أرشيف المقالات

أضواء على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

مدة قراءة المادة : 15 دقائق .
2أضواء على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم
التمهيد لبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم: في الحديث الشريف ((أنا أولى الناس بعيسي ابن مريم في الدنيا والآخرة))؛ ذلك لأنه آخر مُرسَل قبل النبي عليه الصلاة والسلام، ففي هذه الفترة اختلف الناس اختلافًا كثيرًا؛ فمنهم من عَبَد النار، ومنهم من عَبَد الأوثان...
إلخ، وقليل من كان على دين إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، ثم إن العرب على الأخصِّ فشا فيها عادات سيئة وفظائع كبيرة، فكانوا في أشد الحاجة إلى ذلك النور الساطع الذي يُضيء عِمَايتهم، ويُنير سبيلهم.   وقُرب مولده صلى الله عليه وسلم شاع بينهم أنه سيُرسَل رسولٌ اسمه محمد، وصفته كذا وكذا وكان كثيرٌ منهم يترقَّب أن تكون الرسالة له؛ ولكن الله أعلم حيث يجعل رسالته.   ولما أراد الله أن يَمُنَّ على هذا العالم بالهداية، وينقذهم من الضلالة، بعث فيهم هذا النبي الكريم الأحساب، الطاهر الأنساب.   نسبه الشريف هو محمد بن عبدالله بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن حكم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.   وهذا المعلوم من أجداده، وأما الباقي فمُخَتلف فيهم، إلَّا أن نسبهم ينتهي إلى إسماعيل أبي العرب وابن إبراهيم الخليل عليهما أفضل الصلاة والسلام، وأمَّا أُمُّه فهي آمنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهيرة بن حكيم، وقد طَهَّر الله نسبه الشريف إلى أبينا آدم كما في الحديث الصحيح، فلم يزل ينتقل صلى الله عليه وسلم من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الكريمة حتى اقترب ميلاده، فزوَّج عبدالمطلب ابنه عبدالله (وكان أحَبَّ أولاده إليه) من آمنة بنت وهب، وسِنُّه ثماني عشرة سنة، وهي يومئذٍ من أفضل نساء قريش حَسَبًا ومَوْضِعًا، ولما دخل عليها حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يلبث أن تُوفِّي بعد الحمل بشهرين، وترك جاريةً تُدْعى أُم أيمن وخمسةً من الإبل، وكان شابًّا عاقلًا حسيبًا، ولما تمَّت مدة الحمل وضعت ذلك المولود الكريم الذي استبشر العالم بوجوده، وظهر عند مولوده خوارق عادات، منها تَصَدُّع إيوان كسرى، وخمدت نار فارس، وكانت ولادتُه في صبيحة الاثنين 12 ربيع سنة 571 م، فكَفَلَه جدُّه عبدالمطلب، وأرضعته حليمة السعدية، ومكث في بيتها أربع سنوات، كانت الخيرات مِدرارًا عليهم في هذه المدة، وجاءه وهو يلعب مع أخيه من الرضاع مَلَكانِ في صفة رجلين عليهما ثياب بيض، فقال أحدُهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم، فأضْجَعاه، وشَقَّا بطنه، وأخذا منه حَظَّ الشيطان وطرحاه، وهذا سبب ردِّ حليمة إيَّاه إلى أُمِّه خوفًا عليه.   ثم إن أُمَّه ماتَتْ وهو في السادسة من عمره، وفي يُتْمِه حكمة عالية فكَفَلَه جدُّه عبد المطلب، وكان يُكرِمُه غاية الإكرام إلى أن مات وهو في الثامنة من عمره، فكَفَلَه شقيق أبيه أبو طالب، وكان رحيمًا، وعليه غَيورًا، وكان مُقِلًّا فباركَ الله له في قليله، وكان صلى الله عليه وسلم في بيت عمِّه مثال العِفَّة والقناعة، وهو راضٍ قانع بما يقسمه الله له، وكان يرعى الغنم مع إخوته من الرضاع في البادية.   سفره إلى الشام لما بلغ سنه اثنتي عشرة سنة ذهب مع عمِّه بتجارة إلى الشام، وكان تاجِرًا شريفًا، فنزلوا بُصْرى بأرض الشام، فأبصره الراهب بَحِيرا، فبشَّر أبا طالب بأنه سيكون لغلامه هذا شأنٌ عظيمٌ؛ وذلك لأنه رأى عليه علامات النبوَّة المذكورة في التوراة ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89].   ولما سمِعت السيدة خديجة بأمانته وصِدْقه، وكانت من شريفات العرب وأُولات الثروة فيهن - رغبت أن يتجر لها بمالها، ويُقاسمها الربح، فذهب بتجارتها وعمره خمس وعشرون سنة مع عبدها مَيْسرة إلى الشام، فربحت تجارتها ربحًا لا نظير له، ورجع إلى مكة بعد أن شاهد مَيْسرة فيه من دلائل الخير ما أدهشه، فلما رأت سيدته ذلك عرضت عليه أن يتزوَّجها، وكانت تأبى الزواج بكثير من الأشراف، وكان عمرُها أربعين سنة فقَبِل وخطبها له عمُّه، فكانت خيرَ قرينةٍ له، ومُعِينة له برأيها ومالها وجاهها، ورُزِق منها أولاده إلَّا إبراهيم فمن مارية القبطية.   حاله قبل البعثة كان يرعى الغنم مع إخوته من الرضاع وهو طفل، ولَمَّا رجع إلى مكة كان يرعاها لأهلها على قراريط، وفي الحديث الشريف: قَالَ: ((مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ))، وفي ذلك حكمة بالغة؛ فمن رعاية الغنم كان يَتعيَّش وأيام تجارته لخديجة كان يأكل من نتيجة عمله.   وأما سيرته قبل البعثة فكان أحْسَنَ قومِه خُلُقًا، وأصْدَقَهم حديثًا، وأعْظَمَهم أمانةً، وأشَدَّهم مروءةً حتى سمَّاه قومُه الأمين.   وأرادت قريش هدم الكعبة لسيلٍ جارف صدَّع جدرانها ثم تبنيها بنفقة طيبة ليس فيها مهر بغيٍّ، ولا بيع ربا، وعندما أرادوا وَضْعَ الحجر الأسود اختلفوا اختلافًا كاد يفضي بهم إلى الحرب الشعواء؛ لولا أن قال لهم عاقلٌ منهم: حَكِّموا مَنْ ترضونه في أمركم هذا، فاتَّفقوا على أن يحكِّمُوا أول داخل، فكان هو الأمين المأمون عليه الصلاة والسلام، وكانت سِنُّه خمسًا وثلاثين سنة، فلما أخبروه الخبر بسط رِداءه، ووضَعَ فيه الحَجَر، وقال: لتأخذ كلُّ قبيلةٍ بطرف ففعلوا، حتى إذا انتَهوا إلى موضعه أخذه بيده الشريفة، ووضعه مكانه، فكان لهذا الفعل جميل الأثر.   وعلى الجملة فكان قبل البعثة معصُومًا من كل دنسٍ، وموصوفًا بكل فضيلة، وذلك ليُعِدَّه اللهُ للوظيفة العظمى، ومَنحه الله قبل البعثة منحًا عظيمة، منها تظليل الغمام له، وتسليم الأحجار والأشجار عليه، كما سخَّر الله الجمادات للأنبياء من قبله.   بدء الوحي لَمَّا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة، وهي سِنُّ الكمال، أرسله الله للعَالَمِين بشيرًا ونذيرًا؛ ليُحِقَّ الحقَّ ويُبطِل الباطل ولو كرِه الكافرون، ولَمَّا كان من الصعب على البشر تلقِّي الوحي بغتةً مهَّد اللهُ لنبيِّه تمهيدًا؛ ليُسهِّل له الأمر، فكان يرى الرؤيا الصالحة، وحبَّب إليه الخلاء؛ لتصفو نفسُه، وتَبعد عن دنس الخَلْق، فكان يتعَّبَد بغار حِراء على دين أبيه إبراهيم الليالي ذوات العدد من عشر إلى شهر، وبينما هو قائمٌ في بعض الأيام إذ ظهر له جبريل، ثم قال له: اقرأ، فقال: ((ما أنا بقارئ))، فإنه عليه الصلاة والسلام أمِّيٌّ (وفي ذلك حكمة)، فأخذه فغَطَّه حتى بلغ منه الجَهد، ثم قال له: اقرأ، فقال: ((ما أنا بقارئ)) حتى إذا أرسله الثالثة، فقال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1].   فرجع عليه السلام يرجف فؤاده، ودخل على خديجة، وقال: ((زمِّلوني زمِّلوني))، فزمَّلوه حتى ذهب الرَّوْع، وأخبر خديجة الخبر، وقال لها: ((لقد خشيتُ على نفسي))، فقالت: كلَّا والله، ما يُخزيك الله أبدًا، إنك لَتَصِل الرَّحِمَ، وتحمل الكَلَّ، وتكَسب المعدوم، وتقري الضعيف، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به إلى ابن عمِّها ورقة بن نوفل، وكان قد تَنَصَّر فى الجاهلية، فلمَّا قصَّ عليه القصص، قال: هذا الناموس الذى أَنزله الله على موسى، ثم قال: يا ليتني فيها جذعًا إذ يُخرجك قومك، قال: ((أومُخْرِجيَّ هم))، قال: لم يأتِ رجلٌ قطُّ بمثل ما جئت به إلا عُودِي.   ثم فَتَر الوحي حتى اشتدَّ شوق النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وبينما هو يمشي إذ سمِعَ صوتًا من السماء، فرفع بصره إليه، فإذا الملك الذي جاءه بحِراء جالس بين السماء والأرض؛ فرعب منه رعبًا شديدًا، وقال: ((دَثِّروني دَثِّروني))، فأُنزِل عليه قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴾ [المدثر: 1 - 7].   الدعوة سرًّا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة أهل بيته، فأسلمت خديجة، وأسلم مولاه زيد بن حارثة، وابن عمِّه علي، ثم أسلم صديقه الوفيُّ أبو بكر، وكان حسن المجلس، طيِّب الحديث، وجعل يدعو من يثق به سرًّا، فأسلَم على يده عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد وطلحة؛ فكانوا هم السابقين الأوَّلين، وبهم انتشر الإسلام، ثم صار صلى الله عليه وسلم يدعو الناس سرًّا حتى بلغوا نحو الأربعين، فانضمَّ إليهم عمر بن الخطاب بعد إنكاره الشديد على الإسلام، ثم عمُّه حمزة، وبهما أعزَّ اللهُ الإسلام.   ولم يزَل يدعو الناس نحو ثلاث سنين حتى نزل عليه قوله تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94]، فصعِد إلى الصفا، وجعل يُنادي حتى اجتمع الناس، فقال:­­ ((أرأيتُم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تُغِير عليكم، أكنتُم مُصَدِّقيَّ؟))، قالوا: نعم، ما جرَّبنا عليك كذبًا، قال: ((فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديد))، فقال عمُّه أبو لهب: تبًّا لك، ألِهذا جمعتنا؟! فأنزل الله قوله تعالى: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 1 - 5]، ثم نزل قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، فجمعهم ونصحهم، فقالوا كلامًا ليِّنًا إلا خصمه اللَّدُود أبا لهب، فقال: "خذوا على يديه قبل أن يجتمع عليه العرب"، فقال أبو طالب: "والله لنَمْنَعَنَّه ما بقينا"، ثم انصرَفوا.   ولَمَّا جهر بالدعوة استهزؤوا به، وذهبوا إلى عمِّه أبي طالب، فطلبوا منه إمَّا الإخلاء بينهم وبينه، وإما كَفَّه عمَّا يقول، فردَّهم ردًّا جميلًا، فانصرفوا، وسار صلى الله عليه وسلم في طريقه، لا يَثْنِي عزمَه تلك الأحقادُ، وهذه العداوة التي يُضمرونها له لأسباب كثيرة، منها انصراف العرب عنهم، ومنها حُبُّ الرياسة، ومنها العناد واللجاج، ولَمَّا ضاقت بهم الحيلة ذهبوا إلى أبي طالب، وقالوا له: إما أن تكفَّه، وإمَّا أن نُنازلك وإيَّاه حتى يهلك أحد الفريقين، فكلَّمه عمُّه في ذلك، فقال: ((والله يا عم، لو وضَعُوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر، ما فعلت حتى يُظهره الله أو أهلَكَ دونه)).   ثم اشتدَّ إيذاء قريش له، وكان من أعظمهم أذى جماعة سمَّاهم الله بالمستهزئين، منهم أبو جهل، خطب فيهم فقال: إني أعاهد الله، لأجْلِسَنَّ له غدًا بحَجَرٍ، لا أُطيق حمله، فإذا سجد رضَخْتُ به رأسَه، فسُرُّوا لذلك، ولما كان الغد احتمل حَجَرًا عظيمًا، ودنا به من النبي وهو ساجد، ثم رجع منهزِمًا، منتقع اللون من الفزع، فقالوا: مالك يا أبا الحكم؟ قال: عُرِض لي فحل لم أرَ مثلَه، وهَمَّ أن يأكلني، فلمَّا علِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، قال: ((ذاك جبريل ولو دنا لأخذه))، وفي أبي جهل نزل قوله تعالى: ﴿ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ﴾ [العلق: 15]، ومنهم الوليد بن المغيرة عم أبي جهل وقد نزل فيه ﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴾ [المدثر: 11]، وكل هؤلاء انتقم الله منهم أشَدَّ انتقام في الدنيا، ولهم أشدُّ الجزاء في الآخرة.   وكما أُوذِي النبي صلى الله عليه وسلم، أُوذِي كثيرٌ من أصحابه؛ لاتِّباعهم النبي صلى الله عليه وسلم، خصوصًا من لم تكن له عشيرة تَحميه، فكانت قوة الإيمان تحوط بهم، وتحول بينهم وبين الكفر، وكانت العاقبة أن مكَّنهم الله في الأرض وأعزَّهم.   ولما رأوا أن الأذى لم يُزِدْهم إلَّا يقينًا اجتمعوا للشورى فيما بينهم، وقام إليه سيد فيهم، وقال له: "يا بن أخي، إنك من خيارنا نَسَبًا، وقد فعلت كيت وكيت، إن كنت تريد مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد به شَرَفًا سوَّدْناكَ علينا، حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به مُلْكًا ملَّكْناكَ علينا، وإن كان بك مَسٌّ من الجنِّ طلبنا لك الطِّبَّ، وبذلنا فيه أموالنا، ولما فرغ قرأ عليه الرسول أول سورة فصلت، فذهب إليهم وقال لهم: "لقد سمِعْتُ كلامًا، ما هو بالسِّحْر ولا الكهانة، وليكونَنَّ له شأنٌ، فخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، ثم عرضوا عليه أن يشاركهم ويشاركونه، فنزلت سورة الكافرون، فاقترحوا عليه أن يحذف من القرآن ما يُسَفِّه آلهتهم، فنزل قوله تعالى: ﴿ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ﴾ [يونس: 15]، ثم تُوفِّيت السيدة خديجة فحزِنَ لأجلها الرسول حزنًا شديدًا، وبعد وفاتها بشهرين تُوفِّي عمُّه أبو طالب أشد الناس نُصرةً له مع أنه لم ينطق بالشهادتين، فاشتدَّ إيذاءُ قريش للنبي حتى صاروا ينثرون التراب فوق رأسِه، فأكرمه الله تعالى بالإسراء والمعراج، ونزل عليه جبريل برسالة من ربِّه، وقال: إن الله أمرني أن أطيعك في قومك لِما صنعوه معك، فقال: ((اللهم اهْدِ قومي، فإنهم لا يعلمون))، فقال جبريل: صدق من سمَّاك الروؤف الرحيم.   وكان رسول الله يَعرِض نفسه على القبائل في المواسم والأسواق، فكان بعضهم يؤمن، وبعضهم يردُّ ردًّا قبيحًا، وكان من القبائل الأولى التي أسلمت الأوس والخزرج، فأسلموا وعاهدوه على النُّصرة، ولما رجعوا إلى المدينة أسلم كثيرٌ منهم، فسمَّاهم النبيُّ الأنصارَ، حتى جاء الأمر بالهجرة.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢