أرشيف المقالات

البريد الأدبي

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
8 كتاب عن البحر الأبيض أضحى البحر الأبيض مسرحا للمنافسات الدولية المزعجة، وأضحت مشاكله من أعقد المشاكل الدولية وأخطرها؛ وقد ظهر أخيرا بالإنكليزية كتاب عن هذا البحر ومشاكله السياسة والعسكرية الكبرى بعنوان (البحر الخطر) بقلم الكاتب والصحفي الإنكليزي الكبير جورج سلوكومب؛ ويقسم الكاتب كتابه إلى خمسة أقسام يتحدث فيها عن المسائل السياسية والدولية والبحرية والعسكرية، ثم عن المشاكل والاحتمالات الغامضة التي تثيرها ظروف هذا البحر الجغرافية من جبل طارق إلى جزائر الدوديكانيز؛ ويمهد لمضوعه بنبذة تاريخية عن هذا البحر، والأمم التي قامت على ضفافه منذ غابر العصور، ثم يتحدث عن مركز إنكلترا في جبل طارق، وكونها تفيض على مفتاح البحر من غربه، ويقول إن سلامة جبل طارق وسلامة السيادة البريطانية هنالك تتوقفان على علاقة إنكلترا بالدولة التي تسيطر على قلعة سبتة المراكشية، وعلى استمرار حالة الحياد القائمة في ثغر طنجة. وينوه المؤلف بموقف إيطاليا الحالي، ويقول: إنه أول موقف من نوعه تنازع فيه دولة عظمى سيادة بريطانية في هذا البحر منذ عصر نابوليون، ولأول مرة قد افتتحت قناة السويس، وتحولت تجارة الغرب إلى الشرق عن طريقها، وغدا البحر الأبيض شريانا حيويا للإمبراطورية البريطانية، تنهض دولة واقعة في منتصف الطريق، وتلقى إشارات لا ريب فيها بأنها تستطيع أن تقطع المواصلة بين جبل طارق وقناة السويس؛ ويقرن المؤلف ذلك بإحصاءات دقيقة عن القوات البحرية والعسكرية التي تملكها دول البحر الأبيض: فرنسا وإيطاليا ويوجوسلافيا وبلاد البلقان وتركيا. ويعطف المؤلف بعد ذلك على مركز إيطاليا في ألبانيا وعلى مسألة العلائق المصرية الإنكليزية، وعلى مركز الدردنيل وموقف روسيا، ثم على نهضة البلاد العربية التي أخذت تبدو بكل شكل واضح؛ ثم يتحدث عن الحرب الأهلية الإسبانية، ويبين مكامن الخطر فيها على السلام الأوربي، سواء نجحت الثورة القائمة فيها أم أخفقت ويشعر القارئ عند قراءة هذه الفصول القوية الواضحة التي يستعرض فيها المستر سلوكوب مشاكل البحر الأبيض، أن الخطر يجتم هنالك في كل ناحية من نواحيه، وإن هذ العامل الذي لم يحسب حسابه من قبل في السياسة الأوربية قبل أن تستكمل إيطاليا تسلحها وأهباتها العسكرية يغدو اليوم من أخطر وأهم العوامل التي يتوقف عليها سير السلام الأوربي وتتوقف عليها سلامة الإمبراطورية البرطانية. عبقرية فنان مسلم نوهت الصحف الفرنسية أخيرا بعبقرية فنان جزائري مسلم يدعى السيد محمد راسم، يعرض رسومه الآن في معرضه الخاص بباريس في شارع فوبور سانت أورنوريه.
ومما قالته جريدة الايكودي باري في ذلك: إن المرء ليشعر بعاطفة من الهدوء والنبل والغبطة حينما يتأمل رسوم محمد راسم؛ وإن أولئك الذين يزعمون أن الزخرفة الإسلامية متماثلة يرون ما يبهرهم في تنوع النماذج التي يقدمها وفي طرافتها، وفي ذلك المزيج المدهش الذي يتجلى فيها سواء من حيث التناسق أو اللون أو الأسلوب؛ ومنه نماذج فارسية ومغربية ومصرية تنم كلها عما يحتوه الفن الإسلامي من فن التوازن والتناسق وقوة الإعراب والتأثير ويعرض محمد راسم أيضاً صورا صغيرة بعضها يمثل مناظر تاريخية مشتقة من التاريخ الإسلامي، وبعضها يمثل مناظر عربية؛ كما أنه يعرض قطعا فنية من الخزف البديع تمثل مناظر مدهشة من وقائع القرصان الجزائريين في القرن السابع عشر، ومناظر الفرسان المسلمين والواقع أن الفن العربي لم يفقد شيئاً من طرافته ولا أوضاعه التقليدية، وفي وسعه أن يعبر بكل قوة وبراعة عن مناظر عصرنا، وفي وسعه بنوع خاص أن يعبر دائما من تلك الأفكار والمناظر التي خلدها الشعر العربي وأذاعها في العالم بأسره هذا قول الكاتب الفنان في الصحيفة الفرنسية، فما قول سادتنا المتفرنجين الذين ينكرون على الفن الإسلامي كل فضائله ومزاياه؟ جائزة نوبل للطب من أنباء استكهلم (السويد) أن جائزة نوبل للطب والفسلجة لسنة 1936 قد تقرر منحها للأستاذ السير هنري هالت ديل عضو المجمع الوطني للمباحث الطبية بلندن، والأستاذ أوثوليفي النمسوي الأستاذ بكلية حراتس، وذلك لمباحثهما المتعلقة بالتأثيرات الكيماوية للمؤثرات العصبية. والمعروف عن الأستاذ ليفي أنه أول من اكتشف أثر التفاعل الكيماوي في الاهتزاز العصبي، فإذا انطلقت الهزة إلى الأنسجة العصبية واستقرت في العضل نشأت عنها مادة كيمياوية في العصب النهائي، واستطاع العصب أن ينقل هزاته بواسطة هذه المادة. وقد توسع السير هنري ديل في تطبيق هذه النظرية؛ وهو يقسم حسب مباحثه أعصاب الجسم إلى مجموعتين؛ فالمجموعة الأولى تفرز مادة كيماوية تسمى (الأدرينالين)، والمجموعة الثانية تفرز مادة تسمى (اكتلكولين)، وأهمية هذا التقسيم في أن هنالك مؤثرات معينة يمكن إحداثها في الأعضاء وفي هيكل الجسم بالحقن بمثل هذه الموارد وبمواد معينة تحدث أثرا يقلد في هزاته هزات الأعصاب الطبيعية وجائزة نوبل للطب تبلغ نحو عشرة آلاف جنيه إنكليزي وستوزع مناصفة بين العالمين الكبيرين شارل موراس محرر لاكسيون فرانسيز قرأنا في الصحف الفرنسية الأخيرة نبأ اعتقال شارل موراس الزعيم والكاتب الملكي الشهير وزجه في سجن (سانتيه) ليقضي فيه عقوبتين حكم بهما عليه من جراء مقالات عنيفة كتبها في جريدة (لاكسيون فرانسيز) ضد بعض رجال الحكم؛ وشارل موراس كاتب وروائي من أعظم كُتاب فرنسا المعاصرين وصحفي من الطراز الأول، وقد اشتهر بنوع خاص بمقالاته في لاكسيون فرانسيز وما تمتاز به من تصوير عنيف وقوة نقدية لاذعة، وبلاغة ساحرة في نفس الوقت وقد نشرت الصحف الفرنسية بهذه المناسبة بعض تفاصيل عن النظم المتبعة في تنفيذ أحكام الحبس التي يقضى بها في جرائم الرأي أو الجرائم السياسية، والتي عومل بها شارل موراس؛ وهي في الواقع نظم مريحة عادلة؛ فالكاتب المحكوم عليه يحجز في غرفة خاصة بها الأثاث الكافي، وله أن يستلم بريده الخاص من رسائل وكتب وصحف وغيرها كما أن له أن يستقبل زواره طبقا لقائمة يقدمها بذلك ويصادق عليها مدير البوليس؛ وله أن يطلب على نفقته ما شاء من ألوان الطعام إذا لم يوافقه طعام السجن، وأن يستبقي ملابسه العادية، وأن يستحضر منها ما شاء، كما أن له أن يتريض داخل السجن طبقاً لنظام معين. وهكذا يستطيع الكاتب المعتقل أن يزاول داخل السجن عمله العادي من قراءة وكتابة.
ومن ثم فان شارل موراس سيكتب مقاله كل يوم وتنشره لاكسيون فرانسيز كالمعتاد.
وتتحدث الصحف على اختلاف نزعاتها عن الكاتب السجين بعطف، ويشير البعض إلى أن شارل موراس قد يرشح خلال اعتقاله لعضوية الأكاديمية الفرنسية.

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير