أرشيف المقالات

ثناء الله على القرآن العظيم

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2ثناءُ اللهِ على القرآنِ العظيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده.
أثنى الله تعالى على كتابه العزيز في آيات كثيرة، ممَّا يدلُّ على عظمته، كما وَصَفَه «بالعظيم» في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87].   وَوَصَفَه «بالإحكام» في قوله تعالى: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود: 1].   وذَكَرَ «هيمنته على الكتب السابقة» في قوله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ [المائدة: 48].   فهذا الكتاب هو المهيمن الحافظ لمقاصد الكتب المنزلة قبله، الشاهد المؤتمن على ما جاء فيها، يُقِرُّ الصَّحيح فيها، ويُصَحِّح الخطأ.   وَوَصَفَه في أُمِّ الكتاب بأنه «عليٌّ حكيم» في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [الزخرف: 4].
فهذه شهادةٌ من الله تعالى بِعُلوِّ شأن القرآن وحكمتِه.   ولا ريب أنَّ من عظمة القرآن: أنَّه ﴿عليٌّ﴾ في مَحَلِّهِ، وشَرفِه، وقَدرِه، فهو عالٍ على جميع كتب الله تعالى؛ بسبب كونه معجزاً باقياً على وجه الدَّهر[1].   ومعنى الحكيم: المنظوم نَظْماً مُتقناً لا يعتريه أيُّ خلل في أيِّ وجه من الوجوه، فهو حكيم في ذاته، حاكم على غيره.   والقرآن ﴿حَكِيمٌ﴾ كذلك فيما يشتمل عليه من الأوامر، والنَّواهي، والأخبار، فليس فيه حُكْمٌ مُخالف للحِكمة، والعدل والميزان[2].   ومن ثناء الله تعالى على القرآن أنْ وَصَفَه في ثلاث سور بأنه «كتاب مبارك»[3].   فبركة هذا الكتاب تمتد إلى يوم القيامة فعطاؤه نامٍ لا ينفد...
يواكب الحياةَ بهذا العطاء، ثمَّ يأتي شفيعاً لأصحابه.


[1] انظر: التفسير الكبير (27 /167). [2] انظر: تفسير السعدي (4 /437). [3] تأمَّل نماذجَ لذلك في أرقام آيات السور التالية: (الأنعام: 92، 155)، (الأنبياء: 50).



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن