أرشيف المقالات

فقه العلامة السيوطي من خلال تراجم أبواب كتابه: منهاج السنة ومفتاح الجنة

مدة قراءة المادة : 21 دقائق .
2فقه العلامة السيوطي من خلال تراجمِ أبواب كتابه: منهاج السنة ومفتاح الجنة   الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فمعلومٌ أن من أكابر علماء الحديث الذين عرَفتهم الأمةُ المحمدية، وأثروا المكتبة الإسلامية بالمؤلفات الحديثية، وفنونها التفصيلية: العلامة جلال الدين السيوطي ت 911 هـ - رحمه الله وطيب ثراه -.   ومن مؤلفاته النفيسة النادرة التي ظلت محتجبة عن الأنظار طيلة هذه الدهور والأعصار: كتاب: ((منهاج السنة، ومفتاح الجنة))[1]، الذي ألَّفه على نمط ((رياض الصالحين))؛ للإمام النووي رحمه الله، وطيب ثراه وضمنه: (( 7 )) كتب تشتمل على: (( 144)) بابًا[2]، فيها: ((1782)) حديثًا وأثرًا[3].   ويمتاز هذا الكتاب بأبوابه النادرة، وكونه احتفظ لنا تراجم العلامة السيوطي على أحاديث تلك الأبواب؛ مما يُبين لنا جانبًا مغفولًا عنه في شخصية العلامة السيوطي العلمية وجهوده في فقه السنة الشريفة وخدمتها، زِدْ على هذا المصادر النادرة العزيزة التي ينقل عنها، وكثيرٌ منها مفقود أو مخطوط لِما يُنشر بعد، كعادته رحمه الله في سائر تصانيفه نتيجة سَعة اطلاعه، وطول باعه، وقوة اضطلاعه، وما توفَّر له من نفائس المصادر وكنوز المراجع.   فأحببتُ أن أُلقي الضوء على هذا الكتاب النفيس، وعلى هذا الجانب المهم من خلال ذكر مقدمة الكتاب، ثم سرد جميع تبويبات العلامة السيوطي فيه، حتى يُيسر الله نشره، وتوفره بأيدي أهل العلم والباحثين، والله الموفق والمستعان.   مقدمة الكتاب: قال العلامة السيوطي رحمه الله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.   هذا ما اشتدَّت إليه حاجةُ المتعبدين، والمتصوفين[4]، والسالكين طريق الآخرة، والراغبين في محبة الله، والمعرضين عن زهرة الحياة الدنيا، مِن كتابٍ جامعٍ للسنن النبوية، والأخلاقِ المرضية، والآدابِ الزكية، القولية والفعلية، والآثار المصطفوية، سميته: ((منهاج السنة، ومفتاح الجنة))، واللهَ أسأل أن يمنَّ بقَبوله والإعانة عليه إنه ولي المِنَّة. ♦    ♦    ♦   انتهت المقدمة، وهذا مسردُ أبوابه وتراجمه[5]: 1- باب النية[6]. 2- باب إحياء السنة. 3- باب لزوم السنة وذم البدعة. ♦    ♦    ♦
1-كتاب العلم. 4- باب فضل العلم. 5- باب أدب العلم. 6- باب أدب الشيخ في الدرس. 7- باب طرح الشيخ المسائل على أصحابه ليَختبر ما عندهم من العلم. 8- باب من آداب العالم[7]. 9- باب أدب المتعلم. 10- باب قيام الطالب للشيخ، وقيام الشيخ للطالب الفاضل، وقيام الطلبة بعضهم لبعض. 11- باب ذم من أحب القيام، ومن يقوم الرجال على رأسه كما يقام بين يدي الملوك. 12- باب آداب الطالب في الدرس. 13- باب أدب الفتيا[8]. 14- باب إفتاء العالم بحضرة من هو أكبر منه. 15- باب وقار المفتي وتلقيبه. 16- باب[9]. 17- باب أدب الكتابة. 18- باب تعلم القرآن وآدابه. 19- باب العلوم الشرعية ثلاثة. 20- باب التفسير وآدابه. 21- باب الحديث وآدابه. 22- باب إملاء الحديث واتخاذ مترجم يعبر عنه، والمقابلة بعد الإملاء. 23- باب الفقه وآدابه. 24- باب علم الفرائض وآدابه. 25- باب علم اللغة. 26- باب الشعر. 27- باب أشعار العرب. 28- باب تعلم لسان غير العربية. 29- باب التاريخ وعلم الأولين. 30- باب علم الأنساب. 31- باب علوم الأوائل. 32- باب علم الطب. 33- باب علم النجوم[10]. 34- باب علم النجوم[11]. 35- باب الوعظ والقص وآدابه. 36- باب علم الباطن وعلم الحقيقة[12]. ♦    ♦    ♦
2-كتاب الطهارة: 37- باب آداب قضاء الحاجة. 38- باب آداب الاستنجاء. 39- باب المياه. 40- باب الأواني. 41- باب السواك. 42- باب المواضع التي يستحب فيها السواكُ. 43- باب آداب السواك. 44- باب آداب الوضوء. 45- باب استحباب ركعتين بعدَ الوضوء. 46- باب إسباغ الوضوء في البرد. 47- باب استحباب الوضوءِ من الذنب. 48- باب تجديد الوضوء. 49- باب المحافظة على الوضوء. 50- باب[13]. 51- باب آداب مسح الخف. 52- باب آداب الغسل. 53- باب آداب الحَمَّام. 54- باب آداب الجِماع. 55- باب ما يستحب الغسل منه. 56- باب التيمم. 57- باب آداب الحيض. 58- باب استحباب الثامنة في غسل نجاسة الكلب. 59- باب استحباب غسل موضع الحجامة. 60- باب مَن بالَ لم يُقطَع عليه بولُه. ♦    ♦    ♦
3-كتاب الصلاة: 61- باب حفظ حرمة من صلى. 62- باب أول تعلم المرء الصلاة. 63- باب حث الرقيق[14] على الصلاة. 64- باب أمر الأطفال بها. 65- باب المواقيت. 66- باب[15]. 67- باب الآداب في تسمية الصلوات. 68- باب الأذان. 69- باب آداب المؤذن. 70- باب ما يقول سامعُ المؤذن. 71- باب كراهة الخروج من المسجد[16]. 72- باب ستر العورة. 73- باب الصلاة على الخمرة والحصير ونحو ذلك. 74- باب الستر. 75- باب آداب المسجد. 76- باب[17]. 77- باب الأماكن[18] المكروهة. 78- باب صلاة الجماعة. 79- باب آداب الإمامة. 80- باب كراهة الإمامة[19]. 81- باب كراهة تدافع الإمام[20]. 82- باب آداب الائتمام. 83- باب آداب الصفوف. 84- باب[21]. 85- باب[22]. 86- باب إتيان الصلاة بالسكينة. 87- باب السنة عند الإقامة. 88- باب دعاء الافتتاح. 89- باب التأمين. 90- باب القراءة في الصلاة. 91- باب أذكار الركوع[23] والاعتدال والسجدتين والجلوس بينهما. 92- باب أذكار التشهد ودعواته. 93- باب جامع آداب الصلاة. 94- باب ما يُكره في الصلاة. 95- باب الخشوع في الصلاة. 96- باب سر الصلاة. 97- باب آداب السهو. 98- باب أدب من أحدث في الصلاة. 99- باب الذكر بعد الصلاة. 100- باب آداب المصرف[24] من الصلاة. 101- باب لا تُوصل صلاة بصلاة. 102- باب انتظار الصلاة بعد الصلاة. 103- باب الجلوس بعد الصبح للذكر حتى تطلع الشمس، وفضل الضحى[25]. 104- باب استحباب القصر في الصلاة. 105- باب آداب الجمع. 106- باب[26]. ♦    ♦    ♦
4-كتاب الجمعة: 107- باب آداب من أراد حضور الجمعة. 108- باب آداب الخُطبة. 109- باب آداب سامع الخُطبة. 110- باب آداب صلاة الجمعة. 111- باب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها[27]. 112- باب ما يفعل بعدَ الجمعة 113- باب بقية وظائف يوم الجمعة وليلتها[28]. ♦    ♦    ♦
5-كتاب العيد: 114- باب إحياء ليلة العيد[29]. 115- باب اللهو يوم العيد. 116- باب فضل العمل في عشر أيام ذي الحجة. 117- باب صلاة الكسوفين والآيات. 118- باب صلاة الاستسقاء. 119- باب آداب المطر والسيل والرعد والبرق والريح. 120- باب سجود التلاوة. 121- باب سجود الشكر وصلاته. 122- باب إحياء ليلة النصف من شعبان. ♦    ♦    ♦
6-كتاب صلاة النفل: 123- باب ركعتي الفجر. 124- باب رواتب الصلوات. 125- باب ركعتي الإشراق. 126- باب صلاة الضحى. 127- باب الوتر. 128- باب التراويح[30]. 129- باب صلاة التسبيح[31]. 130- باب صلاة الاستخارة. 131- باب صلاة الحاجة. 132- باب صلاة الزوال. 133- باب الصلاة بين الظهر والعصر. 134- باب الصلاة بين المغرب والعشاء. 135- باب صلاة الليل. 136- باب الصلاة عند الاهتمام بالأمور، وعند ضيق الرزق، وعند نزول الشدائد، وعند موت ولد أو قريب أو نحوه[32]. ♦    ♦    ♦
7-كتاب الجنائز: 137- باب أدب المرضى. 138- باب آداب الوصية. 139- باب أذكار المرض ورُقى الأمراض. 140- باب آداب الطاعون[33]. 141- باب التداوي. 142- باب عيادة المريض وآدابها. 143- باب آداب المحتَضرين[34]. 144- باب[35]. ♦    ♦    ♦
إلى هنا انتهت كتب الكتاب وأبوابه، وكتب الناسخ في نهاية المخطوط: آخر ما وجد بخط المصنف، فاستفدنا أنها نسخة نفيسة، ويبدو لي والله أعلم أن الإمام السيوطي رحمه الله لم يُتمه، والعلم عند الله تعالى؛ لأنه إذا كان قد وضعه للمتعبدين والفقراء، فلا أقل من أن يذكر كتاب الصوم مع كتاب العلم والطهارة والصلاة وتوابعها؛ لأن الفقراء غالبًا لا يحتاجون لفقه الزكاة لعدم بلوغ مالهم النصاب، ولا لفقه الحج لعدم استطاعتهم وفرضيته عليهم، لكن لا يستغني أحدٌ منهم عن الصوم، اللهم إلا لمن أبيح لهم الفطر للأعذار المفصلة في محلها كسائر الناس، أو لعل الإمام السيوطي أتم كتابه واكتفى بما مضى؛ لأن فرض الصيام مرة في العام، والله أعلم بحقيقة الحال، ونسأل صلاح البال، وحسن المآل. ♦    ♦    ♦
والحمد لله على توفيقه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، ومُتبعي نهجه وطريقه، وأستغفر الله لي ولوالدي ولمشايخي ولجميع المسلمين.   صورة غلاف المخطوط


[1] ذكره في فهرس مؤلفاته وفي غيره، وهو صحيح النسبة له بلا شك. [2] منها: (( 8 )) أبواب بدون ترجمة. [3] وهذا العد للأحاديث والآثار كتبه ناسخ المخطوط بعد تمامه. [4] يُطلقها العلماء ويريدون: الزهاد والفقراء المنقطعين للتعبد والذكر، ولكن لا يخفى ما في طرق الصوفية من المخالفات الشرعية، والمنهيات والمحرمات الردية، والأفعال والأقوال البدعية، بل قد تصل إلى الشركية، نسأل الله السلامة والعفو والعافية. [5] ويتنبه أن بعض الأبواب بدون ترجمة، اتَّبع فيها العلامة السيوطي منهج الإمام الهمام أبي عبدالله البخاري وطريقته في جامعه الصحيح. [6] هذا الباب والبابان بعده لم يقدِّم قبلها كتابًا، وجعل هذه الأبواب الثلاثة بمثابة المقدمة، كما قيل في صنيع الإمام البخاري أنه اكتفى بحديث النية عن المقدمة، والله أعلم. [7] في الأصل: العلم، ولعل ما أثبته هو المناسب، ولأنه سيعقبه: باب أدب المتعلم، وعادة المصنفين تقديم آداب العالم على آداب المتعلم، ولا يَخفى عنوان كتاب الإمام ابن جماعة رحمه الله: تذكرة السامع والمتكلم في أدب (وفي نسخ: آداب) العالم والمتعلم. [8] وللعلامة السيوطي كتاب بهذا العنوان، وصلنا عليه خطه ولله الحمد. [9] هكذا بدون ترجمة، كصنيع الإمام البخاري في صحيحه، كما سبق التنبيه عليه. [10] يعني: ما هو محمود منه فيما يتعلق بالمواقيت وتحديد القبلة والجهات، وما هو مذموم فيما يتعلق بالتنجيم وغير ذلك. [11] هكذا كرَّره في الأصل، وأورد تحته أحاديثَ أخرى تتعلق بها. [12] أورد فيه حديث موسى والخضر عليهما السلام في البخاري، يشير إلى العلم اللدني المذكور في القرآن، وقد غالى الصوفية في هذا الجانب فليتنبه. [13] هكذا بدون ترجمة. [14] في الأصل: الرفيق، وحديث الباب يدل على ما أثبته أعلاه. [15] بدون ترجمة. [16] يعني: بعد الأذان. [17] بدون ترجمة. [18] في الأصل: الأماكان، تصحيف. [19] في الأصل: الإمام. [20] هكذا، ولعلها: الإمامة.
كما في الباب الذي قبله. [21] بدون ترجمة. [22] بدون ترجمة. [23] في الأَصل: الرع. [24] لعلها: المنصرف. [25] للعلامة السيوطي جزء في فضل الضحى، أودعه في الحاوي. [26] بدون ترجمة. [27] وللعلامة السيوطي: الصلات والوفا في الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم، نشرته على شبكة الألوكة. [28] وللعلامة السيوطي: اللمعة في خصائص الجمعة، أورد فيه: 100 خصيصة، ونظمه غير واحد. [29] للمؤلف جزء في هذا الباب سماه: ضوء البدر، لم يُتمه. [30] وللمؤلف: المصابيح في التراويح، وقبله للسبكي. [31] وللمؤلف جزء فيها، وقبله للخطيب البغدادي. [32] وللإمام السيوطي مؤلفات مفردة في كل هذا: حصول الرفق بأصول الرزق، نظمت خلاصته في أرجوزة، ونشرتهما على شبكة الألوكة، وله: الأرج في الفرج، وله عدة كتب ومقامات في موت الأولاد. [33] وللمؤلف: ما رواه الواعون في الطاعون، ولشيخ الإسلام ابن حجر: بذل الماعون، ولغيرهما. [34] لابن أبي الدنيا كتاب مفرد بهذا العنوان. [35] بغير ترجمة.



شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير