أرشيف المقالات

تفسير سورة الفتح للناشئين (الآيات 1 - 23)

مدة قراءة المادة : 12 دقائق .
2تفسير سورة الفتح للناشئين (الآيات 1 - 23)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (9) من سورة «الفتح»: ﴿ فتحًا مبينًا ﴾: هو صلح الحديبية في السَّنة السادسة من الهجرة. ﴿ ما تقدم من ذنبك وما تأخَّر ﴾: وعدٌ من الله بالمغفرة الشاملة والتكريم العظيم للرسول صلى الله عليه وسلم . ﴿ ويتم نعمته ﴾: ويكملها بانتشار الدعوة وإعلاء شأن الدين. ﴿ ويهديك صراطًا مستقيمًا ﴾: ويثبتك على طريق الله الموصل إلى جنات النعيم. ﴿ السكينة ﴾: السكون والطمأنينة، وراحة النفس. ﴿ فوزًا عظيمًا ﴾: سعادة لا مثيل لها. ﴿ ظن السوء ﴾: ظنًّا فاسدًا أن الله - سبحانه وتعالى - لن ينصر رسوله والمؤمنين. ﴿ عليهم دائرة السوء ﴾: دعاءٌ عليهم بالهلاك والدمار. ﴿ ولله جنود السموات والأرض ﴾: بعضهم للرحمة بالمؤمنين، وبعضهم لإنزال العذاب على الكافرين. ﴿ عزيزًا ﴾: غالبًا في ملكه وسلطانه لا يغلبه أحد. ﴿ إنَّا أرسلناك ﴾: المتكلِّم هو الله - عز وجل -، والمخاطب هو محمد صلى الله عليه وسلم ، تشريفًا وتكريمًا له بالرسالة. ﴿ شاهدًا ﴾: شاهدًا على أمتك وعلى من قبلها من الأمم. ﴿ ومبشِّرًا ﴾: لتبشر المؤمنين بحسن الثواب. ﴿ ونذيرًا ﴾: ولتنذر الكافرين والعصاة بسوء العذاب. ﴿ وتعزروه ﴾: وتنصروه، وذلك بنصرة دينه. ﴿ وتوقروه ﴾: وتعظِّموه وتكبِّروا أمره. ﴿ وتسبِّحوه ﴾: وتنزهوه عمَّا لا يليق به. ﴿ بكرةً وأصيلا ﴾: أي في كل وقت؛ ليكون القلب متصلاً بالله دائمًا.   مضمون الآيات الكريمة من (1) إلى (9) من سورة «الفتح»: تبدأ هذه الآيات ببشرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين أدخلت السعادة على نفوسهم، فقد بشرت بالفتح المبين، والمغفرة الشاملة، وإتمام النعمة، وبالمغفرة والثواب، وبمعونة الله لهم بجنوده التي لا يعلمها إلا هو، ثم بينت ما أعده الله للمنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات من غضب وعذاب.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: 1- ضرورة الوفاء بالعهد والالتزام بالوعد وخاصة إذا كان عهدًا مع الله - سبحانه وتعالى - والحذر من الغدر وعدم الوفاء مهما كانت الدوافع والأسباب. 2- من فتح الله على رسوله وعلى المؤمنين مغفرة الذنوب، وإتمام نعمة الدين، وصلح الحديبية وما جاء بعده من فتوح متعددة في صور مختلفة. 3- الرسول صلى الله عليه وسلم شهيد على الناس بأنه بلغهم ما أُمِرَ به وكان منهم من آمن ومنهم من كفر ومنهم المنافقون.     معاني مفردات الآيات الكريمة من (10) إلى (15) من سورة «الفتح»: ﴿ يبايعونك ﴾: يعاهدونك يا محمد في (الحديبية) وهي بيعة الرضوان. ﴿ إنما يبايعون الله ﴾: إنما يعاهدون في الحقيقة ربهم. ﴿ يد الله فوق أيديهم ﴾: الله - سبحانه وتعالى - حاضر معهم يسمع أقوالهم ويرى مكانهم ويعلم ظاهرهم وباطنهم. ﴿ فمن نكث ﴾: فمن نقض هذا العهد. ﴿ فإنما ينكث على نفسه ﴾: فإن ضرر ذلك يعود عليه. ﴿ فمن يملك لكم من الله شيئًا ﴾: لن يستطيع أحد أن يدفع عنكم قضاء الله. ﴿ خبيرًا ﴾: مطلعًا على ما في قلوبكم من الكذب والنفاق. ﴿ بل ظننتم ألَّن ينقلب الرسول والمؤمنون ﴾: ظننتم أن محمدًا وأصحابه لن يرجعوا إلى المدينة أبدًا؛ لذلك تخلفتم ولم تخرجوا معهم. ﴿ وظننتم ظنَّ السوء ﴾: وظننتم الظن الفاسد السيئ في كل أموركم. ﴿ وكنتم قومًا بورًا ﴾: وكنتم قومًا هالكين مستحقِّين لغضب الله وعقابه. ﴿ سعيرًا ﴾: نارًا شديدة موقدة. ﴿ إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ﴾: إذا ذهبتم لتحصلوا على أموال (خيبر). ﴿ ذرونا نتبعكم ﴾: اتركونا نخرج معكم للقتال. ﴿ أن يبدلوا كلام الله ﴾: أن يغيروا وعد الله لأهل الحديبية بأن تكون غنائم (خيبر) لهم وحدهم.
قال الله من قبل: حكم الله - سبحانه وتعالى - بأن غنيمة (خيبر) لمن شهد الحديبية. ﴿ لا يفقهون ﴾: لا يفهمون.   مضمون الآيات الكريمة من (10) إلى (15) من سورة «الفتح»: 1- رفعت الآيات من قدر المؤمنين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان باعتبارهم يبايعون الله - سبحانه وتعالى - وذكَّرتهم بجزاء الأوفياء وعقاب من ينقض العهد ويغدر بالوعد. 2- ثم فضحت الآيات المنافقين والجبناء وكشفت سوء ظنهم بالله، وأنهم كانوا يتوقعون موت الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين وهزيمتهم أمام قريش وعدم رجوعهم إلى المدينة مرة أخرى. 3- ووجهت المسلمين لأسلوب التعامل مع هؤلاء في المستقبل مما يؤكد قوة المسلمين وضعف المخلفين من الأعراب، وأن هناك غنائم وفتوحًا قريبة سيطمع فيها هؤلاء الأعراب، ولكنهم سيحرمون منها.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: 1- سماحة الإسلام ويُسره في قبول أعذار الأعمى والأعرج والمريض وعدم تكليفهم بالجهاد الذي يشق عليهم ولا يستطيعونه. 2- أذى المنافقين والمنافقات للجماعة المسلمة لا يقل عن أذى المشركين والمشركات وإن اختلف هذا الأذى في مظهره ونوعه؛ فهم معدن واحد ومصيرهم واحد. 3- من أهم صفات المنافقين والمشركين سوء الظن بالله، ومن أهم صفات المؤمنين حسن الظن بربهم.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (16) إلى (23) من سورة «الفتح»: ﴿ ستدعون إلى قوم ﴾: ستدعون إلى حرب قوم. ﴿ أولي بأس شديد ﴾: أصحاب قوة وشدة في الحرب (هم بنو حنيفة) قوم مُسيلمة الكذاب الذين ارتدُّوا عن الإسلام. ﴿ وإن تتولوا كما توليتم من قبل ﴾: وأن تعرضوا كما أعرضتم من قبل زمن (الحديبية). ﴿ حرج ﴾: ذنب في التخلف عن الجهاد لأن لهم أعذارًا. ﴿ ومن يتولَّ ﴾: ومن ينصرف ويعرض عن إطاعة الله ورسوله. ﴿ يبايعونك ﴾: يعاهدونك، وهي بيعة الرضوان بالحديبية. ﴿ فعلم ما في قلوبهم ﴾: من الصدق والوفاء والإخلاص. ﴿ السكينة ﴾: الطمأنينة. ﴿ فتحًا قريبًا ﴾: فتح (خيبر) وما حصلوا عليه من النصر والغنائم الكثيرة. ﴿ ومغانم كثيرة ﴾: وأموالاً كثيرةً غنموها من (خيبر) ثم باقي البلاد والأقاليم. ﴿ وكفَّ أيدي الناس عنكم ﴾: ومنع الناس أن تمتد أيديهم إليكم بسوء وكفاكم شرهم. ﴿ ولتكون آية للمؤمنين ﴾: ولتكون تلك الغنائم وفتح مكة ودخول المسجد الحرام علامة واضحة على صدق وعد الله لكم وصدق الرسول فيما أخبركم به. ﴿ وأخرى لم تقدروا عليها ﴾: وغنيمة أخرى يَسَّرها الله لكم لم تكونوا تستطيعون الحصول عليها بقدرتكم، والمقصود بها فتح مكة. ﴿ قد أحاط الله بها ﴾: قد أعدها الله لكم وحفظها بقدرته. ﴿ لولوا الأدبار ﴾: لفروا منهزمين رعبًا منكم. ﴿ وليًّا ﴾: من يتولَّى أمرهم ويرعاهم. ﴿ نصيرًا ﴾: من ينصرهم من عذاب الله. ﴿ سنَّة الله التي قد خلت من قبل ﴾: طريقة الله التي قد سنَّها فيمن مضى من الأمم، وهي هزيمة الكافرين ونصرة المؤمنين في النهاية. ﴿ تبديلاً ﴾: تغييرًا.   مضمون الآيات الكريمة من (16) إلى (23) من سورة «الفتح»: 1- تبيِّن الآيات الأعذار المقبولة التي تجعل الإنسان عاجزًا عن المشاركة في الجهاد، وذلك مثل الأعمى والأعرج والمريض. 2- كما تتحدث عن المؤمنين الصادقين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن مواقفهم الطيبة وتزف إليهم بشرى رضوان الله عليهم وتكريمه لهم؛ لإخلاصهم لله واستعدادهم للتضحية في سبيله والتفافهم حول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تبشرهم بالنصر في المستقبل.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: 1- إعجاز القرآن الكريم، حيث بشَّر المؤمنين بالنصر والغنائم والفتوح العظيمة، وقد تحقق ذلك فعلاً. 2- كل من يخلص لله - سبحانه وتعالى - نيته وعمله ولا يبخل على دين الله بشيء من نفسه أو ماله، فإن الله - سبحانه وتعالى - يرضى عنه، ويفوز فوزًا عظيمًا في الدنيا والآخرة. 3- ربما يرى الإنسان في بعض الأشياء شرًّا ويكون فيها الخير الكثير له وللجميع، وعلى المسلم أن يرضى دائمًا بقضاء الله وقدره، ويعلم أن كل ما يحدث في هذا الكون خير وحكمة وتدبير.



شارك الخبر

المرئيات-١