أرشيف المقالات

اسم الله ذو الطول جل جلاله

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2اسم الله ذو الطول جل جلاله
الدَّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (ذي الطَّوْلِ): الطَّوْلُ بالفتح: المَنُّ، يُقال منه: طَالَ عليه وتَطوَّلَ عليه، إذا امتنَّ عليه. وطَالَ عليه واسْتطالَ وتَطَال: إِذا عَلَاه ُوترفَّعَ عليه.   والطَّوْلُ والطائِلُ والطائِلةُ: الفَضْلُ والقُدرةُ والغِنَى والسَّعةُ والعُلُوُّ[1]. وقال الزَّجاجيُّ: «الطَّوْلُ: الفَضْلُ، يقال: طال فلانٌ علينا طَوْلًا: إذا أفْضَل عليهم، والطُّولُ خِلافُ العَرضِ. ويُقالُ: لا أُكلِّمُك طَوالَ الدَّهر: أي أبدًا. والطِّوَلُ: الحَبْلُ»[2].   وُرُودُهُ فِي القرآنِ الكريمِ: وَرَدَ مرّةً واحدةً فِي مَطْلعِ سورةِ (غافر) فِي قولِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [غافر: 3].   مَعْنَىِ الاسمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى: قال قتادة: «(ذي الطول) أي: ذي النِّعم»[3]. وقال أبو عُبيدةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى: «(ذي الطولِ): ذي التَّفَضُّلِ، تقولُ العربُ للرَّجُلِ: إنه لَذُو طَوْلٍ على قومِهِ؛ أي: ذو فَضْلٍ عليهم»[4].   وقال ابنُ جرير: «(ذي الطول): يقول: ذي الفضلِ والنِّعَم المَبْسُوطةِ على مَنْ شاء مِنْ خَلْقِهِ، يُقالُ منه: إِنَّ فلانًا لذو طَوْلٍ على أصحابه إذا كان ذا فَضْلٍ عليهم»، ثم ذكر قولَ قتادةَ المتقدِّمَ. ثم قال: «وقال بعضُهم (الطَّوْلُ): القُدْرَةُ، ونقلَهُ عنِ ابنِ زَيْدٍ»[5].   وقال الخطَّابي: «و(ذو الطَّولِ) و(ذو الفَضْلِ) معناه: أهلُ الطَّوْل والفَضْلِ، و (ذو): حرف النِّسْبَةِ، كقوله تعالى: ﴿ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 27]»[6].   وقال الحُلَيميُّ: «ومنها (ذو الطَّولِ) ومعناه: الكثيرُ الخَيْرِ، لا يُعْوِزُه من أصنافِ الخيراتِ شَيْءٌ إنْ أرادَ أنْ يُكْرمَ به عَبدَهُ. وليس كذي طَولٍ من عبادِهِ، قد يُحبُّ أَنْ يجودَ بالشيءِ ولا يجدُه»[7].   وقال ابنُ كثيرٍ بعد أَنْ ذكرَ أقوالَ المفسِّرينَ: «والمعنى أَنَّه المُتفضِّلُ على عباده، المُتَطَوِّلُ عليهم بما هُمْ فيه من المِنَن والأنعُم التي لا يُطيقون القيامَ بشكرِ واحدةٍ منها الآية ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34]، وقوله جَلَّتْ عظمتُه ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [غافر: 3]، أي: لا نظيرَ له فِي جميعِ صفاتِهِ، فلا إِلهَ غيرُه، ولا رَبَّ سِوَاه»[8]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما فِي قوله تعالى ﴿ ذِي الطَّوْلِ ﴾: «يعني: ذا السَّعةِ والغِنى»[9].


[1] الصحاح (5/ 1753 - 1754)، واللسان (4/ 2725 - 2728) مادَّة: (ط و ل). [2] اشتقاق أسماء الله (ص: 193 - 194) باختصار. [3] أخرجه ابن جرير عنه (24/ 28) بسَند حسَن. [4] مجاز القرآن (2/ 194). [5] جامع البيان (24/ 27 - 28)، وإسناده إلى ابن زيد صحيح. [6] شأن الدعاء (ص: 105). [7] المنهاج (1/ 199)، وَذَكَرَهُ ضمْن الأسماء التي تتبع نفي التشبيه عن الله تعالى جَدُّهُ، ونَقَلَهُ البيهقي في الأسماء (ص: 43)، وَوَقَعَ عنده العبارة: «وليس كذا طولُ ذي الطولِ مِن عباده». [8] تفسير القرآن العظيم (4/ 70). [9] الأسماء والصفات للبيهقي (43).



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢