أرشيف المقالات

آيات وفوائد

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
2آيات وفوائد   قال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ * وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 12 - 14].   من فوائد الآيات: 1- المقام بين يدي الله سبحانه يوم القيامة، أمرُه مَهيب ورهيب.   2- في ذلك الموقف الرهيب أصبح لدى المعاندين والمكابرين يقينٌ بما رأوه، وشاهدوه بأُمِّ أعينهم؛ ففي هذه الحال البئيسة والمزرية سألوا الرجعة للدنيا ليعملوا صالحًا.
3- قد كانت عندهم فرصة في زمن الإمهال، وكان لديهم الاختيار في دار الاختبار؛ لكنَّهم اختاروا الإجرام والإعراض، والاستكبار والتكاسُل عن أمر الله، والعداء السافر لرسالاته وشرعه[1].
4- لم يوقنوا في الدنيا اختيارًا، فأيقنوا في الآخرة إجبارًا واضطرارًا، فأبصروا حين لا ينفعهم البصر، وسمِعوا حين لا ينفعهم السَّمْع.
5- في معظم الآيات يُقدَّم السَّمْع على البَصَر إلَّا في آية قصة الكهف: ﴿ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 26]، وهذه الآية، والسبب لأن الساعة حين تأتي بأهوالها نرى الهول أوَّلًا ثم نسمع ما نراه[2]، فالذي يُدرك الشيء في تلك الأهوال أولًا هو البصر، ثم يأتي السَّمْع بعد ذلك، ولأنَّ ما في الآخرة من أمور وأهوال عِظام، تختلف عن الدنيا وما فيها: 6- يقول سبحانه: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ﴾، فهذا الجبر الذي تعتقدونه وَهْمٌ من أوهامكم، وهذه الأفعال السيئة إنما تقترفونها باختياركم، وهي من كَسْبِكم وسوف تُحاسَبون عليها، فيما لو أراد الله أن يُجبر لما أجبر إلَّا على الخير[3]، وأجبر على الهدى، ولكن الله سبحانه أعطى الإنسان القدرة على اختيار الطريق، إما طريق الهداية، وإما طريق الغواية، وهؤلاء اختاروا طريق الغواية بمحض إرادتهم واختيارهم؛ فندموا ولات ساعة مندم.
7- ذكر الله سبحانه ﴿ فذوقوا ﴾ مرتين، والذوق: وجود الطَّعْم بالفم، وأصله فيما يَقِلُّ تناوله دون ما يَكْثُر، فإن ما يَكْثُرُ منه يُقال له: الأكل، واختير في القرآن لفظ "الذوق" في العذاب؛ لأن ذلك - وإن كان في التعارف للقليل - فهو يَصْلُحُ للكثير، فخصَّه بالذكر ليعُمَّ الأمرين، وكثُر استعماله في العذاب[4].
8- ذكر الله النسيان هنا لهؤلاء المجرمين؛ للإهمال وعدم الالتفات لهم، وليس لهم قيمة ولا وزن عنده سبحانه، جزاءً وفاقًا لما أعرضوا عن آيات الله، واستكبروا على رسله.
9- في يوم القيامة تتوقف الأحلام، وتتبخَّر الأمنيات، ولم يبْقَ إلا المجازاة على الأعمال، وقبلها رحمة الحيِّ القيوم لعباده المؤمنين.
10- في حال الإقرار بالذنب، والتقصير في العمل، غالبًا ما يُنكِّس الإنسان رأسه، فيَطلُب حينها العفوَ والصفح، فهي صورة مُعبِّرة لحال الذُّلِّ والمهانة للمجرمين.
11- العذاب لهؤلاء عذابان: عذاب الإهمال والنسيان لهم، وعذاب النار، بمعنى أنَّ العذاب مضاعف لهم، وليس عذابًا واحدًا.
12- الهداية نوعان: هداية توفيق وإلهام، وهي من الله سبحانه، والنوع الثاني: هداية دلالة وإرشاد، وهي من البشر، وأَولى الناس بهداية الدلالة والإرشاد هم الرسل عليهم الصلاة والسلام.
13- حَقَّ القولُ من الله سبحانه أن يَملأ النار من الجنِّ والإنس ممَّن كفر وعاند وتكبَّر على رُسُله.
14- بسبب أعمالهم السيئة خُلِّدوا في النار. 15- أهمية العمل الصالح، وأنه من أسباب دخول الجنة.


[1] من 1 - 3 مستفاد من موقع طريق الإسلام، مقال بعنوان: "مع القرآن، من لقمان إلى الأحقاف- ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾؛ لأبي الهيثم محمد درويش. [2] من 4 - 5 مستفاد من خواطر قرآنية؛ أيمن الشعبان، موقع صيد الفوائد. [3] أحاديث رمضان 1417هـ، تفسير آيات سورة السجدة، الدرس (40 - 59) موقع الدكتور محمد راتب النابلسي. [4] المفردات في غريب القرآن؛ للراغب الأصفهاني، ص 332، مادة ذَوَق.



شارك الخبر

المرئيات-١