أرشيف المقالات

شرح حديث: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2شرح حديث: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟   عن معاذة بنت عبدالله العدويَّة قالت: سألتُ عائشة رضي الله عنها فقلتُ: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحَرُورِيَّةٌ أنت[1]؟! قلت: لستُ بحرورية، ولكني أسألُ، قالت: كان يُصِيبنا ذلك، فنُؤمَر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة؛ متفق عليه[2].   يتعلق بهذا الحديث فوائد: الفائدة الأولى: من رحمة الله تعالى بالمرأة أنها إذا حاضت أو نُفِسَت لا تؤمر بالصيام، بل إنها تُنهى عن الصيام في هذه الحالة، ولو صامت أثِمَت ولم يصحَّ صومها، وإنما مُنِعت المرأة من الصيام في هاتينِ الحالتين؛ لأنها في حالة من الضعف تحتاج معها إلى الراحة والطعام والشراب، فلم يُناسِبْها إيجابُ الصيام عليها، بل إن الله تعالى رحمةً بها وضَع عنها الصلاةَ المفروضة، ويجب عليها أن تقضي بعدد الأيام التي أفطرتْها من رمضان، ووقتُ القضاء موسَّع لها من رمضان الذي أفطرت فيه إلى رمضان الآخر، ولا يجوز لها تأخيرُ القضاء إلى ما بعد رمضان الآخر بغير عذر.   الفائدة الثانية: إذا رأت المرأة الحائضُ الطُّهرَ الكامل قبل الفجر، وجب عليها صيام اليوم التالي، ويكون الطهر برؤيةِ القَصَّة البيضاء لمن طهرُها بالقصة البيضاء، أو بالجفافِ الكامل لمن طهرُها كذلك، فيجب عليها في هذه الحالة أن تصوم اليوم التالي، وإن لم تغتسِلْ إلا بعد طلوع الفجر، وأما إذا لم ترَ الطهر الكامل إلا في أثناء النهار، فإنها تكمل يومها مفطرةً، فلها أن تأكل وتشرب بقية النهار على الصحيح من قولي العلماء، وتصوم من اليوم التالي.   الفائدة الثالثة: إذا صامَت المرأةُ ونزل منها دمُ الحيض قبل غروب الشمس، فقد بطل صيامُها، وصارت مُفطرةً، فلها أن تأكل وتشرب، ويجب عليها قضاء هذا اليوم، وأما إذا شعرت بمقدِّمات الحيض كألمِ الظَّهر، واعتصار البطن، ونحوها، ولكن لم ينزل معها دمُ الحيض إلا بعد غروب الشمس، فصومها هذا اليومَ صحيح، ولا يجب عليها قضاؤه.


[1] الحروري: منسوب إلى حروراء، بلدة على ميلين من الكوفة، والمراد هنا الخوارج؛ (فتح الباري 1 /422). [2] رواه البخاري 1 /122 (315)، ومسلم 1 /265 (335)، وهذا لفظه.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣