أرشيف المقالات

كيف تمحو ذنوبك؟

مدة قراءة المادة : 33 دقائق .
2كيف تمحو ذنوبك؟   الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدًا، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.   أما بعدُ: فإنَّ المسلم العاقل هو الذي يبحث عن الوسائل التي تساعده على مغفرة ذنوبه، حتى يفوز برضوان الله تعالى وجنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خَطَرَ على قلبِ بشر، من أجل ذلك أحببت أن أذكِّر نفسي وأحبابي الكرام بالوسائل التي تمحو الذنوب، ويمكن أن نوجزها في الأمور التالية: (1) الأذان: (1) روى أحمد عن البراء بن عازب، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله وملائكتَه يصلُّون على الصف المقدَّم، والمؤذِّن يغفر له مدَّ صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر مَن صلَّى معه))؛ حديث صحيح، صحيح الجامع للألباني حديث: 1841.   (2) روى أبو داود عن عقبة بن عامر، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية بجبل، يؤذن بالصلاة ويُصلِّي، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذِّن، ويقيم الصلاة، يخاف مني، قد غفرتُ لعبدي وأدخلتُه الجنة))؛ حديث صحيح، صحيح أبي داود للألباني حديث: 1062.   (2) ترديد الأذان: روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن قال حين يسمع المؤذِّن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا وبمحمدٍ رسولًا، وبالإسلام دينًا، غفر له ذنبه))؛ مسلم، حديث: 386.   (3) إسباغ الوضوء: (1) روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا توضَّأ العبدُ المسلمُ أو المؤمن فغسَل وجهه خرج مِن وجهه كلُّ خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كلُّ خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجتْ كل خطيئة مَشَتْهَا رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء؛ حتى يخرج نقيًّا من الذنوب))؛ مسلم، حديث 244.   (2) روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أدلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات))؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطَا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط))؛ مسلم، حديث 251.   (3) روى مسلم عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن توضَّأ فأحسن الوضوء خرجتْ خطاياه مِن جسده، حتى تخرج مِن تحت أظفاره))؛ مسلم حديث: 245.   (4) الذهاب إلى المساجد وانتظار الصلاة: (1) روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تطهَّر في بيته ثم مشى إلى بيتٍ من بيوت الله؛ ليقضي فريضةً من فرائض الله؛ كانت خطوتاه إحداهما تحطُّ خطيئةً والأخرى ترفع درجةً))؛ مسلم، حديث: 666.   (2) روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط))؛ مسلم، حديث: 251.   (3) روى الشيخان عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال أحدُكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب (يرجع) إلى أهله إلا الصلاة))؛ البخاري، حديث: 659، مسلم، حديث: 649.   (5) إقامة الصلاة: (1) روى الشيخان عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كلَّ يومٍ خمس مرات، هل يبقى من دَرَنِه شيء))؟ قالوا: لا يبقى مِن درنه شيء، قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا))؛ البخاري، حديث 528، مسلم، حديث 667.   (2) روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلاة الخمس والجمعة إلى الجمعة كفَّارةٌ لما بينهن ما لم تغش الكبائر))؛ مسلم، حديث 233.   (3) روى مسلم عن عثمان بن عفان قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما مِن امرئ مسلم تحضره صلاةٌ مكتوبة فيُحْسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانتْ كفارةً لما قبلها مِن الذنوب ما لم يؤت كبيرةً وذلك الدهر كله))؛ مسلم، حديث 228.   (4) روى الطبراني عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا قام يُصلي أُتِي بذنوبه فجعلتْ على رأسه وعاتقيه، كلما ركع وسجد تساقطتْ عنه))؛ حديث صحيح، صحيح الجامع للألباني، حديث 1671.   (5) روى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له، ثم أنصت حتى يفرغ مِن خطبته، ثم يصلِّي معه، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام))؛ مسلم، جـ2، حديث 857.   (6) روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهنَّ إذا اجتُنِبَت الكبائر))؛ مسلم، حديث 233.   (6) موافقة المصلي لتأمين الملائكة: روى الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال الإمام: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]، فقولوا: آمين، فإنه مَن وافق قولُه قولَ الملائكة غفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ البخاري، حديث: 782، مسلم، حديث: 410.   (7) موافقة المصلِّي للحمد مع الملائكة عقب الرفع من الركوع: روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه مَن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ البخاري: حديث 796، مسلم حديث: 409.   (8) الأذكار عقب الصلوات المفروضة: روى مسلم عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ سبَّح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال: تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غُفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر))؛ مسلم، حديث: 597.   (9) قيام الليل: روى الترمذي عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة للإثم))؛ حديث حسن، صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2814.   (10) تلاوة القرآن الكريم: قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30]. روى ابن أبي شيبة عن عبدالله بن مسعود قال: "تعلموا القرآن؛ فإنه يكتب بكل حرف منه عشر حسنات، ويكفر به عشر سيئات، أما إني لا أقول: (الم)، ولكن أقول: ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر"؛ إسناده حسن، مصنف ابن أبي شيبة، جـ10، صـ10.   (11) التوبة الصادقة: معنى التوبة: التوبة: "الرجوع من الذنب، وأصل تاب: عاد إلى الله ورجع"؛ لسان العرب لابن منظور، جـ1، صـ 454. قال تعالى: ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39]، وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأعراف: 153].   فنبيُّنا صلى الله عليه وسلم يحثُّنا على التوبة الصادقة: (1) روى مسلم عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس، توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة))؛ مسلم، حديث: 2702.   (2) روى مسلم عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس مِن مغربها))؛ مسلم، حديث 2759.   (3) روى مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَلَّهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه مِن أحدِكم كان على راحلتِه بأرضٍ فلاة، فانفلتتْ منه وعليها طعامُه وشرابُه فأيس منها، فأتى شجرةً فاضطجع في ظلِّها، قد أيس مِن راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمةً عنده، فأخذ بخطامِها، ثم قال مِن شدة الفرح: اللهم أنتَ عبدي وأنا ربك، أخطأ مِن شدة الفرح))؛ مسلم، حديث 2747.   (12) خشية الله في السر والعلانية: قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴾ [يس: 11]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الملك: 12]. روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان رجل يُسرف على نفسه، فلما حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا متُّ فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر عليَّ ربي ليعذبني عذابًا ما عذَّبه أحدًا، فلما مات فعل به ذلك، فأمرَ اللهُ الأرضَ فقال: اجمعِي ما فيك منه، ففعلت، فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب خشيتك، فغفر له))؛ البخاري، حديث: 3481، مسلم، حديث: 2756.   (13) الصلاة على نبيِّنا صلى الله عليه وسلم: (1) روى النسائي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات))؛ حديث صحيح، صحيح النسائي للألباني، جـ1، صـ415.   (2) روى الترمذي عن أبي بن كعب قال: قلت: يا رسول الله، إني أُكثر الصلاة عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي؟ فقال: ((ما شئت))، قال: قلت الربع؟ قال: ((ما شئت، فإن زدت فهو خير لك))، قلت: النصف؟ قال: ((ما شئت، فإن زدت فهو خير لك))، قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ((ما شئت، فإن زدت فهو خير لك))، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: ((إذًا تُكفى همَّك، ويُغفر لك ذنبك))؛ حديث حسن، صحيح الترمذي للألباني، حديث 1999.   (14) الدعاء في ثلث الليل الآخر: روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: مَن يدعوني فأستجيب له؟ مَن يسألني فأعطيه؟ مَن يستغفرني فأغفر له؟))؛ البخاري، حديث 1145، مسلم، حديث 758.   (15) الدعاء عند القلق من النوم: روى البخاري عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تعار (استيقظ) من الليل، فقال: لا إله إلا الله، وحدَه لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قُبِلت صلاته))؛ البخاري، حديث: 1154.   (16) دعاء كفَّارة المجلس: روى الحاكم عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال: سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر كانتْ كالطابع يطبع عليه، ومَن قالها في مجلس لغو كانت كفارةً له))؛ حديث صحيح، صحيح الجامع للألباني، حديث 6430.   (17) دعاء الصالحين: روى مسلم عن أسير بن جابر، قال: "كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن (الجماعة الغزاة) سألهم: أفيكم أُوَيْس بن عامر؟ حتى أتى على أويس، فقال: أنتَ أويس بن عامر؟! قال: نعم، قال: مِن مراد ثم مِن قَرْن؟ قال: نعم، قال: فكان بك برصٌ فبرأتَ منه إلا مَوْضِعَ درهم؟! قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، مِن مراد ثم مِن قَرْن، كان به برصٌ فبَرأ منه إلا موضع درهم، له والدةٌ هو بها برٌّ، لو أقسم على الله لأَبَرَّه، فإن استطعتَ أنْ يستغفرَ لك فافعلْ))، فاستغفر لي، فاستغفرَ له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس (ضِعاف الناس) أحب إليَّ"؛ مسلم، حديث 2542.   (18) صوم شهر رمضان وقيامه: (1) روى الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ البخاري، حديث 1901، مسلم، حديث 760.   (2) روى الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه))؛ البخاري، حديث 2009، مسلم، حديث 759.   (3) روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه))؛ البخاري، حديث 2014.   (19) صوم التطوُّع: روى مسلم عن أبي قتادة قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة؟ فقال: ((يكفِّر السنة الماضية والباقية))، قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: ((يكفر السنة الماضية))، مسلم، حديث 1162.   (20) أداء مناسك الحج والعمرة: (1) روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حج هذا البيت فلم يرفثْ ولم يفسُقْ رجَع كيوم ولَدَتْهُ أمه))؛ البخاري، حديث 1521، مسلم، حديث 1350.   (2) روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفَّارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))؛ البخاري، حديث 1773، مسلم، حديث 1349.   (3) روى الترمذي عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما يَنفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثوابٌ إلا الجنة))؛ حديث حسن صحيح، صحيح الترمذي للألباني، حديث 650.   (4) روى أحمد عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن مسح الركن اليماني والركن الأسود يحط الخطايا حطًّا))؛ حديث صحيح، صحيح الجامع للألباني، حديث 2194.   (21) التطوُّع بالطواف حول الكعبة: روى الترمذي عن عبدالله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن طاف بهذا البيت أسبوعًا (سبعة أشواط) فأحصاه كان كعتق رقبة، لا يضع قدمًا ولا يرفع أخرى إلا حطَّ الله عنه خطيئةً، وكتب له بها حسنةً))؛ حديث صحيح، صحيح الترمذي للألباني، حديث 766.   (22) الأذكار الصحيحة المشروعة: (1) روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر))؛ البخاري، حديث: 6405، مسلم، حديث: 2691.   (2) روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة))؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: ((يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة))؛ مسلم، حديث: 2698.   (3) روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك))؛ البخاري، حديث: 3293.   (23) حضور مجالس الصالحين: (1) روى الطبراني عن سهل بن حنظلة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما جلس قومٌ مجلسًا يذكرون الله عز وجل فيه، فيقومون حتى يقال لهم: قوموا، قد غفر الله لكم ذنوبكم، وبدلت سيئاتكم حسنات))؛ حديث صحيح، صحيح الجامع للألباني، حديث 5610.   (2) روى الشيخان عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملائكةً يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم))، قال: ((فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا))، قال: ((فيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟ قالوا: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك، قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادةً، وأشد لك تمجيدًا وتحميدًا، وأكثر لك تسبيحًا، قال: يقول: فما يسألوني؟ قال: "يسألونك الجنة"، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب، ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصًا، وأشد لها طلبًا، وأعظم فيها رغبةً، قال: فممَ يتعوَّذون؟ قال: يقولون: من النار، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا، والله يا رب، ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارًا، وأشد لها مخافةً، قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم، وفي رواية مسلم: (فيقولون: رب فيهم فلان عبد خطَّاء، إنما مرَّ فجلس معهم، قال: فيقول: وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم))؛ البخاري، حديث 6408، مسلم، حديث 2689.   (24) الصبر على البلاء: قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35]. (1) روى الشيخان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما يصيب المسلم مِن نصب (تعب) ولا وصب (وجع)، ولا هَمٍّ ولا حزن ولا أذًى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه))؛ البخاري، حديث 5641، مسلم، حديث 2573.   (2) روى مسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مصيبة يصاب بها المسلم إلا كفَّر بها عنه، حتى الشوكة يشاكها))؛ مسلم، حديث 2572.   (3) روى أحمد عن شداد بن أوس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله عز وجل يقول: إني إذا ابتليت عبدًا من عبادي مؤمنًا فحمدني على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا))؛ حديث حسن، صحيح الجامع للألباني، حديث 4300.   (4) روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة))؛ حديث حسن صحيح، صحيح الترمذي للألباني، حديث 1957.   (5) روى أبو داود عن أم العلاء، قالت: عَادَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة، فقال: ((أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه، كما تذهب النار خبث الذهب والفضة))، حديث صحيح، صحيح أبي داود للألباني، حديث: 2651.   (25) المصافحة: (1) روى أبو داود عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترَّقا))؛ حديث صحيح، صحيح أبي داود للألباني، حديث 4343.   (2) روى الطبراني عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن المؤمن إذا لَقِي المؤمنَ فسلَّم عليه، وأخذ بيده، فصافحه، تناثرت خطاياهما، كما يتناثر ورق الشجر))؛ حديث حسن، السلسلة الصحيحة، حديث 526. فائدة مهمة: يحرم على المسلم مصافحة النساء من غير المحارم.   (26) الجهاد في سبيل الله: قال تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 95، 96].   وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الصف: 10 - 12].   (27) الشهادة في سبيل الله: قال الله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [آل عمران: 157]. روى مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يغفر للشهيد كلُّ ذنب إلا الدَّيْن))؛ مسلم، حديث 1886.   (28) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: روى الشيخان عن حذيفة، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ كما قال، قال: هات، إنك لجريء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فتنة الرجل (الاختبار وما يترتب عليه من المعاصي) في أهله وماله وجاره، تُكفِّرها الصلاة، والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر))، البخاري، حديث 3586، مسلم، حديث 144.   (29) العفو عن الناس: قال سبحانه: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22]. وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التغابن: 14]. روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان تاجرٌ يداينُ الناسَ فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه؛ لعلَّ الله أن يتجاوز عنَّا فتجاوز الله عنه))؛ البخاري، حديث 2078، مسلم، حديث 1562.   (30) الصدقات: قال الله تعالى: ﴿ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 17]. روى الترمذي عن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار))؛ حديث صحيح، صحيح الترمذي للألباني، حديث: 501.   (31) إقامة الحدود: روى الشيخان عن عبادة بن الصامت، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس، فقال: ((تبايعوني على ألا تشركوا بالله شيئًا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، فمن وفَّى منكم فأجرُه على الله، ومن أصاب شيئًا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له، ومن أصاب شيئًا من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه))؛ البخاري، حديث 18، مسلم، حديث 1709.   (32) الرحمة بالحيوانات: روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينا رجل يمشي، فاشتد عليه العطش، فنزل بئرًا، فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له))، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ قال: ((في كلِّ كبد رطبة أجر))، البخاري، حديث 2363، مسلم، حديث 2244. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢