أرشيف المقالات

الحديث المنسوخ في زواج المتعة: (أيما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال)

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2سلسلة الرد المفصل على الطاعنين في أحاديث صحيح البخاري (15) الحديث المنسوخ في زواج المتعة: (أيما رجل وامرأة توافقا فعُشرة ما بينهما ثلاث ليال)   من الوسائل الخبيثة للطاعنين في صحيح البخاري أنهم يذكرون بعض الأحاديث مبتورة، ولا يذكرون بقيتها التي تُبَيِّنُ معناها، أو يتعمدون حذف كلام البخاري الذي يبين قصده من إيراد ذلك الحديث في صحيحه، وقد سبق معنا بعض الأمثلة لذكرهم جملة أو لفظة من حديث طويل، دون أن يذكروا سياق الحديث، ليسهل عليهم التهويل، وسأذكر هنا مثالا لحذفهم كلام البخاري الذي يبين وجه الحديث الذي رواه، ليسهل عليهم فتنة الناس وتشكيكهم في صحيح البخاري: ذكر بعض الطاعنين في صحيح البخاري أن البخاري روى حديثا يبيح نكاح المتعة، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيما رجل وامرأة توافقا؛ فعشرةُ ما بينهما ثلاث ليال، فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا تتاركا)، ولم يذكروا كلام البخاري بعده، وأخفوا متعمدين اسم الباب الذي ذكره البخاري فيه لحاجة خبيثة في نفوسهم.   فقد روى البخاري هذا الحديث برقم (5119) في باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخراً، قال البخاري: وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَيُّمَا رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ تَوَافَقَا فَعِشْرَةُ مَا بَيْنَهُمَا ثَلَاثُ لَيَالٍ فَإِنْ أَحَبَّا أَنْ يَتَزَايَدَا أَوْ يَتَتَارَكَا تَتَارَكَا، فَمَا أَدْرِي أَشَيْءٌ كَانَ لَنَا خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟)) قَالَ أَبُو عَبْد اللهِ: وَقَدْ بَيَّنَهُ عَلِيٌّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَنْسُوخٌ.   فالبخاري ذكر هذا الحديث معلقا في باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخراً، لا كما يوهم الطاعنون أن البخاري يحل نكاح المتعة لروايته هذا الحديث، وقد بين البخاري في نفس الحديث أنه حديث منسوخ.   وقد ذكر البخاري قبل هذا الحديث المعلق حديثا متصلا يدل على حرمة نكاح المتعة، قال البخاري رحمه الله (5115): حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا ابن عيينة، أنه سمع الزهري، يقول: أخبرني الحسن بن محمد بن علي، وأخوه عبد الله بن محمد، عن أبيهما، أن علياً رضي الله عنه قال لابن عباس: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة، وعن لحوم الحمر الأهلية، زمن خيبر)).   ألا يستحي الطاعن في صحيح البخاري بهذا الحديث حين يخفي هذه الحقائق عن من يقرأ كلامه؛ ليضلهم وليلبس عليهم؟! ألا يعلم أنه قد تشبه باليهود الذين يظهرون ما يريدون، ويخفون ما يكرهون؟! ولا عجب فهذه طريقة المضلين في كل زمان ومكان، فهم من شياطين الإنس، والله المستعان.   قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ * رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 7 - 9].



شارك الخبر

المرئيات-١