أرشيف المقالات

متابعة الإمام في الصلاة

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2متابعة الإمام في الصلاة   عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه أَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ أَرَ أَحَدًا يَحْنِي ظَهْرَهُ، حَتَّى يَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَبْهَتَهُ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ يَخِرُّ مَنْ وَرَاءَهُ سُجَّدًا.   تخريج الحديث: الحديث أخرجه مسلم (474)، وأخرجه البخاري في كتاب "الأذان" "باب متى يسجد من خلف الإمام" (690)، وأخرجه أبو داود في كتاب "الصلاة" "باب ما يؤمر به المأموم من اتباع الإمام" (620)، وأخرجه الترمذي في كتاب "الصلاة" "باب ما جاء في كراهية أن يبادر الإمام بالركوع والسجود (281)، وأخرجه النسائي في كتاب "الإمامة" "باب مبادرة الإمام" (828).   شرح ألفاظ الأحاديث: "لَمْ أَرَ أَحَدًا يَحْنِي ظَهْرَهُ"؛ أي: يحني ظهره للسجود، وفي الرواية الأخرى عند مسلم: "لا يَحنو أحدٌ منا ظهره".   قال النووي: "كلاهما صحيح، فهما لغتان حكاهما الجوهري وغيره، حنيت وحنوت؛ لكن الياء أكثر، ومعناه عطفته"؛ [شرح مسلم (4/ 414)].   من فوائد الحديث: الفائدة الأولى: الحديث دليلٌ على مشروعية متابعة الإمام، وعدم جواز مسابقته - وتقدَّم بيان ذلك في حديث التهديد بصورة الحمار- وأن المشروع ألَّا ينتقل من الركن إلى الذي يليه حتى يصل الإمام إلى الركن الذي يليه، ووجه ذلك في حديث الباب: أن السجود - وهو من أطول الانتقالات - كان الصحابة رضي الله عنهم لا يحنو أحدٌ ظهرَه حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم ساجدًا على الأرض، وهذه صورة المتابعة المشروعة، وهي المرادة في حديث أنس المتقدِّم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما جُعِل الإمام ليُؤتمَّ به...))، وفيه: ((وإذا سجد فاسجدوا))؛ متفق عليه؛ أي: إذا وصل إلى السجود فاسجدوا، وليس المراد: إذا شرع في الهوي.   الفائدة الثانية: الحديث دليل على أن المعتبر في المتابعة أفعال الإمام؛ لقول البراء رضي الله عنه: "حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض"، فإن عُدم ذلك فالمعتبر القول؛ لأن القول والجهر به شُرع لإعلام المأمومين بالانتقال، ولأن مشاهدة أفعال الإمام لا تحصل إلا لمن كان خلفَه مباشرة.   قال شيخنا العثيمين: "فإن قُدر أن الإمام انتهى من التكبير قبل أن يصل إلى الأرض، وأنت تشاهده، فلا تسجد حتى يصل إلى الأرض ...
ومثله بقية الأركان"؛ [شرح صحيح البخاري (3/ 348)].   الفائدة الثالثة: الحديث دليلٌ على أن المصلي إذا كان خلف الإمام، فإنه ينظر إلى إمامه لا موضع سجوده، والأمر في هذا واسع، والنظر إلى موضع السجود أحرى بالخشوع، وإن احتاج إلى النظر لإمامه فلا حرج.   مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الصلاة).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١