أرشيف المقالات

اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)

مدة قراءة المادة : 17 دقائق .
2اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)   تقرَّر عند أهل العلم أن محبة الله تعالى لعبده ناشئةٌ من محبة هذا العبد لربه سبحانه؛ لأنه لم يخلق على الحقيقة إلا ليعرف الله فيحبه، ويتفانى في التقرُّب إليه بما أمر به، وتجنُّب ما نهى عنه، وهذه مرتبة لا يبلغها إلا موفق؛ يقول الشيخ السعدي رحمه الله: "ومحبة الله هي روح الأعمال، وجميع العبودية الظاهرة والباطنة ناشئةٌ عن محبة الله، ومحبة العبد لربه فضلٌ من الله وإحسان، وليست بحول العبد ولا قوَّته، فهو تعالى الذي أحبَّ عبده، فجعل المحبَّة في قلبه، ثم لما أحبَّه العبد بتوفيقه، جازاه الله بحبٍّ آخر"، وهو ما أشار إليه ابن القيم رحمه الله في نونيَّته حيث قال: وهو الذي جعَل المحبةَ في قلو *** بِهم وجازاهم بحبٍّ ثان
فإذا أحبَّكَ الله سدَّدَكَ، وكان النور الذي يُنير طريقك، والهداية التي تبلغ بها مُرادك، وبحبِّه لك، يستجيب دعاءك؛ قال تعالى في الحديث القدسي: ((وما تقرَّب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته، كنت سَمْعَه الذي يسمَع به، وبصَرَه الذي يُبصر به، ويَدَه التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه))؛ البخاري.
قال ابن بطال رحمه الله: "وجه ذلك، أنه لا يحرك جارحة من جوارحه إلا في الله ولله، فجوارحه كلها تعمل بالحق، فمن كان كذلك، لم ترد له دعوة".
وهذه اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده، تكون لنا بمثابة الاختبار، الذي به نعرف مقدار مكانتنا عند الله، وبه نزن نسبة حب ربنا لنا، حتى يرتقي المشمِّرون، ويُشمِّر المتأخِّرون. ما زال يلهَج بالرحيل وذكره حتى أناخ ببابه الجمَّال فأصابه متيقظًا متشمِّرًا ذا أهبة لم تُلهه الآمال   نذكر منها علامتين في هذا الجزء، ونرجئ الباقي إلى الجزء الثاني إن شاء الله.
1- الحمية من الدنيا، والاقتدار على ترك حبها، والتنزُّه عن الانشغال بملذَّاتها وشهواتها: وهذه منقبة عظيمة، لا يُؤتاها إلا من غلبت محبة الله ورسوله في قلبه محبةَ ما سواهما، ولقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا أنا عملته أحبَّني الله، وأحبَّني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك))؛ صحيح سنن ابن ماجه.

فإن فاتك من الدنيا شيء، فلا تأسَ عليه، ما دامت معك محبة الله لك، التي قد تمنعك أحيانًا الدنيا لما يريده تعالى لك من رفعة عما يتخاصم الناس من أجله، وتنزه عما يتقاتل الناس في سبيله، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبُّه، كما تحمون مريضكم من الطعام والشراب، تخافونه عليه))؛ أحمد، وهو في صحيح الجامع.
قال المناوي رحمه الله: "إنما يحميه لعاقبة محمودة، وأحوال سديدة مسعودة"، فقد تكون الدنيا مشغلة لك عن عبادة ربك، أو صارفة لك عن مراقبته، أو مزيغة لك عن طريقه، وفي صحيح سنن الترمذي عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: "ابتلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالضرَّاء فصبرنا، ثم ابتلينا بالسراء بعده فلم نصبر".
وفي الحديث الشريف؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الخلق، وعفَّة مطعم))؛ أحمد وهو في صحيح الجامع.
وليس معنى هذا أن تتنزَّه عن المباح من الدنيا، فتترك أسباب العيش، وتفضِّل التقشُّف ولُبس البالي والمرقَّع، إنما المقصود التحذير من أن تشرئبَّ الأعناق إلى هذه الدنيا الفانية، وتمتلئ بها العيون حتى تصير الشغل الأعلى، والهدف الأسمى؛ ولذلك حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أُمَّته من مغبَّة الافتتان بالمال الذي سيبتلي الله به أُمَّته، فقال: ((إن لكل أُمَّة فتنةً، وفتنة أمتي المال))؛ صحيح سنن الترمذي.
وحذَّر صلى الله عليه وسلم من أن تؤدي كثرة الأموال إلى التنافس فيها، وقصر الهمة على تحصيلها، فقال: ((أبشروا وأمِّلُوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تُبسَط عليكم الدنيا كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم))؛ متفق عليه.

أما أن يفتح الله عليك الدنيا، فتستعمل ما أوتيت في حقِّه، وتراقب الله في إنفاقه، فذلك حسن محمود؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالًا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار))؛ متفق عليه.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [آل عمران: 14] قال: "اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه"؛ البخاري.ذ
قال ابن بطال رحمه الله: "فيه أن زهرة الدنيا ينبغي لمن فُتحت عليه أن يحذَر من سوء عاقبتها، وشر فتنتها، فلا يطمئن إلى زخرفها، ولا ينافس غيره فيها".
ومتى ما علم المؤمن أن المال ابتلاء وفتنة، رغب فيما عند الله من الأجر، واستعد بماله لسؤال القبر؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد؛ أي: الأغنياء محبوسون))؛ متفق عليه؛ أي: بسبب طول زمن حسابهم، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا))؛ مسلم.

فما أهلك كثيرًا من الناس اليوم إلا حب الدنيا وملذَّاتها، وما أعشى أبصارهم إلا زينتها وزخرفها. النفس تجزع أن تكون فقيرةً والفقرُ خيرٌ من غنًى يُطغيها وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبتْ فجميعُ ما في الأرض لا يَكفيها
2- الابتلاء بالشدائد والمحن، والتمحيص بالمصائب والإحن: والابتلاء: هو الاختبار والامتحان؛ قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35]، قال ابن منظور: "ابتلاه الله: امتحنه، والاسم: البَلْوى، والبلوة، والبِلْية، والبليَّة، والبلاء".
وحياة الإنسان بعامة قائمة على الابتلاء؛ قال تعالى:﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [الإنسان: 2]، وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]؛ أي: في مكابدة ومعاناة في هذه الدنيا، التي قال عنها علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "دار أولها بكاء، وأوسطها عناء، وآخرها فناء"؛ ولكنه فناء يعقبه حساب وجزاء.
ولو أنا إذا متْنا تُرِكْنا لكان الموتُ راحةَ كلِّ حي ولكنا إذا متنا بُعثنا ونسأل بعدها عن كلِّ شي
فكم غني ابتلاه الله بالفقر! وكم صحيح ابتلاه الله بالسقم! وكم قوي ابتلاه الله بالضَّعف! وكم رفيع ابتلاه الله بالخمول والوضع! وهذه سنة الله في خلقه، ليعلم الصادق من الكاذب، وليعلم الصابر من الجازع؛ قال تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3]، وقال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214].
وما دام الإنسان مختلطًا بغيره، محتكًّا ببني جنسه، فلينتظر البلاء والامتحان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرًا من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم))؛ صحيح سنن ابن ماجه.
والابتلاء عام في أولياء الله وخُلَصائه، وما يزال منطلقًا صعودًا وانحدارًا بحسب منسوب الإيمان قوةً وضعفًا؛ قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاءً؟ قال: ((الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى العبد على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة، اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقَّة، ابتُلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة))؛ صحيح سنن ابن ماجه.

ويقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك (يتألم من الحمى)، فوضعت يدي عليه، فوجدت حرَّه بين يدي فوق اللحاف، فقلت: يا رسول الله، ما أشدَّها عليك؟ قال: ((إنا كذلك يُضعَّف لنا البلاء، ويُضعَّف لنا الأجر))، قلت: يا رسول الله، أي الناس أشدُّ بلاءً؟ قال: ((الأنبياء))، قلت: يا رسول الله، ثم من؟ قال: ((ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليُبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يجوبها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء، كما يفرح أحدكم بالرخاء))؛ صحيح سنن ابن ماجه.
ومن حكم ابتلاء المؤمنين: أ‌) تمحيص الله لهم، وتخليص صفِّهم من الدخلاء والانتهازيين، ممن يوهمون الناس بصدق عبادتهم، وخلوص عقيدتهم، حتى إذا ابتلوا، سقطوا في أول اختبار، فأبانوا عن زيف معدنهم، وفساد طينتهم؛ قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ [آل عمران: 179]، قال الألوسي رحمه الله: "ما يتركهم على ذلك الاختلاط، بل يقدر الأمور، ويرتِّب الأسباب، حتى يعزل المنافق من المؤمن".
ب) لبيان حقيقة صبرهم وتحملهم، حين يبتلون بالخوف بعد الأمن، والجوع بعد الشبع، والفقر بعد الغنى، والاستيحاش بفقد الأقرباء والأحبَّة بعد الأنسة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].
ج) رفعًا لدرجاتهم، وتدليلًا على محبة الله لهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط))؛ صحيح سنن ابن ماجه.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يرد الله به خيرًا يصب منه))؛ البخاري.
د) ويأتي الابتلاء بمثابة مكفِّر للخطايا، ومُرمِضٍ للسيئات، ومُوضِعٍ للآثام؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها))؛ متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما يصيب المسلم من نصب (تعب)، ولا وصب (مرض)، ولا هم، ولا حزن، ولا أذًى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه))؛ متفق عليه.

فقد تصيبك شوكة، فتزيلها بكل سهولة، ولأنك صبرت لها، وتحمَّلت ألمها في سبيل الله، تكون إزالتك لها مسحًا لذنب ارتكبته، أو دفعًا لضُرٍّ وقيته، وقد تعثر العثرة الخفيفة، فتعلم أنها ابتلاء من الله، فتحمده عليها، فيكفِّر الله بها من خطاياك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قاربوا وسدِّدوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفَّارة، حتى النكبة (العثرة) ينكبها، أو الشوكة يشاكها))؛ مسلم.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته فقلت: إنك لتوعك وعكًا شديدًا.
قال: ((أجل، كما يوعك رجلان منكم))، قال: لك أجران؟ قال: ((نعم، ما من مسلم يصيبه أذًى: مرض فما سواه، إلا حطَّ الله سيئاته كما تحط الشجرة ورقها))؛ متفق عليه.
قال الغزالي رحمه الله: "قال عيسى عليه السلام: لا يكون عالِمًا من لم يفرح بدخول المصائب والأمراض عليه، لما يرجوه من ذلك من كفَّارة خطاياه".
ه) وقد يكون الابتلاء تعجيلًا لهم للعقوبة على الذنب في الدنيا، لتسلم لهم آخرتهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله بعبده الخير، عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر، أمسك عنه بذنبه حتى يوفى به يوم القيامة))؛ صحيح سنن الترمذي.
بل قد تكون للعبد منزلة عظيمة عند الله؛ لكن لم يبلغها بعمله، فيزيد الله في بلائه حتى يبلغه منزلته؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم صبره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى))؛ صحيح سنن أبي داود.   ثمانية لا بد منها على الفتى ولا بد أن تجري عليه الثمانيهْ سرورٌ وهم واجتماعٌ وفرقة ويسرٌ وعسرٌ ثم سقمٌ وعافيهْ
ومن الابتلاءات المكفرات، هذه الأمراض التي عمَّت وطمَّت، فإذا ابتلاك الله تعالى بمرض السكري، فاعلم أنك لم تصب وحدك، فمعك مصاب واحد من كل 11 شخصًا من البالغين في العالم، وعدد المصابين بالسكري اليوم أكثر من 451 مليون شخص، أزيد من مليونين منهم في المغرب، ومن المتوقع أن يصل العدد الإجمالي العالمي إلى 693 مليونًا بحلول عام 2045.
وإذا ابتلاك الله بارتفاع ضغط الدم، فاعلم أنك لم تصب وحدك، فمعك أزيد من مليار مصاب بهذا المرض حول العالم، كلهم يعانون كما تعاني، ويألمون كما تألم، منهم قرابة 40% من المغاربة؛ بل هو مرض يهدد حياة مليار شخص ونصف في العالم مطلع سنة 2025م.

وإذا كانت بك مسحة من الحزن، بفعل مشاكل الحياة وصعوباتها، فإن أزيد من 400 مليون شخص من مختلف الأعمار حول العالم ارتقى بهم الحزن إلى درجة الاكتئاب.

وقل مثل ذلك في الابتلاءات المرضية الأخرى، التي يحوِّلها إيمان المسلم من محن إلى منح وفرص، تستوجب اللجأ إلى الله عز وجل الذي يختبر عبده الذي يحبه بمثل هذه الشدائد ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [محمد: 31]. قال شيخ الإسلام رحمه الله: "مصيبة تقبل بها على الله، خيرٌ من نعمة تُنسيك ذكر الله".   هوِّن عليك فكل الأمرِ ينقطع وخلِّ عنك ضبابَ الهمِّ يندفع فكلُّ همٍّ له من بعده فرجٌ وكلُّ كربٍ إذا ما ضاق يتَّسِع



شارك الخبر

ساهم - قرآن ١