أرشيف المقالات

مقدمة كتاب الرسائل المهذبة في المسائل الملقبة لأبي حفص عمر بن الوردي

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
2مقدمة كتاب الرسائل المهذبة في المسائل الملقبة لأبي حفص عمر بن الوردي المتوفى 749 هـ مقدمة الكتاب: الحمد لله الَّذِي رفع لأهل العلم منارًا، وأفاض على طالبيه من جامع أسرارهم أنوارًا، أحمده حمدًا يُوافِي ما تزايَدَ من النِّعَم، وأشكره على ما أَولى من الفضل والكرم، وألتجئ إليه لتيسير كلَّ عسير، والصلاة والسلام على نبيِّه وحبيبه ورسوله، صلاةً وسلامًا يَليقان بمقامه، وعلى آله وصحبه والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:   فإن علم المواريث من أهم علوم الشريعة؛ لذا حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تعلُّمه وتعليمه وبيَّن أنه أوَّل العلوم اندراسًا، فكان لزامًا علينا تعلُّمه وتعليمه، لأهميته وفضله ومكانته؛ لأنه يتعلَّق بحقوق الناس؛ كي لا يظلم المسلم أخاه.   ومما يُبيِّن أهميته ما كان من عادة العلماء في ترتيب العلوم، من تقديم حفظ كتاب الله عز وجل، ثم علم المواريث، فكانوا في مجالس التحديث لا يكتبون في الذي حضر مجلس التحديث حتى يُعرَف بين طلبة الحديث أنه قد حفظ القرآن، ثم تعلَّم المواريث؛ ولذلك كانوا إذا جلس معهم الفتى للحديث، قالوا له: هل تعلمت القرآن؟ فإذا قال: لا، قالوا: ارجع وتعلَّم القرآن، وإذا حفظ القرآن، ثم رجع بعد ذلك، قالوا له: هل تعلَّمت الفرائض؟ فإن قال: لا، قالوا: ارجع فتعلم الفرائض.   ونظرًا لهذه الأهمية فقد عظُمت رغبتي في أن تكون لي جهود في خدمة هذا العلم، فشرح الله صدري لتحقيق بعض كتب الأقدمين، فوقَعت بين يدي أربع نسخ خطية للرسائل المهذَّبة في المسائل الملقبة لابن الوردي، وهي أول أثر وصل إلينا في الملقَّبات؛ لكنها لم تكن محقَّقة من قبل، فبدأتُ مستعينًا بالله عز وجل بتحقيق هذه المنظومة التي جمع معلوماتها، وهذَّب كلماتها، ونظم ألفاظها ابن الوردي، فخرجتْ - بفضل الله تعالى - واضحة العبارة، غزيرة الفائدة، حتى أصبحت المرجع الأولى الذي لا يستغني عنه طالبُ علم المواريث وخاصة الملقَّبات منها، فاحتوت على أربع وعشرين مسألة، فهي بحق السُلَّم الذي يرتقي به طالب علم المواريث إلى المطولات.   وقد اقتضت طبيعة العمل تقسيمه إلى قسمين: القسم الأول: القسم الدراسي، وكان في ثلاثة مباحث: المبحث الأول: التعريف بالإمام ابن الوردي، وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: الإمام ابن الوردي: اسمه، ولقبه، وكنيته، وولادته. المطلب الثاني: شيوخه، وثناء العلماء عليه، ومؤلفاته. المطلب الثالث: زهده، وتوليه المناصب، وشعره، ووفاته.   المبحث الثاني: التعريف بمنظومة الرسائل المهذَّبة في المسائل الملقبة، وفيه مطلبان: المطلب الأَول: تحقيق اسم الكتاب، وتوثيق نسبته إِلى ابن الوردي. المطلب الثاني: أَهمية منظومة (الرسائل المهذبة في المسائل الملقبة)، والأَعمال العلمية عليها.   المبحث الثالث: المنهج المتَّبع في التحقيق ووصف النُّسَخ الخطية، وفيه مطلبان: المطلب الأول: المنهج المتَّبع في التحقيق. المطلب الثاني: وصف النُّسَخ الخطيَّة.   أما القسم الثاني: النص المحقَّق.   وفي الختام فإني أسأل الله تعالى العون على الكمال والصيانة من الخطأ في المقال، وأن يجعل هذا العمل نافعًا للمشتغلين به، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير، وإني سائلٌ مَن حسُن ظنُّه، وسَلِمَ من داء الحَسَد قلبُه، إذا عثر على شيء زلَّ به القلمُ - أن يصلحه ويدرأ بالحسنة السيئةَ؛ لأن الإنسان محل النسيان، وأن الصفح عن عثرات الضعاف مِن شِيَمِ الأشراف، وإني بالعجز مُعترف، وبالخطأ والتقصير مُتَّصف.   اللهم اجعَل هذا العمل خالصًا لوجهك الكريم، واجْزني به وإخوتي ومشايخي أعظم الجزاء، إنك أنت الكريم الجواد.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣