أرشيف المقالات

حديث: اللهم صيبا نافعا

مدة قراءة المادة : 17 دقائق .
2حديث: اللهم صيباً نافعاً
عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا رأى ناشئًا فِي أفق من آفَاق السَّمَاء ترك عمله وَإِن كَانَ فِي صَلَاة وأقبل عليه [ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّها]، فَإِنْ كَشَفَهُ اللَّهُ، حَمِدَ اللَّهَ، وَإِنْ مَطَرَتْ، قَالَ: اللَّهُمَّ صَيِّبًا[1] نَافِعًا)).   تخريج الحديث: صحيح: أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (686) واللفظ له عدا ما بين المعكوفين فلأبي داود وغيره.
وأبو عوانة (2529) مختصرا وفيه ((سيبا نافعا))، وأبو داود (5099)، وقال: ((صيبا هنيئا))، والنسائي (1522) مختصرا وفيه: ((الله اجعله صيبا نافعا))، وفي ((عمل اليوم والليلة)) (914) بنحوه وفيه ((اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذ بك من شَرّ مَا أُرسل بِهِ)) فإِن أمطر قَالَ: ((اللَّهُمَّ سيبا نَافِعًا اللَّهُمَّ سيباً نَافِعًا)) وَإِن كشفه الله وَلم يمطر حمد الله على ذَلِك و(915) بنحوه، وفي ((السنن الكبرى)) (1828-1830)، (10750، 10751)، وابن ماجه (3889) بنحو رواية النسائي المطولة، وابن حبان (994، 1006)، وأحمد (6/ 41، 137، 190، 223)، والحميدي (270)، وابن أبي شيبة (10/ 218)، وإسحاق بن راهويه (1580، 1581)، وأبو القاسم البغوي في ((مسند ابن الجعد)) (2283)، والطبراني في ((الدعاء)) (1009، 1010)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (3/ 362)، وفي ((المعرفة)) (5/ 188)، وفي ((الدعوات الكبير)) (320)، والشافعي في ((مسنده)) (1/ 174)، وفي ((الأم)) (1/ 224)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (5/ 121)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (301، 302)، والبغوي في ((شرح السنة)) (1151)، وابن أبي الدنيا في ((المطر والرعد)) (35) وغيرهم من طرق عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة به.   قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم [انظر الصحيح (253، 300، 2594) ]. وصححه أبو عوانة وابن حبان وابن حجر.   قلت: وقد ورد الحديث مختصراً بلفظ: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَاى الْمَطَرَ.
قَالَ: اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا)
)
، وفي رواية: ((اللهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا هَنِيئًا)).   أخرجه البخاري في ((الصحيح)) (1032)، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (921) وفي ((الكبرى)) (10757)، وأحمد (6/ 119، 129)، وأبو بكر الشافعي في ((الغيلانيات)) (704)، والحاكم في ((معرفة علوم الحديث)) (88)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (3/ 361)، وفي ((الدعوات الكبير)) (371)، وابن أبي الدنيا في ((المطر والرعد)) (34) من طريق عبيد الله بن عمر بن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة به. قال الحاكم: وهذا الحديث تداوله الثقات هكذا، وهو في الأصل معلول واه.   قلت: وهذه غفلة من الحاكم - على جلالته حيث غفل عن تصحيح إمام الدنيا في علم الحديث وعلله لهذا الحديث بإيراده في ((صحيحه)) وعلله لهذا الحديث بإيراده له في ((صحيحه)).   وقد اختلف فيه علي عبيد الله بن عمر: 1- فرواه عبد الله بن المبارك عنه به هكذا.   2- وخالفه: يحيى بن سعيد القطان وأبو أسامة حماد بن أسامة فروياه عن عبيد الله بن نافع عن القاسم مرسلا، لم يذكر فيه عائشة. أخرجه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (922)، وفي ((الكبرى)) (10758)، وابن أبي شيبة (10/ 219)، والدارقطني في ((العلل)) (14/ 244).   3- وخالفهم: عبد الرزاق بن همام فرواه عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة به فلم يذكر نافعا. أخرجه عبد الرزاق (11/ 88/ 20000) وفي ((تفسيره)) (2/ 247) ومن طريقه: الطبراني في ((الدعاء)) (1004)، وابن المقرئ في ((المعجم)) (448).   قلت: ما منهم إلا وهو ثقة ثبت إلا عبد ارزاق فهو دونهم. فيحتمل أن يكون الحديث عند عبيد الله بن عمر على الوجهين متصلا ومرسلا، وإلا فالقول قول إمام الأئمة بلا مدافعة، فقد قال في ((الصحيح)) بعد رواية ابن المبارك: تابعه القاسم بن يحيى عن عبيد الله، ورواه الأوزاعي وعقيل عن نافع.   ولم أقف على متابعة القاسم بن يحيى، وبيض لها الحافظ في ((التغليق)) (2/ 395)، وقال في ((الفتح)) (2/ 603): ولم أقف على هذه الرواية موصولة.   قلت: وأما رواية عقيل فذكرها الدارقطني في ((العلل)) (14/ 243) وأما رواية الأوزاعي؛ فقد اختلف عليه فيها: 1- فرواه الحارث بن سليمان ثنا عقبة بن علقمة حدثني الأوزاعي عن الزهري أخبرني نافع أن القاسم أخبره عن عائشة به. أخرجه أبو بكر الشافعي في ((الغيلانيات)) (703) ومن طريقه ابن حجر في ((التغليق)) (2/ 396).   وعقبة بن علقمة: قال فيه ابن عدي: روى عن الأوزاعي ما لم يوافقه عليه أحد، وقال أيضا: وللحارث بن سليمان عن عقبة أحاديث ليست هي بالمحفوظة.
والحارث هذا هو الرملي وليس بالكندي، ذكره ابن حبان في ((الثقات)) وقال: ((يغرب)).
روى عنه أبو زرعة [((الجرح والتعديل)) (3/ 76)، ((الثقات)) (8/ 183)، ((اللسان)) (2/ 152)، ((الكامل)) (5/ 280)، ((التهذيب)) (5/ 612)].   2- ورواه عيسى بن يونس [ثقة مأمون]، وعباد بن جويرية العنزي [متروك كذبه أحمد ((الميزان)) (2/ 365)] كلاهما عن الأوزاعي عن الزهري عن القاسم عن عائشة به. أخرجه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (917)، وفي ((الكبرى)) (10753)، وابن حبان (993)، وأحمد (6/ 90)، وإسحاق بن راهويه (953)، والخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (569)، وأبو بكر الشافعي ((الغيلانيات)) (701، 702)، والطبراني في ((الدعاء)) (1007)، وفي ((الأوسط)) (8202)، وابن حجر في ((التغليق)) (2/ 396).   قال موسى بن هارون: إن كان عيسى حفظه، فهو غريب، والمعروف عن الأوزاعي عن نافع. وقال الدارقطني: تفرد به عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن الزهري به [((أطراف الغرائب والأفراد)) (5/ 425)].   3- ورواه يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي (ضعيف، له أفراد عن الأوزاعي) فقال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني محمد بن الوليد عن نافع أن القاسم أخبره عن عائشة به. أخرجه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (920) وفي ((الكبرى)) (10756)، وأبو بكر الشافعي (705)، والمزي في ((تهذيب الكمال)) (31/ 412).   4- ورواه عمر بن عبد الواحد [ثقة، من أثبت أصحاب الأوزاعي]، والوليد بن مزيد [ثقة ثبت، وهو من أثبت أصحاب الأوزاعي]، وإسماعيل بن عبد الله [وهو ابن سماعة: ثقة ثبت في الأوزاعي] ثلاثتهم عن الأوزاعي قال: حدثني رجل عن نافع أن القاسم بن محمد أخبره عن عائشة به. أخرجه النسائي (919) وفي ((الكبرى)) (10755)، وأبو بكر الشافعي (707)، والبيهقي (3/ 362).   5- ورواه الوليد بن مسلم [ثقة يدلس ويسوي، وقد صرح دحيم – الحافظ الكبير - في روايته بسماع الوليد من الأوزاعي، وسماع الأوزاعي من نافع، والوليد ثبت في الأوزاعي إذا لم يدلس] وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين [صدوق ربما أخطأ، وهو كاتب الأوزاعي وصاحبه روى عنه وحده] وشعيب ابن إسحاق [ثقة، كان الأوزاعي يقر به ويدنيه] ثلاثتهم عن الأوزاعي حدثني نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة به.
والصواب –والله أعلم- ما رواه الثقات من أصحاب الأوزاعي، وعليه فيحتمل أن يكون الأوزاعي سمعه أولا من رجل عن نافع، ثم سمعه من نافع بعدُ.
وقد نفى أبو زرعة الدمشقي وابن معين سماع الأوزاعي من نافع [انظر ((تاريخ ابن معين)) (2/ 354)، و((تاريخ أبي زرعة الدمشقي)) (2316) وما ورد فيه برقم (379، 2315) ففي إسناده إسحاق بن خالد الختلي، ولم أقف على ترجمة] فيحتمل أنهما اعتمدا في ذلك على رواية ابن سماعة [كما في ((تاريخ أبي زرعة)) (2316) ومن تابعه، ولم يطلعا على رواية من أثبت، قال الحافظ في ((الفتح)) (2/ 603): ((ويستفاد من رواية دحيم صحة سماع الأوزاعي عن نافع خلافا لمن نفاه وقد اتفق ثلاثة من أصحاب الأوزاعي على إثبات السماع والتحديث، وهي زيادة جاء بها الثقات من أصحاب الرجل فيجب قبولها، ولا تنافي بين روايتهم وبين رواية ابن سماعة ومن معه، كما تقدم الجمع بينهما، ومما يؤيده ما ذهبت إليه قول البخاري: ورواه الأوزاعي وعقيل عن نافع.
مما يدل على اعتداده برواية من أثبت له السماع من نافع وتقدم نقل كلام موسى بن هارون في أن المعروف هو: الأوزاعي عن نافع وقد رجح هذه الرواية الحافظ في ((الفتح)) (2/ 603)، وقال في ((التغليق)) (2/ 396): ((وأصح طرقه كلها رواية الوليد ومن تابعه والله أعلم)).   وقد رواه أيضا معمر بن راشد عن أيوب عن القاسم عن عائشة به.
أخرجه عبد الرزاق (11/ 888/ 19999) وعنه إسحاق بن راهويه (954)، وأحمد (6/ 166)، و((مسائل ابنه صالح عن أبيه)) (599)، وعبد بن حميد (1525)، والخرائطي في ((المكارم)) (570)، وأبو بكر الشافعي (709)، والطبراني في ((الدعاء)) (1005)، وفي ((الأوسط)) (2990)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (2/ 186)، (3/ 14).   قلت: وإسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح وانظر ((العلل)) للدارقطني (14/ 242-244)، و((فتح الباري)) (2/ 518، 519) والله أعلم.


[1] صيبا: أي منهمرا متدفقا [النهاية (3/ 64)] وفي رواية سَيْباً: أي: عطاء أو مطرا جاريا [النهاية (2/ 432)].



شارك الخبر

المرئيات-١