أرشيف المقالات

تفسير سورة ق للناشئين (الآيات 1 - 45)

مدة قراءة المادة : 10 دقائق .
2تفسير سورة ق للناشئين (الآيات 1 - 45)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (15) من سورة "ق": ﴿ ق والقرآن المجيد ﴾: قَسَمٌ من الله - عز وجل -. ﴿ منذرٌ منهم ﴾: رسول من أنفسهم يخوفهم عقاب الله. ﴿ رجعٌ بعيد ﴾: الرجوع إلى الحياة بعد الموت غير ممكن في زعم الكافرين. ﴿ تنقص الأرض منهم ﴾: تأكل منهم بعد دفنهم. ﴿ كتاب حفيظ ﴾: اللوح المحفوظ المسجل فيه الأشياء كلها. ﴿ أمرٌ مريج ﴾: مختلط مضطرب. ﴿ وما لها من فروج ﴾: وليس فيها من شقوق تعيبها ولا خروق تشوهها. ﴿ رواسي ﴾: جبالاً تثبتها وتمنعها من أن تميل في دورانها. ﴿ زوج بهيج ﴾: صنف حسن نضر. ﴿ تبصرة وذكرى ﴾: تبصيرًا من الله وتذكيرًا بكمال قدرته. ﴿ لكل عبد منيب ﴾: لكل عبد يرجع دائمًا إلى طاعة الله. ﴿ والنخل باسقات ﴾: والنخل طوالاً أو حوامل بالبلح. ﴿ لها طلعٌ نضيد ﴾: لها ثمر متراكم بعضه فوق بعض. ﴿ وأحيينا به بلدة ميتا ﴾: وأحيينا بذلك الماء أرضًا لا نبات فيها فأنبتت. ﴿ كذلك الخروج ﴾: مثل ذلك الإحياء للنبات يكون الإحياء من القبور عند البعث والحساب والجزاء. ﴿ أصحاب الرس ﴾: الرَّس: البئر الذي كان يقيم عليها بقية من قوم ثمود بمواشيهم يعبدون الأصنام، وقد ألقوا نبيَّهم فيها فأهلكهم الله. ﴿ وأصحاب الأيكة ﴾: سكان الموضع الذي يكثر فيه الشجر الكثيف الملتف (وهم قوم شعيب - عليه السلام-). ﴿ تُبَّع ﴾: ملك باليمن كان قد أسلم ودعا قومه إلى الإسلام فكذَّبوه (وتُبَّع لقب لملوك حمير باليمن). ﴿ فحق وعيد ﴾: وجب عليهم العقاب. ﴿ أفعيينا بالخلق الأول ﴾: أفعجزنا عنه؟! كلاَّ (وفي ذلك توبيخ لمن ينكر البعث). ﴿ في لبسٍ ﴾: في خلط وشبهة وشك. ﴿ من خلق جديد ﴾: البعث بعد الموت.   مضمون الآيات الكريمة من (1) إلى (15) من سورة "ق": 1- تبدأ هذه الآيات بالقَسَم الذي لا جواب له؛ لتشير بذلك إلى الأمر الخطير، وهو إنكار المشركين للبعث، وتلفت نظرهم إلى أن الله - سبحانه وتعالى - هو الذي بدأ الخلق أول مرة فلا يصعب عليه أن يعيده.   2- ثم عَرَضت الآيات بعض مظاهر قدرة الله - سبحانه وتعالى - في كتاب الكون المفتوح، وهذه القدرة التي خلقت ذلك كله من عدم لا يعجزها إخراج الناس من الأرض بعد موتهم في عملية البعث التي ينكرها الكافرون.   3- ثم تعرض الآيات بعض صفحات من كتاب التاريخ البشري تنطق بمصير المكذبين، وما وقع عليهم من عذاب؛ ليتعظ الناس بما حدث للأمم السابقة نتيجة تكذيبهم الرسل.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (1) إلى (15) من سورة "ق": 1- من الإعجاز العلمي للقرآن أنه أشار إلى كروية الأرض في قوله تعالى: ﴿ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ﴾ فمهما مشيت عليها فهي ممتدة أمامك؛ لأنه لا حافَّة لها، فليست مربعة ولا مستطيلة؛ ولذلك فإذا انطلق الإنسان من مكان ما على سطح الأرض ولم يغيِّر اتجاهه فإنه يصل إلى نفس النقطة التي بدأ منها.   2- من فضل الله - سبحانه وتعالى - على عباده أنه جعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - من جنسهم حتى يفهموا عنه ما يبيِّنه لهم من وحي الله.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (16) إلى (45) من سورة "ق": ﴿ حبل الوريد ﴾: عرق كبير في العنق (أي أنه لا يخفى على الله شيء من خفايا الإنسان). ﴿ يتلقَّى المتلقيان ﴾: يحفظ الملكان ويكتبان. ﴿ قعيد ﴾: ملك قاعد. ﴿ رقيب عتيد ﴾: ملك حافظ لأقواله مُعَدٌّ حاضر مهيَّأ لكتابة ما أُمِرَ به. ﴿ سكرة الموت ﴾: شدته التي تذهب بعقله. ﴿ سائق ﴾: ملك يسوقه إلى المحشر. ﴿ شهيد ﴾: ملك يشهد على الإنسان بعمله. ﴿ فكشفنا عنك غطاءك ﴾: فأزلنا عنك حجاب غفلتك عن الآخرة (والمتكلِّم هو الله - عز وجل -). ﴿ حديد ﴾: نافذ قويٌّ. ﴿ قرينه ﴾: الملك الموكل به. ﴿ عتيد ﴾: حاضر (أي أحضرت كتاب عمله). ﴿ مريب ﴾: شاكٍّ في الله ودينه. ﴿ قرينه ﴾: شيطانه. ﴿ ما أطغيته ﴾: ما أضللته وما أجبرته على الطغيان والغواية. ﴿ وقد قدمت إليكم بالوعيد ﴾: وقد سبق أن أنذرتكم وحذرتكم عقابي. ﴿ ما يُبَدَّل القول لديّ ﴾: ما يغيَّر كلامي ولا يبدَّل حكمي. ﴿ أزلفت الجنة للمتقين ﴾: قُرِّبت من المؤمنين؛ إكرامًا لهم. ﴿ أوَّاب ﴾: كثير الرجوع إلى الله بالتوبة والندم. ﴿ حفيظ ﴾: حافظ لعهده وأمره. ﴿ بقلبٍ منيب ﴾: مخلص مقبل على طاعة الله. ﴿ بسلام ﴾: بسلامة من العذاب والهموم. ﴿ ولدينا مزيد ﴾: عند الله - سبحانه وتعالى - زيادة على نعيم الجنة - النظر إلى وجهه الكريم. ﴿ وكم أهلكنا قبلهم من قرن ﴾: كثيرًا ما أهلكنا قبل كفار قريش أممًا كثيرة. ﴿ بطشًا ﴾: قوة. ﴿ فنقبوا في البلاد ﴾: فتنقلوا في الأرض خوفًا من الموت. ﴿ هل من محيص ﴾: ما لهم من مفرٍّ ومهرب من الله - عز وجل-. ﴿ قلب ﴾: عقل. ﴿ ألقى السمع ﴾: استمع الوعظ. ﴿ وهو شهيد ﴾: وهو حاضر بقلبه. ﴿ لغوب ﴾: تعب وإعياء. ﴿ أدبار السجود ﴾: عقب الصلوات. ﴿ المناد ﴾: إسرافيل (الملك الموكل بالنفخ في الصور يوم القيامة). ﴿ الصيحة ﴾: النفخة الثانية في الصور للبعث والحساب. ﴿ يوم الخروج ﴾: يوم البعث من القبور للحساب والجزاء. ﴿ وإلينا المصير ﴾: وإليه - وحده - رجوعهم للجزاء في الآخرة. ﴿ تشقق الأرض ﴾: تنشقُّ الأرض وتتصدع. ﴿ حشر ﴾: جمع وبعث. ﴿ يسير ﴾: سهلٌ هيِّن. ﴿ وما أنت عليهم بجبَّار ﴾: وما أنت يا محمد بمسلط عليهم تجبرهم على الإيمان. ﴿ يخاف وعيد ﴾: يخاف وعيدي.   مضمون الآيات الكريمة من (16) إلى (45) من سورة "ق": 1- تشير الآيات إلى مراقبة الله - سبحانه وتعالى - لخلقه، وتكليف ملائكته بتسجيل كل ما يقوله الإنسان أو يفعله. 2- وتصوِّر حالة الاحتضار، وعدم استطاعة الإنسان الهرب من الموت. 3- ثم تذكر يوم القيامة وما فيه من بعثٍ وحساب، وقد انكشف للإنسان ما كان محجوبًا عنه، وعقاب الكافرين في النار. 4- وتبيِّن محاولة الشيطان تبرئة نفسه، وإلصاق التهمة بالإنسان وحده، وتحقيق العدل الكامل من الله - عز وجل -. 5- جزاء المتقين وألوان تكريمهم في الآخرة.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (16) إلى (45) من سورة "ق": 1- المؤمن إنسان إيجابي يُسهم في الحياة والمجتمع الذي يعيش فيه ويقدِّم دائمًا الخير والمساعدة لغيره ولا يعتدي على أحد، بل هو دائمًا يراقب الله في معاملاته وسلوكه وجميع تصرفاته، فيسعد في الدنيا والآخرة ويسعد به مجتمعه.   2- عقيدة البعث التي دارت عليها السورة كلها إنما تدفع إلى أن يُحاسب الإنسان نفسه قبل أن يحاسب يوم القيامة، وأن يُعِدَّ لهذه الحياة التي بعد البعث، فلا يطغى ولا يضل؛ حتى لا يلقى مصير الأشقياء في جهنَّم والعياذ بالله.   3- على الإنسان ألا ينطق بكلمة خبيثة، أو بلفظ سيئ؛ لأن كل كلمة ينطق بها لسانه يسجلها مَلَكٌ في كتاب أعماله، وسوف يحاسب عليها.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١