أرشيف المقالات

إني جاعل في الأرض خليفة (سلسلة آيات العقيدة المتوهم إشكالها "6")

مدة قراءة المادة : 25 دقائق .
2سلسلة آيات العقيدة المتوهم إشكالها (6)   ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]. وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: بيان وجه الإشكال في الآية. المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال. المطلب الثالث: الترجيح. ♦  ♦  ♦
المطلب الأول: بيان وجه الإشكال في الآية: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]. قبل ذكر وجه الإشكال يَحسُنُ بيان دلالة كلمة (خليفة) في اللغة لترتب الإشكال على معناها، من أنه هل يلزم غياب المستخلِف وقت استخلاف الخليفة؟   وقد جرى خلاف أهل العلم في ذلك على قولين: الأول: أنه لا تصح الخلافة إلا عند غياب المستخلِف، وممن قال بذلك ابن تيمية ، وابن القيم.   الثاني: أنه تصح الخلافة عند غياب المستخلِف وعند وجوده، وممن قال بذلك الزجاج، والراغب الأصفهاني، والكفوي. قال الكفوي: (الخلافة: النيابة عن الغير؛ إما لغيبة المنوب عنه، وإما لموته، وإما لعجزه، وإما لتشريف المستخلف، وعلى هذا استخلف الله عباده في الأرض).   ولا يلزم من كون أحد الناس خليفةً لغيره، غيابُ ذلك الغير، ويشبه هذا عنوان كتاب ابن القيم (إعلام الموقعين عن رب العالمين)، فكون العلماء موقعين عن الله لا يَلزَم منه غيابُ الله تعالى.   وبناءً على ما سبق يتمثَّل وجه الإشكال في هذه الآية أنه هل يصح القول بأن لله خليفة؟ وهل يلزم من القول بأن لله خليفة غيابُ الله في وقت استخلاف الخليفة؟ وهل يترتب على القول بذلك آثارٌ أخرى؟ هذا ما أحاول بيانه في المطالب التالية.   المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال: اختلف أهلُ العلم في حكم القول بأن لله خليفة على أربعة أقوال: القول الأول:تحريم إطلاق هذا اللفظ: وممن قال بهذا القول النووي، وابن تيمية، وغيرهما،
ونسَبه الماوردي ، وابن خلدون إلى جمهور العلماء.   واستدل أصحاب هذا القول بعدة أدلة؛ منها: 1- أن المراد بقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]. أي: قومًا يَخلُف بعضهم بعضًا قرنًا بعد قرنٍ، وجيلًا بعد جيل، لا قول مَن يقول: خليفة عن الله في الأرض؛ سواء كان المراد آدم، أو غيره.   قال شيخ الإسلام: (قوله: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾؛ أي: عن خلق كان في الأرض قبلَ ذلك كما ذكر المفسرون وغيرهم، وأما ما يظنُّه طائفةٌ من الاتحادية وغيرهم - أن الإنسان خليفة الله، فهذا جهلٌ وضلالٌ).   قال ابن كثير: ( أي: قومًا يخلف بعضهم بعضًا قرنًا بعد قرن وجيلًا بعد جيل ...
وليس المراد ها هنا بالخليفة آدم عليه السلام فقط، كما يقوله طائفة من المفسرين، وعزاه القرطبي إلى ابن مسعود وابن عباس، وجميع أهل التأويل، وفي ذلك نظرٌ، بل الخلاف في ذلك كثير، حكاه فخر الدين الرازي في تفسيره وغيره، والظاهر أنه لم يرد آدم عينًا) .   المناقشة: أنه لا يلزم من كون آدم عليه السلام هو المراد بالآية وجود محذور، كما سيأتي في الترجيح.   2- أن الخليفة إنما يكون عمن يغيب ويخلفه غيرُه، والله تعالى شاهد غير غائب، فمحال أن يخلفه غيرُه، بل هو سبحانه وتعالى الذي يخلف عبده المؤمن، فيكون خليفته . المناقشة: أن الخلافة تصح في اللغة ولو بدون غياب المستخلِف، كما في المطلب السابق.   3- احتجوا بما جاء عن ابن أبي مُليكة قال: قيل لأبي بكر رضي الله عنه: يا خليفة الله، قال: (بل خليفة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا أرضى به) . المناقشة: أن هذا الأثر ضعيفٌ ولا يصح، ولو صح فهو محمولٌ على قصد التواضع.   4- أن الخلافة تكون (لحاجة المستخلِف إلى الاستخلاف) ، والله لا حاجة له بأحد مِن خَلْقه. المناقشة: عدم التسليم بأن الخلافة محصورة في حاجة المستخلِف إلى الاستخلاف، بل قد تكون لتشريف المستخلَف كما في المطلب السابق.   القول الثاني: جواز إطلاق هذا اللفظ، وعلَّلوا ذلك بعدم لزوم المحذور من إطلاق هذا اللفظ. وممن قال بهذا القول القرطبي، والسمعاني، والشنقيطي، وابن عثيمين .   القول الثالث: التفصيل في المسألة، فإن كان المراد بالإضافة إلى الله أنه خليفة عنه، فالصواب قول الطائفة المانعة فيها، وإن أُريد بالإضافة: أن الله استخلفه عن غيره ممن كان قبله، فهذا لا يمتنع فيه الإضافة، وممن قال بهذا القول ابن القيم.   وهذا القول يتفق مع القول الأول في المعنى؛ حيث يمنع وجود خليفة عن الله، ويتَّفق مع القول الثاني في اللفظ؛ حيث يجوز إطلاق لفظ (خليفة الله) باعتبار أنه يخلف غيره ممن سبقه. والفرق بينه وبين القول الأول هو تجويزه إطلاقَ اللفظ دون المعنى.   المناقشة: يجاب عن هذا القول بنفس الجواب عن أدلة القول الأول. القول الرابع: لا يطلق على أحد أنه خليفة الله إلا على آدم وداود عليهما السلام، لورود النص بذلك، فـ(لا يُسمَّى أحدٌ خليفة الله تعالى بعد آدم وداود عليهما الصلاة والسلام) . وممن قال بهذا القول البغوي، وغيره. قال البغوي: (ولا يسمى أحدٌ خليفة الله بعد آدم وداود عليهما السلام) .   المناقشة: أنه قد وردت النصوص باستعمال هذا اللفظ في غير آدم وداود عليهما السلام، كما سيأتي في الترجيح، فلا يصح حصر جواز استخدام اللفظ عليهما.   المطلب الثالث: الترجيح: الذي يظهر والله أعلم هو جوازُ القول بأن للهِ خليفةً؛ سواء في اللفظ أو المعنى، وهي خلافة في إمضاء أحكامه، وتنفيذ شرعه، وذلك لما يلي: 1- أن الأظهر في قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30] - أن المراد به خليفة عن الله، وهو آدم عليه السلام، وهو ما يؤيده سياق الآية، ولا يمنع ذلك من اشتماله أيضًا على إرادة القوم الذين يخلف بعضهم بعضًا.   قال البغوي: (المراد بالخليفة ها هنا آدم سماه خليفة؛ لأنه خلف الجن؛ أي: جاء بعدهم، وقيل: لأنه يخلفه غيرُه، والصحيح أنه خليفة الله في أرضه لإقامة أحكامه وتنفيذ وصاياه) .   وقال القرطبي: (المعنى بالخليفة هنا - في قول ابن مسعود وابن عباس وجميع أهل التأويل - آدم عليه السلام، وهو خليفة الله في إمضاء أحكامه وأوامره) .   وقال الشنقيطي: (المراد بالخليفة أبونا آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام; لأنه خليفة الله في أرضه في تنفيذ أوامره.   وقيل: لأنه صار خلفًا من الجن الذين كانوا يسكنون الأرض قبلَه، وعليه فالخليفة: فعيلة بمعنى فاعل، وقيل: لأنه إذا مات يخلفه مَن بعده، وعليه فهو من فعيلة بمعنى مفعول، وكون الخليفة هو آدم هو الظاهر المتبادر من سياق الآية) .   2- حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتُم الرايات السود قد جاءت من قِبَل خراسان، فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي) . ففي الحديث إثبات أن المهدي خليفة الله، وتجويز هذا الاستخدام.   3- حديث حذيفة رضي الله عنه قلت: يا رسول الله، أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله، أيكون بعده شرٌّ كما كان قبله، قال: ((نعم))، قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: ((السيف))، قلت: يا رسول الله، ثم ماذا يكون؟ قال: ((إن كان لله خليفة في الأرض، فضرَب ظهرَك وأخَذ مالك، فأطِعه وإلا فمُتْ وأنت عاضٌّ بجِذْلِ شجرةٍ))، قلت: ثم ماذا؟ قال: ((ثم يخرج الدجال معه نهرٌ ونارٌ، فمن وقع في ناره وجَب أجرُه وحُطَّ وزرُه، ومَن وقع في نهره وجَب وزرُه وحُطَّ أجرُه))، قال: قلت ثم ماذا؟ قال: ((ثم هي قيام الساعة)). ففي الحديث إثبات أن لله خليفة في الأرض، وتجويز هذا الاستخدام.   3- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدنيا حلوةٌ خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتَّقوا الدنيا، واتَّقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)). ففي الحديث إثبات أن الله استخلف المؤمنين في الدنيا لينظر كيف يعملون، وتجويز هذا الاستخدام.   4- استعمال الصحابة رضي الله عنهم لهذه العبارة من غير نكيرٍ، فقد جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف العلماء: (أولئك خلفاء الله في أرضه). وقال عبدالله بن جعفر بن أبي طالب: (وَلِيَنَا أبو بكر فكان خير خليفة الله، وأرحمه بنا، وأحناه علينا).   5- استعمال السلف الصالح لهذه العبارة من غير نكير، وذلك بتتبُّعِ مقالاتهم وإطلاقهم لهذه العبارة من خلال البحث في الموسوعات الحاسوبية.   6- أن في إضافة كلمة (خليفة) لكلمة (الله) مزيدَ تشريفٍ، وقدرًا زائدًا على معنى كونه خلفًا عن غيره ممن قبله، وقد قرَّر أهل العلم أن الإضافة إلى الله تكون على (ثلاث مراتب: إضافة إيجاد، وإضافة تشريف، وإضافة صفة) ؛ قال ابن القيم: (فإن قيل: هذا لا مدح فيه؛ لأن هذا الاستخلاف عام في الأمة، وخلافة الله التي ذكرها أمير المؤمنين خاصة بخواص الخلق؟ فالجواب أن الاختصاص المذكور أفاد اختصاص الإضافة، فالإضافة هنا للتشريف والتخصيص كما يضاف إليه عباده؛ كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَان ﴾ [الحجر: 42]، ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ﴾ [الفرقان: 63]، ونظائرهما، ومعلوم أن كل الخلق عباد له، فخلفاء الأرض كالعباد في قوله: ﴿ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 15]، ﴿ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ ﴾ [غافر: 31]، وخلفاء الله في قوله: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾ [الحجر: 42]، ونظائره) .   وقال الفيومي: (قال بعضهم: ولا يقال: خليفة الله بالإضافة إلا لآدم وداود لورودِ النص بذلك، وقيل يجوز، وهو القياس؛ لأن الله تعالى جعله خليفةً كما جعَله سلطانًا، وقد سُمِعَ سلطانُ الله، وجنودُ الله، وحزب الله، وخيل الله، والإضافة تكون بأدنى ملابسة) .


ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 35/ 45، ومنهاج السنة لابن تيمية 1/ 510، 7/ 352، وبيان تلبيس الجهمية 6/ 594. ينظر: زاد المعاد 2/ 474، مفتاح دار السعادة لابن القيم 1/ 469. ينظر: المحكم لابن سيده 5/ 197، ولسان العرب 4/ 183، وتاج العروس 23/ 264. المفردات في غريب القرآن ص 156. الكليات ص 427. ينظر: الأحكام السلطانية للفراء ص 27، ومفتاح دار السعادة لابن القيم 1/ 469، ومعجم المناهي اللفظية لبكر أبو زيد ص 252. ينظر: الأذكار للنووي ص 310، والفتوحات الربانية على الأذكار النووية 7/ 82. ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 35/ 45، منهاج السنة لابن تيمية 7/ 352. مع أن شيخ الإسلام استخدم هذا التعبير في بعض المواضع؛ كقوله: (وقد كان عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه - وهو خليفة الله على الأرض - قد وكل أعوانًا يَمنعون الداخل من تقبيل الأرض، ويؤدبهم إذا قبَّل أحدٌ الأرض)؛ مجموع الفتاوى 27/ 93. ولعل شيخ الإسلام أراد بالمنع الرد على طائفة معينة وهم القائلون بأن المراد بالخليفة (أنه خليفة عن الله، وأنه من الله كإنسان العين من العين، كما يقول ذلك بعض الملحدين القائلين بالحلول والاتحاد؛ كصاحب الفتوحات المكية)؛ منهاج السنة 1/ 509. ينظر: اللجنة الدائمة للإفتاء 1/ 71، فقد ورد سؤال في الفتوى رقم ( 3014 ) يقول: وجدت في بعض الكتب عبارة: "وأنتم أيها المسلمون خلفاءُ الله في أرضه"، فما حكم ذلك؟ جـ: هذا التعبير غير صحيح من جهة معناه؛ لأن الله تعالى هو الخالق لكل شيء المالك له، ولم يغب عن خلقه وملكه، حتى يتَّخذ خليفة عنه في أرضه، وإنما يجعل الله بعض الناس خلفاءَ لبعض في الأرض، فكلما هلك فرد أو جماعة أو أمةٌ، جعل غيرها خليفة منها يخلفها في عمارة الأرض؛ كما قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ﴾ [الأنعام: 165]، وقال تعالى: ﴿ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 129]، وقال: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]؛ أي: نوعًا من الخلق يخلف مَن كان قبلهم من مخلوقاته. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مع أنه ورد في بعض إجابات سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز استخدام مثل هذه العبارة، فقد جاء في فتاواه أن (أهل العلم هم خلفاء الله في عباده بعد الرسل)؛ ينظر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة؛ لابن باز 9/ 236. وجاء في تعليق الشيخ ابن باز على (زاد المعاد) لابن القيم في فصل الألفاظ المكروهة بعد قول ابن القيم: (ومما يُكره منها أن يقول للسلطان: خليفةُ الله، أو نائِبُ الله في أرضه، فإن الخليفة والنائبَ إنما يكونُ عن غائب، واللَّهُ سبحانه وتعالى خليفةُ الغَائِبِ في أهلهِ، ووكيلُ عبده المؤمن. [ قال الشيخ ابن باز: الصواب أنه لا حرج في قوله؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، قال بعض أهل العلم: خليفة عن الله في الأرض، فالكراهة تحتاج إلى دليلٍ، والقول بالكراهة فيه نظرٌ). وممن قال بالمنع الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة 1/ 197. وكذلك الشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني، وقد ألف في هذه المسألة رسالة أسماها: (لا يصح أن يقال الإنسان خليفة عن الله في أرضه). وكذلك الشيخ محمد نسيب الرفاعي في مختصر تفسير ابن كثير 1/ 39. ينظر: الأحكام السلطانية ص22، والأذكار للنووي ص 310. ينظر: مقدمة ابن خلدون ص 212. ينظر: منهاج السنة لابن تيمية 1/ 509، 7/ 353، والاستغاثة في الرد على البكري لابن تيمية 1/ 189. منهاج السنة لابن تيمية 7/ 353. تفسير ابن كثير 1/ 216. ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 35/ 45، ومنهاج السنة 1/ 510، 7/ 352، وزاد المعاد 2/ 474، ومفتاح دار السعادة لابن القيم 1/ 470، وتيسير العلي القدير للرفاعي 1/ 39. أخرجه أحمد رقم ( 59 ) ( 64 )، 1/ 225، 227 واللفظ له، وابن أبي شيبة رقم ( 38045 ) كتاب المغازي 13/ 469. ولكن الراوي عن أبي بكر وهو ابن أبي مُليكة لم يدرك أبا بكر، فيكون السند منقطعًا، ولهذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 335: (رجاله رجال الصحيح إلا أن ابن أبي مُليكة لم يدرك الصديق)، بل نص بعض أهل العلم على أن روايته عن عمر وعثمان رضي الله عنهما مرسلة؛ ينظر: جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي ص214. مجموع فتاوى ابن تيمية 35/ 45. ينظر: تفسير القرطبي 1/ 394. ينظر: تفسير السمعاني 1/ 64. ينظر: أضواء البيان 1/ 68. ينظر: لقاءات الباب المفتوح 2/ 213، 219، والشرح الممتع 6/ 475. ينظر: مفتاح دار السعادة لابن القيم 1/ 472. الأذكار للنووي ص 310. ينظر: فيض القدير للمناوي 1/ 363، والمصباح المنير ص95. شرح السنة للبغوي 14/ 75. تفسير البغوي 1/ 79. في حكاية إجماع أهل التأويل هنا على أن المراد بالخليفة هو آدم - نظرٌ، وقد تعقَّبه ابن كثير بذكر الاختلاف في المراد، ورجَّح القول الآخر في المسألة؛ ينظر: تفسير ابن كثير 1/ 216. تفسير القرطبي 1/ 394. أضواء البيان 1/ 68. أخرجه أحمد رقم ( 22387 ) 37/ 70، وهذا لفظه، وابن ماجه رقم ( 4084 ) كتاب الفتن 2/ 1367، وصححه البزار في البحر الزخار 10/ 100، وقال ابن كثير في البداية والنهاية 19/ 62: (إسناد قوي صحيح)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه 4/ 413: (إسناد صحيح، رجاله ثِقات)، وضعَّفه ابن القيم في المنار المنيف ص 149، والألباني في السلسلة الضعيفة 1/ 195. أخرجه أحمد رقم ( 23429 ) 38/ 424، وأبو داود رقم ( 4244 ) كتاب الفتن 4/ 288 وهذا لفظه، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع، لكن ذكر أن لفظة (خليفة الله) منكرة؛ ينظر: صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته حديث رقم ( 2995 ) 1/ 575. أخرجه مسلم رقم ( 2742 ) كتاب الرقاق باب 26، ص1256. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 79، والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه 1/ 182، والمزي في تهذيب الكمال 24/ 220، وقال الخطيب عقب إخراجه: (هذا حديث من أحسن الأحاديث معنى، وأشرفها لفظًا)، وقال ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله 2/ 984: (وهو حديث مشهور عند أهل العلم، يُستغنى عن الإسناد لشهرته عندهم)، وأورده ابن القيم في مفتاح دار السعادة بطوله، ثم تكلم عليه، وشرحه بكلام نفيس 1/ 403. أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة رقم ( 699 ) 1/ 536، والحاكم في المستدرك رقم ( 4530 ) كتاب معرفة الصحابة 3/ 90، والشافعي في الأم رقم ( 312 ) 2/ 318، والبيهقي في معرفة السنن والآثار رقم ( 375 ) 1/ 194. وقال الحاكم: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه )، وقال الذهبي في تلخيص المستدرك 3/ 79: ( صحيح ). فتح الباري 17/ 467. مفتاح دار السعادة لابن القيم 1/ 472. المصباح المنير ص95.



شارك الخبر

المرئيات-١