أرشيف المقالات

حكم الاستعاذة وألفاظها

مدة قراءة المادة : 97 دقائق .
2حكم الاستعاذة وألفاظها
أولاً: حكم الاستعاذة عند قراءة القرآن جمهور أهل العلم على أنَّ الاستعاذة مستحبة عند قراءة القرآن وبعض أهل العلم ينقل الإجماع على عدم الوجوب [1] والصحيح أنَّه لا إجماع فقال بوجوب الاستعاذة عطاء بن أبي رباح [2] وابن حزم وهو رواية عند الحنابلة ونسب للثوري [3].
فعن أنس رضي الله عنه قال: قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: « أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر ﴾» [4]
وجه الاستدلال: لم يذكر أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ فيحمل الأمر في قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ﴾ على الاستحباب [5].
ثانياً: ألفاظ الاستعاذة لقراءة القرآن الأول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهو مذهب جمهور أهل العلم فهو مذهب عمر وروي عن أبي بكر وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم واختاره عطاء بن أبي رباح [6] وهو مذهب الأحناف [7] والمالكية [8] والشافعية[9] ورواية في مذهب الحنابلة [10] وهو مذهب القراء واختاره ابن حزم[11] وابن القيم [12] ونقل بعضهم الإجماع على تفضيله والصحيح أنَّه لا إجماع [13].
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ﴾ [ النحل: 98 ].
وجه الاستدلال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هو ظاهر القرآن فمن استعاذ به امتثل الأمر.   الدليل الثاني: عن سليمان بن صُرَد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب أحدهما، فاشتد غضبه حتى انتفخ وجهه وتغير: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي يَجِدُ لو قال: أعوذ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ...
»[14]. وجه الاستدلال: هذا أصح حديث ورد في لفظ الاستعاذة وصحة ما عداه من الأحاديث محل خلاف. الرد: إذا ثبت الحديث لا يرد بسبب حديث أقوى منه إلا في حال التعارض وعدم إمكان الجمع.   الدليل الثالث: عن سويد بن غفلة قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول على المنبر: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قال: « إنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلا أحب أن أترك ذلك ما بقيت » [15].
الدليل الرابع: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله السميع العليم فقال لي: قل: « أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى جِبْرِيلَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ فَقَالَ لِي: قُلْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
ثُمَّ قَالَ لِي: جِبْرِيلُ هَكَذَا أَخَذْتُ عَنْ مِيكَائِيلَ وَأَخَذَهَا مِيكَائِيلُ عَنِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ » [16]. الرد: هذا الحديث والذي قبله لا يصحان.   الدليل الخامس: عن ابن عمر رضي الله عنهما ؛ أنَّه كان يتعوذ يقول: « أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم » [17]. الرد: لا يصح.   ولفظ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هو ظاهر القرآن ولم أقف على أحد قال بعدم استحباب الاستعاذة بهذا اللفظ إنَّما الخلاف في قول أعوذ أو أستعيذ ويأتي.   الثاني: اللهم إنِّي أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه قال به: إسحاق بن راهوية [18] وابن المنذر [19].
الثالث: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه قول لبعض الشافعية [20] وقول للحنابلة [21]. الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِين ﴾.   الدليل الثاني: عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبر ثلاث مرات، ثم قال: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»، ثلاث مرات «وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» ثلاث مرات، ثم قال: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ» [22].
الدليل الثالث: عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل في صلاة، فقال: «اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا - ثلاثاً - سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا - ثلاثاً - اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ» [23].   الدليل الرابع: عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ» [24].   الدليل الخامس: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل واستفتح صلاته وكبر قال: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ»، ثم يقول: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» ثلاثاً، ثم يقول: «اللَّهُ أَكْبَرُ» ثلاثاً، ثم يقول: «أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ» [25].   الدليل السادس: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم: «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ وَنَفْخِهِ وَهَمْزِهِ وَنَفْثِهِ» [26].   الدليل السابع: عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة قال: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ»، وإذا تعوذ قال: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ هَمْزِ الشَّيْطَانِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ» [27].   الدليل الثامن: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ» [28].   الدليل التاسع: عن الحسن قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل قال: «اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا» مرتين، ثم يقول: «اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا»، ثم يقول: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» ثلاث مرات، ثم يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ نَفْثِهِ وَنَفْخِهِ وَهَمْزِهِ» [29].   الدليل العاشر: عن ابن مسعود رضي الله عنه: «أنَّه كان يتعوذ في الصلاة من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه » وتقدم في حديثه المرفوع. وجه الاستدلال: بينت الأحاديث السابقة صفة الاستعاذة في الآية.   الرد من وجهين: الأول: ما تقدم من الأحاديث المرفوعة الموصولة والمرسلة ضعيفة لكن ضعفها ليس بشديد - عدا حديث عمر رضي الله عنه - فيقوي بعضها بعضاً وأقوى الوارد أثر ابن مسعود رضي الله عنه وروي مرفوعاً ورواية الوقف أقوى والله أعلم.   ففي الجملة الاستعاذة بالله من الشيطان من همزه ونفخه ونفثه ثابتة بمجموع ما تقدم مرفوعاً موصولاً ومرسلاً وموقوفاً أمَّا بعض الألفاظ كلفظ أعوذ بالله أو اللهم إنِّي أعوذ بك وغيرها فالأحاديث السابقة مختلفة في هذا والله أعلم.   الثاني: الاستعاذة ثبتت في السنة بألفاظ مختلفة. تنبيه: تقدم قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: همزه المؤتة يعني: الجنون، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشعر" وفيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي. وقول: عطاء وعمرو بن مرة: همزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشعر.   الرابع: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وهذا قول للأحناف [30] وقال به ابن القيم وهو مرجوح عنده [31]. الدليل: قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ﴾. وجه الاستدلال: ﴿ فَاسْتَعِذْ ﴾ أمر من الله بالاستعاذة، فإذا قال: أستعيذ، تحصل الموافقة للقرآن [32].
الرد من وجوه: الأول: أعوذ بالله خبر ويفيد الدعاء بخلاف أستعيذ بالله فهو دعاء أي أطلبه أن يعيذني مثل أستغفر الله [33].
الثاني: أستعيذ طلب العوذ، وقوله أعوذ مثال مطابق لمقتضاه أما قربه من لفظه فمهدر [34]. الثالث: ﴿ فَاسْتَعِذْ ﴾ أي اسأل الله تعالى أن يعيذك من وساوسه ومقتضاه أعوذ بالله ففي قوله ليوافق القرآن نظر[35]. الرابع: لم يرد هذا اللفظ في الآيات التي فيها الاستعاذة ولا الأحاديث المرفوعة ولا الآثار الموقوفة [36].   الرد: في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: « أول ما نزل جبريلُ على محمد صلى الله عليه وسلم قال: يا محمد استعذ، قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم ».   وفي مرسل أبي العالية - في قصة مظاهرة زوج خولة منها رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ...
». الجواب: يأتي أنَّ الحديثين ضعيفان.   الخامس: اللهم أعوذ بك من الشيطان الرجيم قال بهذا ابن عمر رضي الله عنهما: فعن نافع كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: «اللهم أعوذ بك من الشيطان الرجيم» [37].
السادس: ربنا إنَّا نعوذ بك من الشيطان الرجيم روي عن أبي هريرة رضي الله عنه: فعن صالح بن أبي صالح أنَّه سمع أبا هريرة رضي الله عنه وهو يؤم الناس رافعاً صوته «ربنا إنَّا نعوذ بك من الشيطان الرجيم» في المكتوبة إذا فرغ من أم القرآن" [38].
السابع: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إنَّ الله هو السميع العليم قال به أبو عبد الله مسلم بن يسار البصري [39] ونسب للثوري والأوزاعي [40] وهو رواية في مذهب الحنابلة [41]واختاره بعض القراء [42].
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ﴾.
الدليل الثاني: قوله تعالى﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ﴾[فصلت: ٣٦].
وجه الاستدلال: في هذه الاستعاذة الجمع بين الآيتين. الرد: قول: إنَّ الله هو السميع العليم؛ ثناء، ومحل الثناء قبل التعوذ لا بعده [43].   الجواب من وجهين: الأول: هذا اللفظ عام في الصلاة وغيرها. الثاني: هذا من باب الثناء ولا محذور فيه شرعاً بل هو محبوب لله ففي الفاتحة ثناء على الله.   الثامن: أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم قال به بعض القراء [44] يأتي دليله في اللفظ الذي يليه.
التاسع: أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إنَّ الله هو السميع العليم قول لبعض المالكية [45] وهو اختيار بعض القراء [46]. الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ﴾. الدليل الثاني: قوله تعالى ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ﴾.
وجه الاستدلال: يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم على ظاهر الآية الأولى والآية الثانية. تقتضي أن يلحق بالاستعاذة وصف الله بأنَّه هو السميع العليم في جملة مستقلة بنفسها مؤكدة بحرف إنَّ [47].
العاشر: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم روي عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم وقال به الحسن البصري [48] وروي عن سفيان بن عيينة [49] وقال به عبد الرحمن بن مهدي [50] وهو قول لبعض الأحناف[51] وبعض المالكية [52] وبعض الشافعية[53] ورواية عند الحنابلة [54] وقال به بعض القراء [55].   الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ﴾. وجه الاستدلال: يقدر المستعاذ منه فيقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم [56].
الدليل الثاني: تقدم في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ثم يقول: «أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ» وجه الاستدلال: فيه زيادة « السَّمِيعِ الْعَلِيمِ » وهي زائدة على الآية [57]. الرد: تقدم أنَّ المحفوظ أصل الحديث أعوذ بالله من الشيطان من همزه ونفخه ونفثه.   الدليل الثالث: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: أول ما نزل جبريلُ على محمد صلى الله عليه وسلم قال: "يا محمد استعذ، قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم"، ثم قال: قل: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ثم قال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق ﴾ [العلق: 1] [58].   الدليل الرابع: عن عائشة رضي الله عنها قالت: «جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف وجهه وقال: " أَعُوذُ بِالسَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ﴾ الْآيَةَ، [النور: ١١] » [59].
الدليل الخامس: عن معقل بن يسار رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ثُمَّ قَرَأَ الثَّلَاثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ، وَكَّلَ اللهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُمْسِيَ، إِنْ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَاتَ شَهِيدًا، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي كَانَ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ » [60].   الدليل السادس: عن أبي العالية رفيع بن مهران الرياحي - في قصة مظاهرة زوج خولة منها رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ﴾إلى آخر الآية [المجادلة: 1] » [61]. وجه الاستدلال: في الأحاديث السابقة الاستعاذة بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. الرد: الأحاديث السابقة لا تصح.   الدليل السابع: عن ابن عمر رضي الله عنهما كان يتعوذ يقول: « أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ». وجه الاستدلال: كالذي قبله. الرد: لا يصح عن ابن عمر رضي الله عنهما وتقدم المحفوظ عنه لفظ: «اللهم أعوذ بك من الشيطان الرجيم».   الدليل الثامن: عن عطاء، عن ابن عباس، رضي الله عنهما « أنَّه كان يقول عند نهقة الحمار: بسم الله الرحمن الرحيم، أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم » [62]. وجه الاستدلال: كالذي قبله. الرد: الأثر لا يصح.   الحادي عشر: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إنَّ الله هو السميع العليم قال به بعض الشافعية [63]وهو رواية عند الحنابلة [64]. الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ﴾.   الدليل الثاني: قوله تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم ﴾.   الدليل الثالث: تقدم في حديث أبي سعيد رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ». وجه الاستدلال: في هذه الاستعاذة الجمع بين ما ورد في الآيتين والحديث [65].
الرد من وجهين: الأول: تقدم أنَّ المحفوظ أصل الحديث.
الثاني: ذُكِر السميعُ العليمُ أولاً، فلا معنى لتكراره [66].   الجواب من وجهين: الأول: يأتي أنَّ أي لفظ فيه ذكر الاستعاذة يصح.   الثاني: هذا من باب الثناء وتقدم أنَّه لا محذور فيه.   الثالث: الآية الثانية تقتضي أن يلحق بالاستعاذة وصف الله بأنَّه هو السميع العليم في جملة مستقلة بنفسها مؤكدة بحرف إنَّ [67].
الثاني عشر: أعوذ بالله السميع العليم الرحمن الرحيم من الشيطان الرجيم، وأعوذ بك رب أن يحضرون أو يدخلوا بيتي الذي يؤويني قال به ابن جريج [68]. تأتي أدلته في الذي بعده.   الثالث عشر: ربِ أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك ربِ أن يحضرون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إنَّ الله هو السميع العليم قال به طاوس بن كيسان [69].
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِين * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُون ﴾ [المؤمنون: ٩٧ - ٩٨].   الدليل الثاني: قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ﴾.
الدليل الثالث: قوله تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم ﴾.
وجه الاستدلال: هذه الاستعاذة فيها امتثال أمر الله بالاستعاذة في الآيات الثلاث.   الرابع عشر: أعوذ بالرحمن من الشيطان قول لبعض الشافعية [70]. الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ﴾.
الدليل الثاني: قوله تعالى: ﴿ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: ١٨]. وجه الاستدلال: فيه الاستعاذة بما في الآيتين ويحصل التعوذ، بكل ما اشتمل على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم [71]
الخامس عشر: أعوذ بكلمات الله من الشيطان الرجيم وهو قول لبعض الشافعية [72]. الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ﴾.
الدليل الثاني: عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما، ويقول: « إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ» [73]. وجه الاستدلال: كالذي قبله [74].
السادس عشر: أعوذ بالله العلي (أو القوي) من الشيطان الغوي نسب لمحمد بن الحنفية [75] وهو قول لبعض المالكية [76] وبعض الشافعية [77]. الأدلة ما تقدم من الاستعاذة بالله من الشيطان.   السابع عشر: أعوذ بالله المجيد من الشيطان المريد قال ابن جزي [78] وهي محدثة وقال ابن عطية: لا أقول فيه نعمت البدعة ولا أقول إنَّه لا يجوز [79].
الثامن عشر: التعوذ بكل ما اشتمل على الاستعاذة بالله من الشيطان. بعض ألفاظ الاستعاذة السابقة لم ينقل فيها دليل من السنة ولا من عمل الصحابة رضي الله عنهم إنَّما هي استنباط من نصوص الاستعاذة فيحصل التعوذ بكل ما اشتمل على الاستعاذة بالله من الشيطان وهو قول عطاء بن أبي رباح[80] ومذهب الشافعية [81] والحنابلة [82] وقال به إسحاق بن راهوية [83] وابن المنذر [84] وشيخ الإسلام ابن تيمية [85] والظاهر أنَّه مذهب المالكية [86].   الدليل: قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ﴾. وجه الاستدلال: الآية مطلقة في الاستعاذة [87] بدلالة ما تقدم من اختلاف ألفاظ الاستعاذة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضي الله عنهم فبأي لفظ استعاذ المستعيذ صحت استعاذته.   التاسع عشر: التعوذ من ضيق المقام يوم القيامة سئلت عائشة رضي الله عنها ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح به قيام الليل؟ قالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان يكبر عشراً، ويحمد عشراً، ويسبح عشراً، ويستغفر عشراً، ويقول: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي» ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة " [88].


[1] انظر: تفسير الطبري (17/ 294) والمحلى (3/ 247) والمبسوط (1/ 88) ونخب الأفكار (3/ 541) والمحيط البرهاني (1/ 357) وفتح القدير للعاجز الفقير (1/ 252) وتبيين الحقائق (1/ 291) والبناية شرح الهداية (2/ 216) والبحر الرائق ومنحة الخالق (1/ 542) والعناية شرح الهداية (1/ 290) وتفسير ابن عطية (1/ 58) والأذكار للنووي ص: (68) وتفسير ابن كثير (2/ 586) وتفسير الخازن (3/ 98) وتحفة الحبيب (2/ 216) وأضواء البيان (1/ 325). [2] رواه عبد الرزاق (2574) عن ابن جريج، عن عطاء قال: «الاستعاذة واجبة لكل قراءة في الصلاة أو غيرها»، قلت له: من أجل: ﴿ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ﴾؟ قال: «نعم»، قلت: فأقول: بسم الله الرحمن الرحيم، أعوذ بالله السميع العليم الرحمن الرحيم من الشيطان الرجيم، وأعوذ بك رب أن يحضرون أو يدخلوا بيتي الذي يؤويني قال: وقبل ما أبلغ من هذا القول كثيرًا ما أدع أكثره قال: «يجزئ عنك لا تزيد على أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» إسناده صحيح. [3] انظر: المحلى (3/ 247) والفروع (1/ 413) وكشاف القناع (1/ 335) والمبسوط (1/ 88) وفتح الباري لابن رجب (6/ 430) ومنحة الخالق (1/ 542). [4] رواه مسلم (400). [5] انظر: البحر الرائق (1/ 542). [6] انظر: [7] انظر: بدائع الصنائع (1/ 203) والبحر الرائق (1/ 542) والمحيط البرهاني (1/ 357) وفتح باب العناية (1/ 245). [8] انظر: الذخيرة (2/ 22) وتفسير القرطبي (1/ 62) وتفسير ابن جزي (1/ 47( ومنح الجليل (1/ 267). تنبيه: مذهب المالكية يكره التعوذ في الصلاة المفروضة ويجوز في قيام رمضان ويستحب لقراءة القرآن. انظر: أحكام القرآن لابن العربي (3/ 158) وشرح التلقين (2/ 573) والذخيرة (2/ 21) والشرح الصغير (1/ 224). [9] انظر: الأم (1/ 107) والحاوي (2/ 103) والعزيز (1/ 490) والمجموع (3/ 323). [10] انظر: المغني (1/ 519) وشرح الزركشي على الخرقي (1/ 174) والفروع (1/ 413) والمبدع (1/ 433). قال المرداوي في الإنصاف (2/ 47) (ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) أكثر الأصحاب على أنَّه يستعيذ، كما قال المصنف. [11] انظر: المحلى (3/ 247). [12] انظر: زاد المعاد (1/ 206). [13] قال ابن الجزري في النشر (1/ 243) المختار لجميع القراء من حيث الرواية (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) كما ورد في سورة النحل فقد حكى الأستاذ أبو طاهر بن سوار وأبو العز القلانسي وغيرهما الاتفاق على هذا اللفظ بعينه، وقال الإمام أبو الحسن السخاوي في كتابه جمال القراء إنَّ الذي عليه إجماع الأمة هو: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، وقال الحافظ أبو عمرو الداني أنَّه هو المستعمل عند الحذاق دون غيره. ([14] ) رواه البخاري (6115) ومسلم (2610). [15] رواه المستغفري في فضائل القرآن (550) حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر الفقيه حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي حدثنا عباد بن أحمد بن عبد الرحمن العرزمي حدثني عمر عن أبيه عن جابر عن يزيد بن مرة عن سويد بن غفلة قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول على المنبر: فذكره وإسناده ضعيف. عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي المعروف بالأستاذ جامع مسند أبي حنيفة ضعفه شديد قال ابن الجوزي: قال أبو سعيد الرواس: يتهم بوضع الحديث وقال أحمد السليماني: كان يضع هذا الإسناد على هذا المتن، وهذا المتن على هذا الإسناد، وهذا ضرب من الوضع وقال أبو زرعة والدارقطني: ضعيف وقال الحاكم: هو صاحب عجائب وأفراد عن الثقات وقال الخطيب: لا يحتج به وقال الخليلي: لين ضعفوه.
ومحمد بن الحسين بن حفص الخثعمي ثقة.
وعباد بن أحمد العرزمي ضعفه شديد قال الدارقطني متروك.
ويزيد بن مرة الجعفي ضعيف قال البخاري لا يصح حديثه وقال أبو المحاسن الحسيني فيه نظر.
وجابر هو ابن يزيد الجعفي وضعفه شديد.
وسويد بن غفلة ثقة وبقية الرواة لم أعرفهم. [16] رواه الثعلبي في تفسيره (16/ 122-124) عن أبي الفضل محمّد بن أبي جعفر الخزاعي عن أبي الحسن عبد الرحمن بن محمّد وابن الجوزي - وعنه ابن الجزري بإسناده في النشر في القراءات العشر (1/ 245) - عن أبيه عن أبي الحسن علي بن يحيى البغدادي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري عن هناد بن إبراهيم النسفي عن محمود بن المثنى بن المغيرة عن أبي عصمة محمد بن أحمد السجزي يرويانه عن أبي محمد عبد الله بن عجلان بن عبد الله الزنجاني عن أبي عثمان إسماعيل بن إبراهيم الأهوزاي [ وفي رواية ابن الجوزي عن أبي عثمان سعيد بن عبد الرحمن الأهوازي ] عن محمد بن عبد الله بن بسطام ورواه - انظر: النشر في القراءات العشر (1/ 244) - أبو الفضل الخزاعي عن المطوعي عن الفضل بن الحباب يرويانه - محمد بن عبد الله بن بسطام والفضل بن الحباب - عن روح بن عبد المؤمن عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن سلام (بن سليمان أبي) المنذر [ وفي رواية ابن الجوزي سلام بن المنذر] عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش - يروونه مسلسلاً بالاستعاذة - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله السميع العليم فقال لي: فذكره وإسناده ضعيف. روح ومن فوقه من الرواة محتج بهم.
وإسماعيل بن إبراهيم أو سعيد بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الله بن بسطام لم أقف لهما على ترجمة. وقال الألباني في الضعيفة (3903) قال الجزري عقبه: حديث غريب جيد الإسناد من هذا الوجه.
قلت [الألباني]: هذا مسلم لو سلم ممن دون الفضل بن الحباب، وليس كذلك؛ فإنَّ المطوعي متكلم فيه، واسمه الحسن بن سعيد بن جعفر أبو العباس، قال الذهبي في الميزان: حدث عنه أبو نعيم الحافظ، وقال: في حديثه وفي روايته لين.
وقال أبو بكر بن مردويه: ضعيف...
والراوي عنه ضعيف أيضاً، وهو أبو الفضل الخزاعي، واسمه محمد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل؛ أورده الذهبي أيضاً، فقال: ألف كتاباً في قراءة أبي حنيفة، فوضع الدارقطني خطه بأنَّ هذا موضوع لا أصل له.
وقال غيره: لم يكن ثقة...
وأبو عصمة هذا مجهول لم نجد له ترجمة في شيء من المصادر التي تحت أيدينا.
ومثله: أبو عثمان سعيد بن عبد الرحمن الأهوازي [وسماه في رواية الثعلبي: إسماعيل بن إبراهيم]، ومحمد بن عبد الله بن بسطام؛ لم أعرفهما.
وأما أبو محمد عبد الله بن عجلان بن عبد الله الزنجاني؛ فقد أورده الجزري في طبقاته...
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول أيضاً.
وجملة القول؛ أنَّ الحديث ضعيف؛ لأنَّ مدار الطريق الأولى على مجهولين، والطريقين الأخريين على أبي الفضل الخزاعي وهو متهم، كما تقدم، فلا يصلح شاهداً للطريق الأولى، فلا يغتر أحد بقول الفاسي وغيره؛ إنَّ طرقه تقوت بتعددها. [17] رواه ابن أبي شيبة (1/ 237) حدثنا حفص، عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه؛ كان يتعوذ يقول: فذكره ورواته ثقات. لكن حفص بن غياث تغير حفظه بعد ما تولى القضاء وخالف في لفظه وشك فيه ورواية محمد بن بكر البرساني وعبد الرزاق عن ابن جريج أرجح وتأتي بلفظ « اللهم أعوذ بك من الشيطان الرجيم » والله أعلم. [18] انظر: مسائل حرب - الصلاة تحقيق أحمد الغامدي - ص: (58). [19] انظر: [20] انظر: كفاية النبيه في شرح التنبيه (3/ 105). [21] انظر: شرح العمدة لابن تيمية - صفة الصلاة تحقيق الشيخ عبد العزيز المشيقح ص: (104). [22] رواه أحمد (21673) حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة ح (21675) حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا شريك عن يعلى بن عطاء، عن رجل حدثه أنَّه، سمع أبا أمامة الباهلي رضي الله عنه يقول: فذكره إسناده ضعيف. رواته محتج بهم إلا المبهم.
وبهز هو ابن أسد.
وشريك هو ابن عبد الله القرشي. [23] الحديث مداره على عمرو بن مرة واضطرب في إسناده فتارة يجعله من حديث حديث جبير بن مطعم وتارة من حديث ابن عمر رضي الله عنهم. أولاً: حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه: رواه عن عمرو بن مرة: 1: شعبة.
2: حصين بن عبد الرحمن.
3: مسعر بن كدام.
4: زيد بن أبي أنيسة. الرواية الأولى: رواية شعبة بن الحجاج رواه عنه: 1: أبو داود الطيالسي (947) حدثنا شعبة وابن الجعد (105) قال: أنا شعبة وأبو يعلى (7398) حدثنا زهير بن حرب، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة وأحمد (16342) حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة والطبري في تهذيب الآثار - مسند عمر رضي الله عنه (949) - حدثنا ابن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة وابن ماجه (807) حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة وابن خزيمة (468) ناه بندار، نا محمد بن جعفر، نا شعبة وابن حبان (2601) أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، والحاكم (1/ 235) أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا محمد، حدثنا شعبة والطبراني في الدعاء (522) حدثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة وأبو داود السجستاني (764) حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، وابن خزيمة (468) حدثنا محمد بن يحيى، نا وهب بن جرير، حدثنا شعبة والحاكم (1/ 235) أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، ببغداد، حدثنا علي بن إبراهيم الواسطي، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، ح أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن الأسدي، بهمدان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه إسناده ضعيف. أبو عبد الله عمرو بن مرة المرادي ثقة وثقه ابن معين وابن نمير ويعقوب بن سفيان وقال أبو حاتم صدوق ثقة وقال الأعمش كان مأموناً على ما عنده وقال مسعر كان من معادن الصدق لكنَّه اضطرب في إسناد الحديث على أوجه كثيرة. وعاصم العَنَزي ذكره ابن حبان في ثقاته وقال البزار وابن خزيمة وابن المنذر لا يعرف وقال ابن رجب في الفتح: عاصم العنزي، قال أحمد: لا يعرف.
وقال غيره: روى عنه غير واحد. قال الدارقطني في علله (3321) الصواب من ذلك قول من قال: عن عاصم العنزي، عن نافع بن جبير، عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وصححه الحاكم.
وبندار لقب محمد بن بشار. 2: ابن جرير في تهذيب الآثار مسند عمر رضي الله عنه (950) - حدثنا أبو كريب، حدثنا زيد بن حباب، عن شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إسناده ضعيف. الرواية الثانية: رواية حصين بن عبد الرحمن السلمي رواه: 1: ابن أبي شيبة (1/ 231,238) حدثنا ابن إدريس والطبري في تهذيب الآثار - مسند عمر رضي الله عنه (948) - حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا ابن إدريس حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، نا ابن إدريس، والبزار (3446) أخبرناه علي بن المنذر، قال: أخبرنا محمد بن فضيل، وابن خزيمة (469) حدثنا هارون بن إسحاق، وابن فضيل جميعاً يروونه عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه إسناده ضعيف. عباد بن عاصم ذكره ابن حبان في ثقاته والبخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً وقال العراقي في ذيل ميزان الاعتدال قال أبو بكر بن المنذر حديث جبير بن مطعم رواه عباد بن عاصم وعاصم العنزي وهما مجهولان لا يدري من هما.
قلت [العراقي] ظن ابن المنذر أنَّهما اثنان وإنَّما هو رجل واحد اختلف في اسمه كما ذكر البخاري. وقال ابن خزيمة في صحيحه (1/ 239) عاصم العنزي وعباد بن عاصم مجهولان، لا يدري من هما، ولا يعلم الصحيح، ما روى حصين أو شعبة. 2: المروزي - مختصر قيام الليل ص: (99) - حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد بن عبد الله، عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن عمار بن عاصم، والطبراني في الكبير (2/ 135) حدثنا أبو حصين القاضي، ثنا يحيى الحماني، ثنا عبد الله بن إدريس، ــ وتابعهما زائدة مسند البزار (8/ 366) - عن حصين، عن عمرو بن مرة، قال: حدثني عمار بن عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه إسناده ضعيف. قال ابن أبي حاتم عباد بن عاصم ويقال عمار بن عاصم. قال الدارقطني في علله (3321) رواه حصين بن عبد الرحمن، واختلف عنه: فرواه عبد الله بن إدريس، عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير، عن أبيه رضي الله عنه.
وخالفه أبو عوانة، وورقاء، قالا: عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن عمارة بن عاصم.
كذلك قال هشام بن عمار، عن سويد بن عبد العزيز، عن حصين.
وخالفه سلم بن يحيى، عن سويد، فلم يذكر بين عمرو بن مرة، ونافع بن جبير أحداً وكذلك قال ابن فضيل، عن حصين عن عمرو بن مرة، عن نافع بن جبير، عن أبيه رضي الله عنه.
وتقدم قوله: الصواب: عاصم العنزي، عن نافع بن جبير، عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. الرواية الثالثة: رواية مسعر بن كدام رواه: 1: أحمد (16297) حدثنا يحيى بن سعيد، عن مسعر ح (16298) حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر، والطبري في تهذيب الآثار - مسند عمر رضي الله عنه (951) - حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع بن الجراح، عن مسعر والطبراني في الكبير (2/ 134) حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ومحمد بن بشر، عن مسعر، والطبري في تهذيب الآثار - مسند عمر رضي الله عنه (952) - حدثنا أبو كريب، حدثنا محمد بن بشر، عن مسعر وأبو داود (765) حدثنا مسدد، حدثنا يحيى بن مسعر، عن مسعر عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة، عن نافع بن جبير، عن أبيه رضي الله عنه فذكره إسناده ضعيف. تنبيه: في رواية أحمد (16297) وأبي داود عن رجل من غير نسبته لعنزة. 2: قال الدارقطني في علله (3321) رواه محمد بن بشر، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن ابن جبير، عن أبيه رضي الله عنه مختصراً. وخالفه وكيع، ويزيد بن هارون، وأبو أسامة، ومحمد بن عبد الوهاب القناد، وعبيد الله بن موسى، رووه عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة، لم يسمه، عن نافع بن جبير، عن أبيه رضي الله عنه. قال أبو عبد الرحمن: لم أقف على رواية محمد بن بشر التي ذكرها الحافظ الدارقطني وتقدمت رواية محمد بن بشر عن مسعر عن رجل من عنزة. الرواية الرابعة: رواية زيد بن أبي أنيسة: رواه الطبري في تهذيب الآثار - مسند عمر رضي الله عنه (954) - حدثني هلال بن العلاء، حدثنا أبي، حدثنا عبيد الله، عن زيد، عن عمرو بن مرة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه إسناده ضعيف. في هذه الرواية أسقط الواسطة بين عمرو بن مرة ونافع بن جبير. قال ابن رجب في الفتح (6/ 417) روى عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه،...
وهذا الإسناد، رجاله كلهم ثقات مشهورون، ولكن له علة،...
وقد رواه الثقات عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن نافع بن جبير، عن أبيه رضي الله عنه. وقال البزار (8/ 366) هذا الحديث لا نعلم أحداً يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا جبير بن مطعم رضي الله عنه، ولا نعلم له طريقاً إلا هذا الطريق وقد اختلفوا في اسم العنزي الذي رواه عن نافع بن جبير، فقال شعبة عن عمرو عن عاصم العنزي، قال ابن فضيل عن حصين عن عمرو عن عباد بن عاصم، وقال زائدة عن حصين عن عمرو عن عمار بن عاصم، والرجل ليس بمعروف، وإنَّما ذكرناه لأنَّه لا يروي هذا الكلام غيره عن نافع بن جبير عن أبيه رضي الله عنه، ولا عن غيره يروى أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم. فالحديث لا يصح اضطرب فيه عمرو بن مرة ومداره على العنزي وهو مجهول. قال عمرو بن مرة: همزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشعر.
ويأتي موقوفاً على ابن مسعود رضي الله عنه ولا يصح. ثانياً: حديث ابن عمر رضي الله عنهما: رواه النسائي (885) أخبرني محمد بن وهب قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم قال: حدثني زيد هو ابن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عون بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قام رجل خلف نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَاحِبُ الْكَلِمَةِ؟» فقال رجل: أنا يا نبي الله.
فقال: «لَقَدْ ابْتَدَرَهَا اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا» رواته ثقات. والمحفوظ رواية أبي الزبير عن عون بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما - انظر: كتاب أحاديث وآثار أذكار الصلاة وأدعيتها - فهذه الرواية شاذة. [24] الحديث رواه عطاء بن السائب مرفوعاً وموقوفاً: أولاً: المرفوع: رواه ابن أبي شيبة (10/ 185) حدثنا ابن فضيل وأحمد (3820) حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عبد الله، قال: حدثنا محمد بن فضيل، والطبري في تهذيب الآثار - مسند عمر رضي الله عنه (955) - حدثنا علي بن حرب، حدثنا ابن فضيل وأبو يعلى (4994) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن فضيل ح (5077) حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا محمد بن فضيل وابن ماجه (808) حدثنا علي بن المنذر، حدثنا ابن فضيل وابن خزيمة (472) نا يوسف بن عيسى المروزي، نا ابن فضيل والطبراني في الدعاء (1381) حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا محمد بن فضيل والحاكم (1/ 207) أخبرنا عبد الله بن محمد بن موسى، حدثنا محمد بن أيوب، أنبأ أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب وأحمد (3818) حدثنا أبو الجَوَّب حدثنا عمار بن رزيق، وأبو يعلى (5380) حدثنا أبو خيثمة، حدثنا أبو الجَوَّب الضبي، حدثنا عمار بن رزيق عن عطاء بن السائب والبيهقي (2/ 36) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي حدثنا أحمد بن أبى ظبية حدثنا ورقاء عن عطاء بن السائب ح وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى حدثنا محمد بن أيوب حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره إسناده ضعيف. المرفوع رواه محمد بن فضيل وعمار بن رزيق وورقاء عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود رضي الله عنه. وعطاء بن السائب ثقة مختلط قال ابن الكيال في الكواكب النيرات: قال أحمد بن حنبل ثقة رجل صالح من سمع منه قديماً فسماعه صحيح ومن سمع منه حديثاً فسماعه ليس بشيء وشعبة وسفيان ممن سمع منه قديماً كان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها...
وروي عن يحيى بأنَّ كل من روى عنه إنمَّا روى في الاختلاط إلا شعبة وسفيان...
واستثنى غير واحد من الأئمة معهما حماد بن زيد قال يحيى بن سعيد القطان سمع حماد بن زيد من عطاء قبل اختلاطه وقال النسائي رواية حماد بن زيد وشعبة وسفيان عنه جيدة...
واستثنى الجمهور رواية حماد بن سلمة عنه أيضاً قاله ابن معين وأبو داود والطحاوي وحمزة الكناني...
وقال الطحاوي وإنَّما حديث عطاء الذي كان منه قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم وهم شعبة وسفيان الثوري وحماد بن سلمة وحماد بن زيد...
واستثنى أبو داود أيضا هشاماً الدستوائي...
وينبغي أن يستثنى أيضاً سفيان بن عيينة فقد روى الحميدي عنه قال كنت سمعت من عطاء بن السائب قديماً ثم قدم علينا قدمة فسمعته يحدث ببعض ما كنت سمعت فخلط فيه فاتقيته واعتزلته فينبغي أن تكون روايته عنه صحيحة...
وقال أبو حاتم صالح مستقيم الحديث قبل الاختلاط وحديث البصريين عنه بلغني فيه تخاليط لأنَّهم سمعوا منه حال الاختلاط وما روى منه ابن فضيل بلغني فيه غلط واضطراب رفع أشياء عن الصحابة رضي الله عنهم كان يرويها عن التابعين. فرواية محمد بن فضيل عن عطاء بعد الاختلاط وظاهر ما تقدم أنَّ روايتي عمار بن رزيق وورقاء بن عمر اليشكري عنه بعد الاختلاط والله أعلم.
وأنكر شعبة سماع أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي من ابن مسعود رضي الله عنه وخالفه غيره. وأبو الجَوَّب هو أحوص بن جَوَّب. تنبيه: قال البيهقي: في حديث ورقاء: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَهَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ».
قال عطاء: فهمزه الموتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر. ثانياً: الموقوف: رواه: 1: أبو داود الطيالسي (371) حدثنا أبو داود قال حدثنا حماد بن سلمة والطبراني في الكبير (9/ 262) حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج بن المنهال، ثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود رضي الله عنه: «أنَّه كان يتعوذ في الصلاة من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه» رواته ثقات. تقدم أنَّ رواية حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط عند الجمهور فعلى هذا المحفوظ عن ابن مسعود رضي الله عنه رواية الوقف والله أعلم. 2: عبد الرزاق (2581) عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله رضي الله عنه قال: «همزه المؤتة يعني: الجنون، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشعر» رواته ثقات أبو إسحاق مدلس ولم يصرح بالسماع ومختلط لكن رواية الثوري عنه قبل الاختلاط. وأبو الأحوص هو عوف بن مالك. [25] الحديث تفرد به جعفر بن سليمان، عن علي بن علي اليشكري، عن أبي المتوكل علي بن داود الناجي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ورواه عن جعفر الضبعي جمع منهم: عبد الرزاق (2554) وابن أبي شيبة (1/ 232) - وعنه ابن ماجه (804) - قال: حدثنا زيد بن الحباب والنسائي (900) أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا زيد بن الحباب وأحمد (11260) حدثنا حسن بن الربيع ح (11081) حدثنا محمد بن الحسن بن أتش وأبو داود (775) حدثنا عبد السلام بن مطهر والترمذي (242) حدثنا محمد بن موسى البصري وابن خزيمة (467) ناه محمد بن موسى الحرشي، يروونه عن جعفر بن سليمان، عن علي بن علي اليشكري، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: فذكره إسناده ضعيف. جعفر بن سليمان الضبعي وثقه ابن معين وابن حبان وكان يحيى بن سعيد لا يكتب حديثه وقال البخاري يخالف في بعض حديثه. وعلي بن علي الرفاعي ترجم له ابن حبان في المجروحين فقال: كان ممن يخطئ كثيراً على قلة روايته وينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد روى عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه....
وبقية رواته ثقات. قال أبو داود: هذا الحديث، يقولون: هو عن علي بن علي، عن الحسن مرسلاً الوهم من جعفر.
ويأتي مرسل الحسن إن شاء الله. وقال الترمذي: تكلم في إسناد حديث أبي سعيد رضي الله عنه، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي، وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث. وقال ابن خزيمة: لا نعلم في هذا خبرا ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل المعرفة بالحديث، وأحسن إسناد نعلمه روي في هذا خبر أبي المتوكل، عن أبي سعيد رضي الله عنه...
هذا الخبر لم يسمع في الدعاء لا في قديم الدهر ولا في حديثه، استعمل هذا الخبر على وجهه، ولا حكي لنا عمن لم نشاهده من العلماء أنَّه كان يكبر لافتتاح الصلاة ثلاث تكبيرات، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك إلى قوله: ولا إله غيرك، ثم يهلل ثلاث مرات، ثم يكبر ثلاثاً. [26] رواه الطبراني في الدعاء (1382) حدثنا يحيى بن عبد الباقي المصيصي، ثنا المسيب بن واضح، ثنا الحارث بن عطية، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن سالم، عن أبيه، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره إسناده ضعيف. المسيب بن واضح السلمي قال عنه تلميذه أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيراً، فإذا قيل له لم يقبل وكان النسائي حسن الرأي فيه.
وساق ابن عدي له عدة أحاديث تستنكر، ثم قال: أرجو أنَّ باقي حديثه مستقيم وهو ممن يكتب حديثه وضعفه الدارقطني. والحارث بن عطية وثقه ابن معين ثقة والدارقطني وذكره بن حبان في ثقاته وقال أحمد بن حنبل جلست إليه فلم اكتب عنه.
ويحيى بن أبي كثير ثقة لكنَّه مدلس وعنعن. والأوزاعي هو الإمام عبد الرحمن بن عمرو.
وأبو قلابة هو عبد الله بن زيد. [27] إسناده ضعيف جداً انظر: أحاديث الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك...
رواية عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنهما. [28] رواه أحمد (24699) حدثنا قراد أبو نوح، أخبرنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يقول: فذكره مرسل رواته ثقات. أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان المعروف بقراد قال الدارقطني: ثقة وله افراد.
ويحيى بن أبي كثير ثقة مدلس ولم يصرح بالسماع. [29] رواه عبد الرزاق (2573) عن معمر، عن من، سمع الحسن يقول: فذكره مرسل إسناده ضعيف للمبهم. ورواه أبو داود في المراسيل (33) حدثنا أبو كامل، أنَّ خالد بن الحارث، حدثهم، حدثنا عمران بن مسلم أبو بكر، عن الحسن، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يريد أن يتهجد قال قبل أن يكبر: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ» قال ثم يقول: «اللَّهُ أَكْبَرُ» مرسل رواته ثقات وفي متنه شذوذ. عمران بن مسلم القصير ثقة وله أفراد قال ابن عدى: حسن الحديث، يروي أشياء لا يرويها غيره، ويتفرد عنه قوم بتلك الأحاديث.
ففي هذا الحديث الاستعاذة قبل التكبير ورواية عبد الرزاق تحتمل. وأبو كامل هو فضيل بن حسين الجحدري. [30] انظر: بدائع الصنائع (1/ 203) والمحيط البرهاني (1/ 357) والبناية شرح الهداية (2/ 217) والجوهرة النيرة (1/ 138). [31] انظر: بدائع الفوائد (2/ 202). [32] انظر: البحر الرائق (1/ 542) والبناية شرح الهداية (2/ 217). [33] انظر: بدائع الفوائد (2/ 201). [34] انظر: البحر الرائق (1/ 542). [35] انظر: مجمع الأنهر (1/ 117). [36] انظر: فتح باب العناية (1/ 245). [37] رواه أحمد - مسائل حرب الصلاة (104) – حدثنا إسحاق، قال: أنبا محمد بن بكر وعبد الرزاق (2577) - وعنه ابن المنذر (1274) - يرويانه عن ابن جريج قال: سألت نافعاً، مولى ابن عمر رضي الله عنه هل تدري كيف كان ابن عمر رضي الله عنه يستعيذ؟ قال: كان يقول: فذكره ورواته ثقات [38] رواه الشافعي في الأم (1/ 107) أخبرنا إبراهيم بن محمد عن ربيعة بن عثمان عن صالح بن أبي صالح أنَّه سمع أبا هريرة رضي الله عنه فذكره وإسناده ضعيف. إبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي ضعفه شديد، كذبه يحيى بن سعيد وابن معين وغيرهما. قال القزويني في شرح مسند الشافعي (1/ 316) صالح بن أبي صالح يشبه أن يكون مولى التوءمة...
وآخر يقال له صالح بن أبي صالح يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً وهو صالح بن مهران مولى عمرو بن حريث.
قال أبو عبد الرحمن وكلاهما ضعيف. تنبيه: في الأم سعد بن عثمان...
وإذا فرغ والتصحيح من المسند وشرحه. [39] رواه ابن أبي شيبة (1/ 237) حدثنا محمد بن أبي عدي، عن كهمس، عن عبد الله بن مسلم بن يسار، قال: سمعني أبي وأنا أستعيذ بالسميع العليم، فقال: ما هذا؟ قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إنَّ الله هو السميع العليم.
وإسناده حسن. عبد الله بن مسلم بن يسار البصري ذكره ابن حبان في ثقاته والبخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وبقية رواته ثقات. محمد بن إبراهيم بن أبى عدى نسب إلى جده وكَهْمَس هو ابن الحسن.
ومسلم بن يسار من فقهاء البصرة وعبادها الحسن البصري من أقرانه. [40] انظر: البيان في مذهب الإمام الشافعي (2/ 179) وإغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 95) وبحر المذهب (2/ 23) وتفسير الخازن (1/ 13). [41] انظر: شرح الزركشي (1/ 174) وبدائع الفوائد (3/ 92) وزاد المسير في علم التفسير (2/ 583) والإنصاف (2/ 47). [42] انظر: النشر في القراءات العشر (1/ 250) والإقناع في القراءات السبع ص: (49) [43] انظر: المحيط البرهاني (1/ 357) وبدائع الصنائع (1/ 203). [44] انظر: الإقناع في القراءات السبع ص: (49) والنشر في القراءات العشر (1/ 250). [45] انظر: شرح التلقين (2/ 573) وتفسير القرطبي (1/ 62) وتفسير ابن عطية (1/ 58). [46] انظر: النشر في القراءات العشر (1/ 251). [47] انظر: شرح التلقين (2/ 573) وشرح العمدة لابن تيمية - صفة الصلاة تحقيق الشيخ عبد العزيز المشيقح - ص:(102) وإغاثة اللهفان (1/ 95) وبدائع الفوائد (3/ 92). [48] رواه عبد الرزاق (2591) عن هشام بن حسان قال: «كان الحسن يستعيذ مرة حين يستفتح صلاته قبل أن يقرأ فاتحة الكتاب: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم»، قال: «وكان ابن سيرين يستعيذ في كل صلاة» وإسناده صحيح. [49] قال الضياء المقدسي في النهي عن سب الأصحاب (34) أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن علي بن محمد الفراء وأبو محمد طغدي بن خطلخ الأميري إذناً قال أخبرنا أبو الوقت عبد الأول السجزي قال أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد المعلم قراءة عليه قال أنبأنا الأمير أبو خلف بن أحمد بن محمد قدم علينا هراة أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ثنا محمد بن هارون بن عيسى بن أمير المؤمنين المنصور قال حدثني العباس بن الفضل أبو الفضل الهاشمي وإبراهيم بن إسحاق الشهيدي قالا ثنا يعقوب بن حميد قال سمعت سفيان بن عيينة يقول حج هارون الرشيد أمير المؤمنين فدعاني فقال يا سفيان إنَّ أبا معاوية الضرير حدثني عن أبي جناب الكلبي عن أبي سليمان الهمداني عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « سيكون بعدي قوم لهم نبز يسمون الرافضة وآية ذلك أنَّهم يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنه فإذا وجدتموهم فاقتلوهم فإنَّهم مشركون ».
فقلت يا أمير المؤمنين اقتلهم بكتاب الله فقال يا سفيان وأين موضع الرافضة من كتاب الله فقلت أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم: ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ﴾ إلى قوله: ﴿ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾ [الفتح: ٢٩] يا أمير المؤمنين فمن غاظه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر» وإسناده ضعيف. أبو القاسم عبيد الله بن علي الفراء مترجم له في تاريخ الإسلام وشذرات الذهب والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة وفيها قال تلميذه ابن القطيعي: عدل في روايته ضعيف في شهادته.
وترجم له الخطيب في تاريخه وقال: عزل من العدالة لما ظهر من دنسه وخلاعته وتناوله ما لا يجوز.
وتابعة طُغْدي بن خطلخ وقيل ابن ختلخ وقيل ابن ختلغ ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام وابن العماد في شذرات الذهب والخطيب في تاريخ بغداد وأثنوا عليه لكن لم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وترجم له ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة وقال: المحدث الحافظ الفرضي الزاهد وذكره قاسم بن قُطْلُوْبَغَا في الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة. وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي ترجم له ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد فقال: كان شيخاً صدوقاً أميناً، من مشايخ المتصوفين ومحاسنهم، ذا ورع وعبادة مع علو سنه وله أصول حسنة وسماعات صحيحة.
وذكره قاسم بن قُطْلُوْبَغَا في الثقات.
وقال الذهبي في السير: الإمام، الزاهد، الخير، الصوفي، شيخ الإسلام، مسند الآفاق.
وعبد الرحمن بن محمَّد المشهور بابن دوست ثقة مصنف مشهور.
وأبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف وثقه تلميذه الدارقطني وغيره.
ومحمد بن هارون بن عيسى ضعفه الدارقطني وقال الخطيب البغدادي في أحاديثه مناكير كثيرة.
ويعقوب بن حميد بن كاسب توسط فيه الحافظ ابن حجر فقال صدوق ربما وهم.
وأبو جَنَاب الكلبي هو يحيى بن أبي حية قال الحافظ ابن حجر: ضعفوه لكثرة تدليسه.
وأبو سليمان الهمداني تارة يروي عن علي رضي الله عنه من غير واسطة وتارة يروي عنه بواسطة قال الذهبي في الميزان أبو سليمان الهمداني عن أبيه، عن علي رضي الله عنه لا يدري من هو كأبيه، وأتى بخبر منكر.
وفيه من لم أعرفهم ولم أنشط للتنقيب عنهم لأنَّ الأثر ضعيف. [50] رواه أبو نعيم في الحلية (9/ 11) حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبد الرحمن بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن عمر قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: وأراد أن يبيع، أرضاً له، فقال الدلال: أعطيت بالجريب خمسين ومائتي دينار فيما أحفظ، ولكن نظر إلى أرض خراب، ونخل بادية العرق فلو كانت مسمدة رجوت أن أبيع الجريب بفضل خمسين ديناراً، وقد كثر أربعة آلاف دينار يكون مائة ألف درهم أذهب أنا وغلامك، نسمدها ونبيعها، ولعلك لا تنظر إليها ولا تراها.
فغضب وقال: أربعة آلاف دينار؟ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: ﴿ قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾ [المائدة: 100] لا، ولا كذا، وأظنَّه قال: ولا مائة ألف دينار...
فإذا نحن بالرجل الذي ذكر قد أقبل فلما سلم عليه رحَّب به، وقربه، وأجلسه إلى جنبه، وطلق إليه، وصرف الناس عنه، قلت له: أبا سعيد، أما تعرف الرجل الذي أجلسته إلى جنبك؟ هو الذي وقع فيك، ونال منك، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم ﴾ [فصلت: 34] ورواته ثقات عدا شيخ أبي نعيم فلم أقف له على ترجمة وقد أكثر عنه في كتبه وكناه بأبي عبد الله ووصفه بالفقيه وقال الألباني في الصحيحة (2881) (3582) لم أعرفه.
وذكر الحافظ ابن حجر في النكت على ابن الصلاح (2/ 743) حديثاً من رواية أبي نعيم عن أحمد بن إسحاق وقال رجاله ثقات.
وعبد الرحمن بن محمد هو ابن سلم أبو يحيى الرازي الأصبهاني.
وعبد الرحمن بن عمر هو رسته. وفي فوائد أبي عثمان البحيري (13) سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، يقول: حدثني أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه، ثنا جعفر بن محمد الزعفراني، قال: سمعت عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني، يقول: كنا في مجلس عبد الرحمن بن مهدي، إذ دخل عليه شاب فذكره ورواته ثقات. أبو عبد الله محمد بن عبد الله هو الحاكم صاحب المستدرك. [51] انظر: المحيط البرهاني (2/ 75) وتبيين الحقائق (1/ 291). [52] انظر: تفسير ابن جزي (1/ 47( [53] انظر: الحاوي (2/ 103) والعزيز (1/ 490) وروضة الطالبين (1/ 240) والمجموع (3/ 323). [54] انظر: المغني (1/ 519) وشرح الزركشي (1/ 174) والمبدع (1/ 433) والإنصاف (2/ 47). [55] انظر: النشر في القراءات العشر (1/ 249). [56] انظر: تفسير الخازن (1/ 13) والحاوي الكبير (2/ 103) وشرح الزركشي على الخرقي (1/ 174). [57] انظر: المغني (1/ 519) وشرح الزركشي على الخرقي (1/ 174). [58] رواه الطبري في تفسيره (1/ 113) حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عُمَارة، قال: حدثنا أبو رَوْق، عن الضحّاك، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، قال: فذكره وإسناده ضعيف. عثمان بن سعيد قال أبو حاتم لا بأس به.
وبشر بن عمارة ضعيف قال أبو حاتم: ليس بالقوي في الحديث وقال البخاري والساجي: يعرف وينكر, وقال النسائي: ضعيف, وقال ابن حبان: كان يخطىء حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد, وقال الدارقطني: متروك وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه وقال ابن عدي: لم أر في أحاديثه حديثاً منكراً وهو عندي حديثه إلى الاستقامة أقرب.وقد اضطُرِب في متنه كما سيأتي. وأبو روق عطية بن الحارث قال أحمد والنسائي ويعقوب بن سفيان ليس به بأس وقال ابن معين صالح وقال أبو حاتم صدوق وذكره ابن حبان في الثقات وقال البيهقي لا تقوم به حجة وقال ابن معين ليس بثقة. والضحاك لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنه قال ابن حبان في ترجمته من الثقات: لم يشافه [الضحاك] أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن زعم أنَّه لقي ابن عباس رضي الله عنه فقد وهم.
وأبو كريب هو محمد بن العلاء. قال ابن كثير في تفسيره (1/ 14) في إسناده ضعف وانقطاع وقال ابن الجزري في النشر في القراءات العشر (1/ 247) ومع ضعفه وانقطاعه وكونه لا تقوم به حجة، فإنَّ الحافظ أبا عمرو الداني رحمه الله تعالى رواه على الصواب من حديث أبي روق أيضاً عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه أنَّه قال: أول ما نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم علمه الاستعاذة قال: يا محمد قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
ثم قال: قل بسم الله الرحمن الرحيم. قال أبو عبد الرحمن في جامع البيان في القراءات السبع لأبي عمر الداني (1005) روى أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه أنَّه قال: أول ما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم علّمه الاستعاذة، قال: يا محمد قل: أعوذ بالله السّميع العليم من الشيطان الرجيم.
ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم فذكره معلقاً. [59] رواه أبو داود (785) حدثنا قَطَن بن نُسَيْر، حدثنا جعفر، حدثنا حميد الأعرج المكي، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، رضي الله عنها وذكر الإفك، قالت: فذكرته. قال أبو داود: وهذا حديث منكر قد روى هذا الحديث جماعة عن الزهري، لم يذكروا هذا الكلام على هذا الشرح وأخاف أن يكون أمر الاستعاذة من كلام حميد. قَطَن بن نُسَيْر ضعيف قال ابن أبي حاتم سئل أبو زرعة عنه فرأيته يحمل عليه وذكر أنَّه روى أحاديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله عنه مما أنكر عليه وقال ابن عدي كان يسرق الحديث ويوصله وذكره ابن حبان في الثقات لكن لم يتفرد به فرواه أبو عوانة في مسنده - إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة (22163) - عن عثمان بن خرزاذ، ثنا فضيل بن عبد الوهاب.
وعن عبيد بن محمد بن خلف، ثنا بشار الخفاف.
وعن إبراهيم بن إسحاق السراج، ثنا يحيى بن يحيى، قالوا: ثنا جعفر بن سليمان، عن حميد الأعرج، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قال فذكره بطوله.
فليس قَطَن بن نُسَيْر علة الحديث. وجعفر بن سليمان الضبعي قال أحمد لا بأس به ووثقه ابن معين وقال ابن سعد كان ثقة وبه ضعف وكان يحيى بن سعيد يستضعفه وقال ابن المديني أكثر عن ثابت وكتب مراسيل وفيها أحاديث مناكير عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابن مهدي لا ينبسط لحديثه. وحميد بن قيس الأعرج وثقه ابن سعد وابن معين وأبو داود والبخاري وأبو زرعة وأحمد في رواية وفي رواية عنه قال: ليس هو بالقوي في الحديث وقال النسائي وأبو حاتم ليس به بأس وقال ابن عدي لا بأس بحديثه وإنَّما يؤتي مما يقع في حديثه من الإنكار من جهة من يروي عنه. والقواعد الحديثية تقتضي جعل زيادة الاستعاذة عن غير حميد الأعرج لأنَّه أوثق من نسير وجعفر وهذا الذي ذهب إليه ابن القطان فقال في بيان الوهم والإيهام (1111) حميد بن قيس، أحد الثقات، ولا يضره الانفراد، وإنَّما علته أنَّه من رواية قَطَن بن نُسَيْر، عن جعفر بن سليمان، عن حميد كذا رواه أبو داود عن قطن.
وقطن وإن كان مسلم يروي عنه فقد كان أبو زرعة يحمل عليه، ويقول: إنَّه روى عن جعفر بن سليمان عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه [هكذا ذكر أنساً رضي الله عنه]، أحاديث مما أنكر عليه، وجعفر أيضاً مختلف فيه.
فليس ينبغي أن يحمل على حميد، وهو ثقة بلا خلاف، في شيء جاء به عنه من يختلف فيه. وأيضاً هو الذي يفهم من قول ابن عدي المتقدم: إنَّما يؤتي مما يقع في حديثه من الإنكار من جهة من يروي عنه. وحيث توبع قَطَن بن نُسَيْر كان الأولى أن تكون علة الحديث جعفر بن سليمان الضبعي.
فهل وقف أبو داود على متابع لجعفر بن سليمان جعله يجعل زيادة الاستعاذة من حميد الأعرج؟ الله أعلم. [60] رواه ابن السني (80) حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم والترمذي (2922) وابن الضريس في فضائل القرآن (230) قالوا حدثنا محمود بن غيلان والدارمي (3425) حدثنا محمد بن الفرج البغدادي وأحمد (19795) قالوا - محمود بن غيلان ومحمد بن الفرج وأحمد بن حنبل - حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، حدثنا خالد بن طهمان، حدثني نافع بن أبي نافع، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره وإسناده ضعيف. تفرد به أبو العلا خالد بن طهمان عن نافع بن أبي نافع وهو ضعيف قال ابن معين ضعيف وفي رواية ضعيف خلط قبل موته بعشر سنين وكان قبل ذلك ثقة وكان في تخليطه كلما جاؤوا به يقر به وقال أبو حاتم محله الصدق وقال أبو عبيد لم يذكره أبو داود إلا بخير وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويهم وقال ابن الجارود ضعيف وقال ابن عدي ولم أر له في مقدار ما يرويه حديثا منكراً. ونافع بن أبي نافع قال المزي في تهذيب الكمال قال الدوري عن ابن معين ثقة وتعقبه ابن حجر في تهذيبه بقوله: الذي وثقه ابن معين هو الذي روى عن أبي هريرة رضي الله عنه وروى عنه بن أبي ذئب وحديثه في السنن ومسلم وأحمد وصحيح ابن حبان ولفظهم «لَا سَبْقَ إِلَّا فِي خُفٍّ، أَوْ حَافِرٍ، أَوْ نَصْلٍ» قد وصفوه بالبزاز ولم يذكر البخاري وأبو حاتم راوياً له إلا ابن أبي ذئب وقال ابن المديني مجهول وذكره ابن حبان في الثقات فقال نافع البزاز مولى أبي أحمد بن حجر يكنى أبا عبد الرحمن يعد في أهل المدينة يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه في السبق روى عنه بن أبي ذئب وأمَّا الذي يروي عن معقل بن يسار رضي الله عنه فقد أفرده ابن أبي حاتم عن الراوي عن أبي هريرة رضي الله عنه فقال يروي عن معقل رضي الله عنه روى عنه أبو العلاء وسئل أبي عنه فقال هذا أبو داود نفيع وهو ضعيف. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وذكر الذهبي الحديث في الميزان في ترجمة خالد بن طهمان وقال حديث غريب جداً وضعف إسناده النووي في الأذكار (236) وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 383-384) حديث غريب...
رجاله ثقات إلا الخفاف فضعفه ابن معين وقال ابن حبان فى الثقات: يخطئ ويهم - وتقدم كلامه في نافع بن أبي نافع - قلت [الحافظ ابن حجر] ووجدت لحديثه شاهداً من حديث أبي أمامة وآخر من حديث أنس رضي الله عنه، أخرجهما ابن مردويه فى التفسير وسندهما ضعيف، فيه راويان أضعف من الخفاف.
وضعف الحديث الألباني في ضعيف الترمذي (560). [61] رواه البيهقي (7/ 632) بإسناده وابن شبة في تاريخ المدينة (2/ 12) عن علي بن عاصم قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي العالية الرياحي قال: فذكره مرسل رواته ثقات. قال البيهقي: هذا مرسل ولكن له شواهد والله أعلم. قال أبو عبد الرحمن: قصة مظاهرة أوس بن الصامت من زوجه خولة بنت ثعلبة رضي الله عنه ونزول الآية محفوظ لكن زيادة الاستعاذة والبسملة شاذة فالقصة مع نزول الآية رواها جمع منهم: 1: عبد بن حميد في منتخبه (1512) وابن شبة في تاريخ المدينة (2/ 13) وأحمد (23675) والنسائي (3460) وابن ماجه (188) بأسانيدهم عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة رضي الله عنه من غير ذكر البسملة والاستعاذة. 2: أحمد (26774) وأبو داود (2214) بإسناديهما عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن خولة بنت ثعلبة < من غير ذكر البسملة والاستعاذة.   [62] رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1097) حدثنا علي بن حرب، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، رضي الله عنه فذكره وإسناده ضعيف. طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي ضعفه شديد قال أحمد والنسائي متروك وقال ابن معين والبخاري ليس بشيء.
وبقية رواته ثقات. [63] انظر: بحر المذهب (2/ 23). [64] انظر: المغني (1/ 519) والمبدع (1/ 433) وزاد المسير في علم التفسير (2/ 583) والإنصاف (2/ 48). [65] انظر: المغني (1/ 519) والمبدع (1/ 433). [66] انظر: بحر المذهب (2/ 23). [67] انظر: بدائع الفوائد (3/ 92). [68] انظر: حكم الاستعاذة. [69] رواه عبد الرزاق (2568) (2578) عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، أنَّه كان يقول: «رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إنَّ الله هو السميع العليم» وإسناده صحيح. [70] انظر: المجموع (3/ 323). [71] انظر: روضة الطالبين (1/ 240). [72] انظر: بحر المذهب (2/ 23) والمجموع (3/ 323). [73] رواه البخاري (3371). [74] انظر: روضة الطالبين (1/ 240). [75] انظر: شرح سنن أبي داود للعيني (3/ 440). [76] انظر: تفسير ابن جزي (1/ 47( [77] انظر: الحاوي (2/ 103) وبحر المذهب (2/ 23) والمجموع (3/ 323) وكفاية النبيه في شرح التنبيه (3/ 105). [78] تفسير ابن جزي (1/ 47). [79] تفسير ابن عطية (1/ 58). [80] انظر: [81] انظر: الأم (1/ 107) والعزيز (1/ 490) وروضة الطالبين (1/ 240) والمجموع (3/ 323). [82] انظر: شرح الزركشي (1/ 175) والمبدع (1/ 433) والإنصاف (2/ 47) وكشاف القناع (1/ 335). [83] انظر: مسائل حرب - الصلاة تحقيق أحمد الغامدي - ص: (58). [84] انظر: الأوسط (3/ 235). [85] انظر: شرح العمدة لابن تيمية - صفة الصلاة تحقيق الشيخ عبد العزيز المشيقح - ص: (104). [86] الظاهر أنَّ مذهب المالكية كمذهب الجمهور على جواز الاستعاذة بكل لفظ فنصوا على الاستعاذة بعدة ألفاظ:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إنَّ الله هو السميع العليم وأعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي.
ولم أقف لهم على خلاف إلا في لفظ: أعوذ بالله المجيد من الشيطان المريد هل هو مباح أو مكروه.
ويأتي وتقدم. تنبيهان: الأول: ظاهر مذهب الأحناف أنَّ الاستعاذة لا تصح بكل لفظ فهم يختارون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أو أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
ويأتي وتقدم.
وينصون على عدم استحباب زيادة: إن الله هو السميع العليم لأنها ثناء. انظر: المحيط البرهاني (1/ 357) وبدائع الصنائع (1/ 203). الثاني: قال ابن حزم في المحلى (3/ 247) فرض على كل مصل أن يقول إذا قرأ " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " لا بد له في كل ركعة من ذلك.
فظاهر كلامه أنَّه لا يجزئ غيرها والله أعلم. [87] انظر: إبراز المعاني من حرز الأماني ص: (63). [88] الحديث رواه: 1: أزهر بن سعيد.
2: ربيعة بن عمرو الجرشي. الرواية الأولى: روايه أزهر بن سعيد: اختلف عليه فرواه: 1: ابن أبي شيبة (10/ 260) - وعنه ابن ماجه (1356) - وأبو داود (766) حدثنا محمد بن رافع، والنسائي (1617) أخبرنا عصمة بن الفضل، ح (5535) أخبرني إبراهيم بن يعقوب، يروونه عن زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح وابن حبان (2602) أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن موهب، قال: حدثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد، عن عاصم بن حميد، قال: سألت عائشة رضي الله عنها ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح به قيام الليل؟ قالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، فذكره إسناده ضعيف. 2: أبو داود (5085) حدثنا كثير بن عبيد، والنسائي في الكبرى (10707) أخبرنا عمرو بن عثمان والبخاري قي التاريخ الكبير (1/ 457) حدثني محمود قال حدثنا ربيع بن روح قالوا ثنا بقية قال حدثني عمر بن جعثم قال حدثني الأزهر بن عبد الله الحرازي قال حدثني شريق الهوزني قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها فسألتها بم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة إذا قام من الليل قالت: "كان إذا هب من الليل كبر الله عشراً وحمد الله عشراً وقال باسم الله وبحمده عشراً وقال سبحان الملك القدوس عشراً واستغفر عشراً وهلل الله عشراً وقال: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا، وَضِيقِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَشْرًا» عشراً ثم يستفتح الصلاة " إسناده ضعيف. أزهر بن سعيد من أعوان الحجاج ذكره ابن حبان في ثقاته وابن خلفوان في ثقاته ووثقه العجلي وابن وضاح وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه وذكره البخاري في الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وصرح الرواة بسماعهم من بعض في روايتي النسائي والبخاري فأمِّنَّا تدليس بقية بن الوليد. ونقل المزي في التهذيب عن البخاري قوله: أزهر بن يزيد، وأزهر بن سعيد، وأزهر بن عبد الله، الثلاثة واحد، نسبوه مره مرادي، ومرة حمصي، ومرة هوزني، ومرة حرازي. فأزهر اضطرب في سند الحديث فتارة يرويه عن عاصم بن حميد، عن عائشة رضي الله عنها وتارة عن شريق الهوزني عن عائشة رضي الله عنها وتوبع لكنَّ المتابعة غير محفوظة كما سيأتي عن ابن عدي. وشريق الهوزني ذكره ابن حبان في ثقاته وقال الذهبي لا يعرف. الرواية الثانية: رواية ربيعة الجرشي: رواه أحمد (24578) والنسائي في الكبرى (10706) أخبرنا أبو داود والمروزي - مختصر قيام الليل ص: (99) - حدثنا محمد بن يحيى، والطبراني في الأوسط (8427) حدثنا موسى قال: نا سعيد بن عبد الحميد وابن عدي (1/ 409) حدثنا ابن صاعد حدثنا أحمد بن سنان القطان يروونه عن يزيد بن هارون قال أخبرنا الأصبغ، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: حدثني ربيعة الجرشي، قال: سألت عائشة رضي الله عنها، فقلت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من الليل؟ وبم كان يستفتح؟ فذكر ه كرواية عاصم بن حميد.
إسناده ضعيف. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ثور إلا الأصبغ، تفرد به: يزيد بن هارون، ولا يروى عن عائشة رضي الله عنها إلا بهذا الإسناد.
قال أبو عبد الرحمن: تقدمت روايتا أزهر. وأصبغ بن زيد الجهني روى عنه محمد بن الحسن المزني وهشيم وإسحاق الأزرق ويزيد بن هارون قال أحمد: ليس به بأس ما أحسن رواية يزيد عنه ووثقه ابن معين وأبو داود وقال الدارقطني: تكلموا فيه وهو عندي ثقة وقال أبو زرعة: شيخ وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس وقال النسائي: ليس به بأس وقال ابن سعد: كان ضعيفاً في الحديث وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيراً لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد وقال مسلمة بن قاسم: لين ليس بحجة. قال ابن عدي: هذه الأحاديث لأصبغ غير محفوظة يرويها عنه يزيد بن هارون ولا أعلم روى عن أصبغ هذا غير يزيد بن هارون.
قال أبو عبد الرحمن: تقدمت رواية غير يزيد بن هارون عنه. فتفرد أصبغ بهذه الرواية وتابعه أزهر وهي رواية مضطربة فالذي يظهر لي أنَّ الحديث ضعيف والله أعلم. وأبو داود هو سليمان بن سيف الحراني.



شارك الخبر

المرئيات-١