أرشيف المقالات

شرح حديث: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2شرح حديث مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن
عن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ المؤمن الذي يقرأُ القرآن (ويعملُ به) كمَثَل الأُتْرُجَّة؛ ريحُها طيِّب، وطعمُها طيِّب، ومَثَلُ المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمَثَل التَّمرة؛ لا ريح لها، وطعمُها حلوٌ، ومَثَل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحانة؛ ريحها طيِّب، وطعمها مر، ومَثَل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمَثَل الحنظلة؛ ليس لها ريح، وطعمها مرٌّ))؛ متفق عليه[1].   يتعلق بهذا الحديث فوائد: الفائدة الأولى: ينبغي للمسلم أن يكونَ له وِرْدٌ يوميٌّ مِن كتاب الله تعالى، يحافظ عليه، ويقضيه إذا فاته، وإن تيسَّر له أن يختم القرآن كلَّ ثلاثة أيام، أو كل أسبوع، أو كل شهر، أو كلَّ أربعين يومًا - فهذا حسنٌ؛ فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((اقرَأ القرآن في أربعين))[2].   الفائدة الثانية: لا ينبغي للمؤمن أن يهجُرَ كتاب الله تعالى فلا يقرأه إلا يسيرًا، وقد وصف النبيُّ صلى الله عليه وسلم المؤمنَ الذي يقرأ القرآن الكريم ويعمل به بالأُتْرُجَّة، التي ريحها طيب وطعمها طيب؛ وذلك لأن القرآن الكريم به حياةُ القلوب، فمن قرأه وعمِل به طاب ظاهرًا وباطنًا، ولقد اشتكى الرسول صلى الله عليه وسلم من هجر كتاب الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].   وقد ذكر العلماءُ رحمهم الله تعالى أن هجرَ القرآن أنواعٌ[3]: الأول: هجر الإيمان به. الثاني: هجر قراءاته والاستماع إليه. الثالث: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه. الرابع: هجر تحكيمه والتحاكُم إليه في أصول الدين وفروعه. الخامس: هجر تدبُّره وتفهُّمه. السادس: هجر الاستشفاء والتداوي به مِن جميع أمراض القلوب والأبدان.   الفائدة الثالثة: ينبغي للمسلم أن يحرِصَ على تعلُّم كتاب الله تعالى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيرُكم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه))[4].


[1] رواه البخاري 5/ 2070 (5111)، ومسلم 1/ 549 (797)، والزيادة بين قوسين من رواية أخرى للبخاري 4/ 1928 (4772). [2] رواه أبو داود 2/ 56 (1395)، والترمذي 5/ 197 (2947) وقال: هذا حديث حسن غريب، وهذا لفظه، والنسائي في السنن الكبرى (8067)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1512)، وصحيح الجامع (1154). [3] ينظر: الفوائد؛ لابن القيم ص82، وتفسير ابن كثير 3/ 318، تفسير الآية 30 من سورة الفرقان، وكتاب: هجر القرآن العظيم، أنواعه وأحكامه؛ للدكتور محمود بن أحمد الدوسري. [4] رواه البخاري 4/ 1919 (4739).



شارك الخبر

المرئيات-١