أرشيف المقالات

لا تقنط أيها المسلم بضيق الحال

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
2لا تقنط أيها المسلم بضيق الحال   لا شكَّ أن المشاكل والهموم تتراكم في وِجدان الإنسان، مع توالي الأيَّام والسنين، ومن ثم تضيق به النهايات، حتى يظنَّ البعض أنه وصل إلى طريق مسدودة، وأنه لا أمل له في تجاوُز عُسْر الحال، وضَنْك الحياة.   ومع أن الإنسان لا بد له من أن يُكابد، وأن عليه أن يتكيَّف مع تداعيات الحال، على قاعدة ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]- فإن ضغوط الحياة اليومية المعاصرة فاقَتْ قُدرة الكثير من الناس على التحمُّل، وذلك بتسارُع إيقاعات التطور التقني والصناعي، وما خلَّفته المدنية الراهنة من ارهاصات شاقَّة، وضجيج صاخب، بلَّد المشاعر، وجفَّف الحسَّ الرُّوحي، وفاقم مشاعر القنوط والإحباط، وذلك بالرغم من كل الإنجازات التي أفرزتْها العصرنة، في الجانب الإيجابي من مخرجاتها المتتالية.   ومع ذلك كله، فإن الإنسان المؤمن بالله، لا يستسلم لمشاعر الإحباط والقنوط، ولا يسمح للانكفاء أن يتسلَّل إلى حياته؛ ليتقاعس عن الكد، والعمل المنتج، ويغيب عنه التطلُّع المؤمن بعون الله على قاعدة ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، وذلك هو ما يُحفِّزه على التحمُّل، وامتصاص كل ما قد تَحمله له الأيام من مُنغِّصات.   ولذلك فلا بد للمسلم اليوم من أن يحرِص على وَضْع الحياة بكل مُنعطفات محطاتها، الإيجابية منها والسلبية، في سياقها الصحيح، على قاعدة ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النساء: 77] باعتبار أن الحياة مجرد أيام وسنين، وينبغي استغلالها في طاعة الله، واستثمارها في إعمار الأرض على النحو الذي يُحقِّق الصلاح فيها، والفلاح في الآخرة، وبذلك يتخطَّى المسلم بنجاح كلَّ آثار المنعطفات السلبية في الحياة، مهما كانت شاقَّة، ومهما بَدَتْ مؤلمةً.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن