أرشيف المقالات

فوائد من قوله تعالى: (وهم يصطرخون فيها)

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2فوائد من قوله تعالى: ﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا ﴾
قال تعالى: ﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾ [فاطر: 37].
من فوائد الآية: 1- قوله: ﴿ يَصْطَرِخُونَ ﴾: مبالغةٌ في (يصرخون)؛ لأنه افتعالٌ من الصراخ، وهو الصِّياح بشدة وجهدٍ، فالاصطراخ مبالغة فيه؛ أي: يَصيحون من شدة ما نابَهم، ويَحسبون أن رفع الأصوات أقربُ إلى علم الله بندائهم، ولإظهار عدم إطاقة ما هم فيه[1]، والزيادة في بناء الكلمة دليلٌ على الزيادة في معناها، ولا تأتي زيادة حرف إلا وله معنى.
2- قوله: ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾: الاستفهام هنا للتقريع والتوبيخ[2]، وجاء مُتناسبًا مع السياق؛ لأن الله سبحانه امتنَّ عليهم بنعمة العمر، والإمهال في الدنيا، وكذلك امتنَّ عليهم بإرسال الرسل عليهم السلام يُنذرونهم ويرشدونهم، ومع ذلك لم يَستفيدوا من هذه النعم، ولم يُقدِّروها حقَّ قدرها.

3- قوله: ﴿ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾: فيه تأْييسهم من وجود أي نصير لهم[3]، وقطع جميع ما يُتعَلَّق به للخلاص من النار.
4- قوله: ﴿ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾: وصف الرسول بالنذير؛ لأن من أعظم مُهماته وأكبرها النَّذَارة[4].
5- استعمل سبحانه وتعالى لفظ ﴿ ذُوقُوا ﴾؛ لأنه أقوى في التأثير، وأشدُّ في الألم، فالذوق حاسة من حواس الإنسان يستعملها لاختبار عذوبة الماء والطعام وملوحته، ونحو ذلك مما سيَطعَمُه، أو يشربه، وهنا سيذوق طعمَ العذاب جميع الجسد.
6- أهمية الدعاء، وأنه ينفع إذا أراد الله، وهو هنا لم يُفدهم شيئًا؛ لأنه جاء في وقت متأخر، وجاء وقد حلَّ عليهم العذابُ، وجاء بعد أن حذَّرتْهم رُسُل الله وأنذرتْهم.
7- قوله: ﴿ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ﴾: فيه إبرازٌ لأهمية التذكير والنصح، ووعظ الناس، وبيان الحق لهم، وهذا من مهمَّات الرسل، ومَن بعدَهم مِن العلماء، وطلبة العلم والدعاة، ولا يتذكر إلا مَن أنارَ الله قلبَه، وأراد له الهدايةَ.
8- الآية تدلُّ على أهميَّة الحوار، وأنه مفيدٌ ومثمر لإقامة الحجة والبيان على الطرف الآخر، فالله سبحانه يحاور أهل النار، ويردُّ على أسئلتهم.
9- فائدة العلم الشرعي. 10- أهميَّة التوحيد. 11- أهميَّة طاعة الرسل، وأنَّها منجية من عذاب الله. 12- على الإنسان أن يستعمل عقله في التفكر والتدبُّر. 13- أهميَّة العمل الصالح.
14- قولهم: ﴿ أَخْرِجْنَا ﴾: الخروج من النار أمرٌ ليس بالسهل، ومن حُكِم عليه بالخلود في النار، فلن يَخرُجَ منها أبدًا. 15- لم يبقَ لأهل النار إلا الصراخ، والسؤال، والدعاء، لكنَّه كلَّه لا يُسمَع. 16- الدنيا عمل، والآخرة جزاء وحساب بلا عمل. 17- الدنيا مزرعة الآخرة.


[1] تفسير التحرير والتنوير؛ لابن عاشور 22 /318. [2] المرجع السابق 22 /319. [3] المرجع السابق 22 /320. [4] المرجع السابق.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن