أرشيف المقالات

شرح حديث: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
2شرح حديث: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة   قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله وعليه وسلم صلى الله وعليه وسلم صلى الله وعليه وسلم مضطجعاً في بيتي، كاشفا عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال، فتَحَدَّثَ، ثم استأذن عمر، فأذن له، وهو كذلك، فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله وعليه وسلم، وسوّى ثيابه - قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تـَهْتَشَّ له ولم تُبَاِله، ثم دخل عثمان فجلست وسوّيت ثيابك فقال: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة".
[1]   من فوائد الحديث: 1- فضيلة ومنقبة لعثمان رضي الله عنه.   2- قوله: (كاشفًا عن فَخِذيه أو ساقيه) هو شكٌّ من الراوي، والظاهر أن الثانية هي الصحيحة؛ لأنه لم يكن صلى الله وعليه وسلم ليكشفَ عن عورته، ويجوز أن يكون المراد بكشف الفخذ كشفه عما عليه من القميص لا المِئْزَر.   3- قول عائشة رضي الله عنها: (دخل أبو بكر فلم تهتشَّ له) أي: لم تتحرك لأجله، وأصل الاهتشاش: إظهار البَشاشة والفرح؛ يعني: ما ظهر منك بَشاشة لدخول أبي بكر رضي الله عنه.   4- المراد من استحياء النبي صلى الله وعليه وسلم والملائكة عليهم السلام من عثمان رضي الله عنه توقيرُه وتعظيمُه.
[2]   5- استدل بعض العلماء على أن الفخذ ليس بعورة، من هذا الحديث وغيره. والصحيح أنّ هذه الرواية ليس فيها جزمٌ بكشْفِ الفَخِذ، بل وقع التردد من الراوي: هل كشف فخذيه أو ساقيه؟ فلا يستدل بذلك على أنّ الفخذ ليست بعورة.
فما ورد على الشكّ لا يصلُح أنْ يكون دليلا.
[3]   6- تقدير النبي صلى الله وعليه وسلم لا يدل على حط منزلة أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - عنده صلى الله وعليه وسلم وقلة الالتفات إليهما؛ لأن قاعدة المحبة إذا كملت، واشتدت ارتفع التكلف، كما قيل: إذا حصلت الأُلْفة بطلت الكُلْفة.
[4]   7- الحياء يبعث على فعل الطاعة، ويحجز عن فعل المعصية.   8- الحياء في اللغة: تغيّر وانكسار يعتري الإنسان؛ من خوف ما يعاب به.
وقد يطلق على مجرد ترك الشيء بسبب.
والترك إنما هو من لوازمه.
وفي الشرع: خُلُق يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
[5]   9- قول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله وعليه وسلم صلى الله وعليه وسلم صلى الله وعليه وسلم مضطجعا في بيتي) الإنسان في بيته يأخذ راحته، ويرفع كلّ كلفة.
فالبيت مكان لراحة الإنسان، واستقراره.   10- من نعمة الله سبحانه أن يجعل للإنسان بيتا ينام فيه، ويرتاح.   11- أبوبكر وعمر وعثمان يضاف لهم عليّ رضي الله عن الجميع، هم خير أصحاب النبي صلى الله وعليه وسلم.
وهم الصفوة.   12- على المسلم أن يختار الصحبة الخيّرة.   13- لا بأس باجتماع الإنسان بأصحابه، والسلوة، والانبساط معهم فيما أباحه الله سبحانه.
فالدين فيه فسحة للترويح عن النّفس.   14- كانت عائشة رضي الله عنها تراقب فِعل النبي صلى الله وعليه وسلم وتصرفاته.   15- الاستئذان أدب إسلاميّ رفيع.
ولا يدخل منزل غيره إلا بعد إذن صاحبه.   16- بلغ عثمان رضي الله عنه هذا الحبّ من النبي صلى الله وعليه وسلم، وهذه المنزلة العظيمة، بإخلاصه، وتقواه، وبذله في سبيل الدعوة.   17- الملائكة - وهم خَلْق عظيم - تستحي من عثمان رضي الله عنه.   18- الحياء خصلة جميلة، وهو من الإيمان.   19- الثياب ستر ماديّ للإنسان.
والتقوى هي الستر المعنويّ.   20- لا بأس في السؤال عمّا يُشكل.


[1] صحيح البخاري 8/ 65 رقم 6289.
صحيح مسلم 4/ 1929 رقم 2482.
واللفظ له. [2] من 1-4 مستفاد من شرح المصابيح لابن الـمَلَك 6/ 426. [3] الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري للكوراني 2/ 52.
وينظر في هذا: فتوى رقم 219865 (الأدلة على أن الفخذ ليس بعورة والرد عليها) موقع إسلام ويب.
وفتوى حول عورة الرجل.
الموقع الرسمي لشيخنا ابن باز.
[4] المفاتيح في شرح المصابيح للمـُظهري 6/ 305.
[5] من 7-8 مستفاد من فتح الباري لابن حجر 1/ 52.




شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير