من سورة "غافر": 1- مما يعين المؤمن على تحمُّل مشقات الحياة أن يكثر من الاستغفار والتسبيح بحمد الله، فيكون له النصر في الدنيا والآخرة. 2- الكبر هو الذي يجعل أهل الباطل يجادلون في آيات الله بغير حجة ولا برهان مع وضوح الحق، فعلى من يشعر بشيء - ولو قليل - من الكبر في نفسه أن يستعيذ بالله من شره، ويتخلَّص من هذه الصفة الذميمة تخلصًا تامًّا.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (59) إلى (66) من سورة "غافر": ﴿ داخرين ﴾: أذلاَّء صاغرين. ﴿ والنهار مبصرًا ﴾: والنهار سبب في الإبصار بضوئه الذي يقع على العين فتبصر الأشياء. ﴿ لذو فضل ﴾: صاحب فضل عظيم. ﴿ فأنَّى تؤفكون ﴾: فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره. ﴿ يؤفك ﴾: يصرف عن التوحيد الحق. ﴿ يجحدون ﴾: ينكرون آيات الله. ﴿ قرارًا ﴾: مستقرًا لكم في حياتكم وبعد مماتكم. ﴿ والسماء بناءً ﴾: سقفًا مرفوعًا كالقبة المبنيَّة فوقكم. ﴿ وصوركم فأحسن صوركم ﴾: وخلقكم في أحسن الأشكال. ﴿ تبارك الله ﴾: تعالى أو تمجَّد أو كثر خيره. ﴿ الحي ﴾: الحي حياة ذاتيَّة غير مخلوقة ولا منتهية. ﴿ مخلصين له الدين ﴾: اجعلوا عبادتكم وطاعتكم له وحده ظاهرًا وباطنًا. ﴿ الذين تدعون من دون الله ﴾: الآلهة التي تعبدونها غير الله. ﴿ البينات ﴾: الآيات الواضحات الدالة على وحدانية الله عز وجل. ﴿ أُسْلِم ﴾: أخضع وأستسلم لله.   مضمون الآيات الكريمة من (59) إلى (66) من سورة "غافر": تُذكِّر الآيات الناس بقدوم الساعة التي لاشك فيها، وتوجههم إلى دعاء ربهم وعبادته؛ فهو يستجيب دعاء الداعين، أما المستكبرون فسيدخلون جهنم أذلاَّء صاغرين، وتتعرض الآيات في هذا الموقف لبعض آيات الله الكونيَّة التي يمر عليها الناس، غافلين عنها؛ لأنهم تعودوا عليها وألفوها؛ فلا تثير انتباههم ولا تحرِّك مشاعرهم: كالليل الذي جعله الله سكنًا وراحة، والنهار الذي جعله الله للإبصار والحركة والعيش، والأرض التي جعلها الله منزلاً للناس في الدنيا، والسماء التي رفعها بلا عمد، ثم تذكرهم بأنفسهم وقد صورهم الله فأحسن صورهم، وتوجههم إلى أن يدعو الله ويعبدوه مخلصين له الدين، وتوجِّه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن يبرأ من عبادة قومه ويعلن أن ربه نهاه عن عبادة آلهتهم، وأمره بالخضوع والاستسلام لرب العالمين.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (59) إلى (66) من سورة "غافر": 1- من فضل الله سبحانه وتعالى ورحمته بعباده: أن خلقهم في أحسن صورة، ومنحهم العقل والعلم ليهتدوا إلى الحق. 2- من الإعجاز العلمي في هذه الآيات: الإشارة إلى أن النهار هو السبب في الإبصار وتلك حقيقة علمية لم يتوصَّل إليها العلم إلا من قريب، حيث كانت النظرية القديمة في الإبصار ترى أن العين هي التي تبصر الأشياء بذاتها، وكذلك الإشارة إلى خلق أصل الإنسان من تراب حيث ثبت علميًّا أن عناصر التراب هي نفس العناصر التي يتكون منها جسم الإنسان، وكذلك حديثه عن أطوار ومراحل خلق الإنسان الذي أكدته البحوث العلمية والمخترعات الحديثة.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣