أرشيف المقالات

ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2 ﴿ وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا ﴾
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْ: لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ، وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّبًا، لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَا لَكُمْ وَلِهَذِهِ إِنَّمَا دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ، وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ فَأَرَوْهُ أَنْ قَدِ اسْتَحْمَدُوا إِلَيْهِ، بِمَا أَخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيمَا سَأَلَهُمْ، وَفَرِحُوا بِمَا أُوتُوا مِنْ كِتْمَانِهِمْ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾ [آل عمران: 187] كَذَلِكَ حَتَّى قَوْلِهِ: ﴿ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا ﴾ [آل عمران: 188].[1]   من فوائد الحديث: 1- ذكر الفراء أنها نزلت في قول اليهود: نحن أهل الكتاب الأول والصلاة والطاعة، ومع ذلك لا يُقِرّون بمحمد، فنزلت: ﴿ وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا ﴾ [آل عمران: 188] وعموم اللفظ يتناول كل من أتى بحسنة ففرح بها فرح إعجاب، وأحبّ أنْ يحمده الناس ويثنوا عليه بما ليس فيه[2].
2- قوله: (فسألهم عن شيء)، قال الكرماني: قيل: هذا الشيء هو نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: (فكتموه إياه)، أي: كَتَمَ يهود الشيء الذي سألهم عنه صلى الله عليه وسلم وأخبروه بغير ذلك[3].
3- كراهة السؤال عن الأمور التي لا فائدة منها، أو الأمور التي يُستراب منها. 4- من صفات اليهود القبيحة، كتم العلم، والكذب، والتدليس. 5- لا حرج في الاستفسار بشأن الفتيا. 6- الإجابة المقنعة؛ تشفي غليل السائل الطّالب للإجابة. 7- حاجة الناس للعالم، وسؤاله فيما يُشْكِل. 8- أهميّة العلم. 9- ينبغي على العالم، أو من سُئل عن مسألة؛ أن يتحرّ الصدق فيما يجيب. 10-مشروعية السؤال عما يجهله الإنسان، وأن السؤال لا حرج فيه. 11- العقوبة الشديدة لمن كذب وكتم نبيًّا عن شيء سأله إيّاه.


[1] صحيح البخاري 1 /84 رقم 4568.
صحيح مسلم 4 /2143 رقم 2778. [2] عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني 18 /157. [3] المرجع السابق 18 /158.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن