أرشيف المقالات

من أقال مسلما عثرته أقال الله عثرته يوم القيامة

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2من أقال مسلمًا عثرتَهُ أقالَ الله عثرته يومَ القيامة   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد: ففي درس لي تحدثت عن فضل من قَبِلَ تراجُعَ المشتري عن شرائه لبضاعته بعد تمام الشراء. وهي عبادة مفقودة وردت في الحديث التالي.   عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أقال مسلمًا عثرته، أقال الله عثرته يوم القيامة))، وهو حديث صحيح، رواه أبو داود، وابن ماجه. ثم ذكرت للحاضرين قول العلماء في معناه.   وملخصه: ((من أقال))؛ أي: وافقه على نقض البيع والبيعة، وأجابه إليه.   ((أقال الله عثرته)): دعاء أو خبر؛ أي: رفعه من سقوطه؛ يُقال: أقاله يقيله إقالةً وتفاؤلًا إذا فسخا البيع، وعاد البيع إلى مالكه، والثمن إلى المشتري إذا ندم أحدهما أو كلاهما، وتكون الإقالة في البيعة والعهد؛ كذا في "النهاية".   وما أحوج المسلم يوم القيامة إلى عفو الله ومغفرته! ينقذه الله عز وجل بهما من هول الحساب وشدة العذاب، ووطأة العقاب، وليس ذلك بالصعب ولا بالمحال، فمن أقال في الدنيا مسلمًا من عثرته، أقاله الله يوم القيامة من أهوال الحساب، نسأل الله أن يقيلنا من عثرات الدنيا والآخرة يا رب العالمين.   ثم ذكرت لهم أنه ينبغي للمسلم أن يكون هيِّنًا ليِّنًا مع إخوانه المسلمين يحبُّ لهم ما يحبُّ لنفسه. ويبتغي الأجر العظيم المترتِّب على قبوله بإلغاء البيع والشراء وهو مغفرة ذنوبه يوم القيامة وما أعظمه من أجر!   وذكرت لهم أن كلًّا من البائع والمشتري قد يندمان، أو يندم أحدهما ويصاب بكربة وحسرة؛ إما بسبب شعوره بالغبن والخسارة، أو لغير ذلك.   وأن في القبول بالإلغاء تفريجًا لكربة مسلم، وفيه أيضًا تفريج لكرب المتسامح في الدنيا والآخرة. حفظكم الله ورزقكم حسن الأخلاق، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن اهتدى بهُداه.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ١