أرشيف المقالات

بيان السنة للقرآن

مدة قراءة المادة : 32 دقائق .
2بيان السنة للقرآن   الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده: ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ السنة النبوية قد اكتسبت عظمَتَها وعلوَّ مكانتها، بل وشرعيةَ وجودها، واستمرارَها وحِفْظَها من الضياع، كلُّ هذا اكتسبته من ارتباطها بالقرآن الكريم، حيث ضَمِنَ لها هذا الارتباط الوثيق خلودَها وبقاءَها ما بقيت السماوات والأرض؛ إذْ هي الشارحةُ لكتاب الله، والمُبيِّنةُ لأحكامه، والمُفصِّلةُ لِمُجمَلِه، والناسخةُ لبعض آياته؛ كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.   ومن ثَمَّ، فقد نالت بفضل ارتباطها بكتاب الله عظمةً ذاتيَّة، تُضاف إلى عناصر عظمتها المُتعدِّدة، وقد عرف السلف الصالح لها مكانتها، فصانوها وجَمَعوها ووَعَوها، وقدَّموها على اجتهاداتهم وآرائهم وقياسهم.   يقول ابن القيم - رحمه الله - مبيِّناً عِظَمَ منزلة السنة من القرآن: (كان السَّلَفُ الطَّيِّبُ يَشْتَدُّ نَكِيرُهُمْ وَغَضَبُهُمْ على مَنْ عَارَضَ حَدِيثَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِرَأْيٍ أو قِيَاسٍ أو اسْتِحْسَانٍ أو قَوْلِ أَحَدٍ من الناس كَائِنًا مَنْ كان، وَيَهْجُرُونَ فَاعِلَ ذلك، وَيُنْكِرُونَ على مَنْ يَضْرِبُ له الأَمْثَالَ، وَلاَ يُسَوِّغُونَ غير الانْقِيَادِ له وَالتَّسْلِيمِ وَالتَّلَقِّي بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَلاَ يَخْطُرُ بِقُلُوبِهِمْ التَّوَقُّفُ في قَبُولِهِ حتى يَشْهَدَ له عَمَلٌ أو قِيَاسٌ أو يُوَافِقَ قَوْلَ فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ بَلْ كَانُوا عَامِلِينَ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 36] )[1].   ولقد ذهب أبو أيوب السختياني - رحمه الله - إلى أنَّ مَنَ عطَّل السُّنةَ فقد عطَّل القرآن، في قوله: (إذا سمعتَ أحدَهم يقول: لا نريدُ إلاَّ القرآنَ! فذاك حين ترك القرآنَ)[2].   فهذا العالِم الجليل يبين هنا حقيقة واضحة ناصعة وهي: أن من ترك السنة فهو في حقيقته تارك للقرآن نفسه؛ لأن القرآن يأمر بالأخذ من السُّنة.   ونفى ابن القيم - رحمه الله - التعارض بين النصوص الشرعية، ومَنْ ظنَّ ذلك فهو لسوء فهمه، فقال[3]: ونُصوصُهُ ليست تُعارِضُ بعضها بعضاً فَسَلْ عنها عليمَ زمانِ وإذا ظننتَ تعارُضاً فيها فذا مِنْ آفةِ الأفهامِ والأذهانِ أو أنْ يكونَ البعضُ ليس بثابتٍ ما قالَهُ المبعوثُ بالقرآنِ   عظمة السنة في بيانها للقرآن: السُّنة النبوية خير بيانٍ للقرآن الكريم؛ لأنها وحي من الله تعالى كالقرآن، بل إن علاقة السُّنة بالقرآن علاقة البيان، وهذا البيان له أنواع متعددة، حَصَرَها ابن القيم - رحمه الله - في ثلاثة أقسام رئيسة، فقال - ما مُلخَّصه: (السُّنة مع القرآن على ثلاثة أوجه: أحدها: أن توافقه من كلِّ وجهٍ، فيكون من باب توارد الأدلة.   ثانيها: أن تكون بياناً لِمَا أُريد بالقرآن.   ثالثها: أن تكون دالةً على حُكم سكت عنه القرآن، وهذا الثالث يكون حُكْمًا مُبتدأً من النبي صلى الله عليه وسلم فتجب طاعته فيه، ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يُطاع إلاَّ فيما وافق القرآن، لم تكن له طاعةٌ خاصَّة، وقد قال تعالى: ﴿ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 80].
وقد تناقَضَ مَنْ قال: أنه لا يُقبل الحُكْمُ الزائد على القرآن إلاَّ أن كان مُتواتراً أو مشهوراً)[4].
فالسنة إما أنْ تؤكِّد ما جاء في القرآن، أو تُبيِّنه، أو تستقل بتأسيس أحكام لم يُسْبَقْ لها ذِكرٌ في القرآن.   ولولا بيان السُّنة للقرآن لبقيت هناك نصوص وآيات يعجز البشر عن فهم معاني الغالبية العظمى منها، ولَعَجَزوا كذلك عن استنباط الأحكام الشرعية منها؛ لأن القرآن الكريم فيه الأصول العامة للأحكام الشرعية من العبادات والمعاملات والأخلاق وغيرها، وجاءت مُحكمَةً لكنها تحتاج إلى ما يوضِّح معانيها، ويبيِّن مجملها، فالقرآن هو الدستور الجامع للقوانين العامة، والمُؤصِّل للأحكام الشرعية، بينما السنة هي القوانين والتفريعات المستفادة من هذا الدستور الإلهي والتي لم تخرج عنه، ولم تحدْ قيد أنملة عن منهجه، وكيف ومصدرهما واحد؛ كما قال سبحانه: ﴿ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 78]، فكلاهما وحيٌ من عند الله تعالى.   قال ابن كثير - رحمه الله: (عليك بالسُّنة؛ فإنها شارحة للقرآن، ومُوَضِّحة له)[5]. وقال الشاطبي - رحمه الله: (فإنَّ الأدلة قد تأتي في معانٍ مختلفة، ولكن يشملها معنى واحد شبيه بالأمر في المصالح المرسلة والاستحسان، فتأتي السُّنة بمقتضى ذلك المعنى الواحد، فَيُعْلَمُ أو يُظَنُّ أن ذلك المعنى مأخوذ من مجموع تلك الأفراد بناء على صحة الدليل الدال على أنَّ السُّنة إنما جاءت مُبيِّنة للكتاب)[6].   النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لفظَ القرآن ومعناه: قال الألباني - رحمه الله - في تعليقه على قوله تعالى: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [النحل: 44]: (والذي أراه أنَّ هذا البيانَ المذكور في هذه الآية الكريمة يشتمل على نوعين من البيان: الأول: بيان اللفظِ ونظمِه، وهو تبليغُ القرآن، وعدمُ كتمانه، وأداؤه إلى الأُمَّة، كما أنزله الله تبارك وتعالى على قلبه صلى الله عليه وسلم، وهو المراد بقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ﴾ [المائدة: 67]، وقد قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها - في حديث لها: "ومَنْ حدَّثكم أنَّ محمداً كَتَمَ شيئاً أُمِرَ بتبليغه، فقد أعظمَ على اللهِ الفِرْيَةَ.
ثم تلت الآية المذكورة " [أخرجه الشيخان][7].
وفي روايةٍ لمسلم: " لو كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كاتِماً شيئاً أُمِرَ بتبليغِه لكتَمَ قولَه تعالى: ﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ﴾ [الأحزاب: 37][8].   والآخر: بيانُ معنى اللفظِ أو الجُملةِ أو الآيةِ الذي تحتاج الأُمَّةُ إلى بيانه، وأكثرُ ما يكون ذلك في الآيات المُجملة، أو العامة، أو المُطْلَقة، فتأتي السُّنة فتُوَضِّح المُجْمَلَ، وتُخَصِّص العام، وتقيِّد المُطْلق، وذلك يكون بقوله صلى الله عليه وسلم كما يكون بفعلِه وإقرارِه)[9].   والله تعالى يقول لنبيِّه الكريم صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [النحل: 44].
فالله تعالى أوكل مهمة تبيين هذا الذِّكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، (والذِّكر: اسمٌ واقِعٌ على كلِّ ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم من قرآن، أو من سنةِ وحيٍّ يُبيِّن بها القرآن)[10]، ويشمل بيان السُّنة للقرآن توضيح المعاني، وتفصيل المُجمل، وهو ما نُفصِّله في الفرعين التاليين: الفرع الأول: توضيح المعاني: إنَّ ممَّا يقتضيه العقل السليم، والفهم القويم أنَّ حامل الرسالة أجدر الناس على توضيح مضمونها وبيان مرادها؛ ولذلك هو أحقُّ الناس بالقيام بهذه المُهمة، حيث اختاره مَنْ حَمَّلَه الرسالة لِعِلمِه بقدرته على حملِها، وهذا أمر معلوم بالضرورة في دنيا البشر.   وعلى هذا؛ فإنَّ أحقَّ الناس ببيان مراد الله تعالى إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجدرَ الناس على فهم القرآن، وإيضاح معانيه إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذْ أنه اصْطِفاءُ ربِّ العالمين على خلقه أجمعين، فأيَّده وأعانه وهداه وأوحى إليه بما يُمَكِّنه من توضيح معاني القرآن الكريم، وبيان مرادِه عز وجل.   وقد فطن علماء الإسلام إلى ذلك، فلم يتعدوا حدودَهم، ولم يتجاوزوا قدرَهم مع نبيِّهم، فقدَّموا قولَه وسُنَّته في فهم معاني القرآن على قولهم أو رأيهم، بل وجعلوا هذا منهجاً لهم في التعامل مع كتاب الله، وها هو الحافظ ابن كثير يذكر أحسن طرق التفسير فيقول: (فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب: إنَّ أصح الطرق في ذلك أن يُفسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد بُسط في موضِع آخر، فإنْ أعياك ذلك فعليك بالسُّنة؛ فإنها شارحة للقرآن ومُوَضِّحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله تعالى: كلُّ ما حَكَمَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فهو ممَّا فهمه من القرآن.
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴾ [النساء: 105]، وقال تعالى:﴿ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾[النحل: 64]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44]، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ)[11].
يعني: السُّنة.   والسُّنة أيضاً تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن، إلاَّ أنها لا تُتلى كما يُتلى القرآن، وقد استدل الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.   والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه، فإن لم تجده فمِنَ السُّنة)[12].   ولنتأمل في قول جابر - رضي الله عنه - وهو يصف حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم: (فَصَلَّى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الْمَسْجِدِ ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حتى إذا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ على الْبَيْدَاءِ نَظَرْتُ إلى مَدِّ بَصَرِي بين يَدَيْهِ من رَاكِبٍ وَمَاشٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذلك، وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذلك، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذلك، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بين أَظْهُرِنَا، وَعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ، وهو يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ، وما عَمِلَ بِهِ من شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ...)[13].   نماذج من توضيح السُّنة لمعاني القرآن: نأخذ بعض الآيات كنماذج تُبيِّن أنه لا يُمكن فهمُها فهماً صحيحاً على مراد الله تعالى إلاَّ من طريق السُّنة[14]: الآية الأُولى: قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: ٨٢]. فَهِمَ الصَّحابة الكرام - رضي الله عنهم - قولَه ﴿ بِظُلْمٍ ﴾ على عمومِ ظاهرِه، الذي يشمل كلَّ ظُلمٍ، ولو كان صغيراً، ولذلك استشكلوا الآية، وَقَالُوا: أَيُّنَا لم يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟ فقال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إنَّه لَيْسَ بذلك، ألا تَسْمَعُونَ إلى قَوْلِ لُقْمَانَ: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13] )[15].   وهاهم الصحابة - رضي الله عنهم - مع فضلهم، وسعة علمهم، وقلة تكلفهم، وصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ أنهم لم يفهموا الآية على مراد الله تعالى، ولولا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صحح لهم معنى الآية لاستمرَّ الخطأ إلى يومنا هذا، وتبعناهم في هذا الخطأ، ومن هنا ندرك أهمية السُّنة في توضيح بعض معاني القرآن المُلتبسة على الناس.   الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [النساء: 101]. إنَّ ظاهر الآية الكريمة يقتضي أنَّ قصر الصلاة في السفر مشروطٌ له الخوف؛ ولذا لمَّا سأل بعضُ الصحابة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن قصر الصلاة في حالة الأمن، قال: (صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ)[16].   فقد وضَّحت السُّنة اللَّبس الذي سيقع في مفهوم الآية، وقطعت كثيراً من الخلاف الذي سيترتب على ذلك بين العلماء؛ لأن بعضهم سيأخذ الآية على ظاهرها ويشترط الخوف في السفر لقصر الصلاة، وبعضهم سيكون له رأي آخر، لكن السُّنة هنا حسمت مادة الخلاف المُتوقَّعة، فقطع الله دابر الخلاف بقول النبي صلى الله عليه وسلم وبفعله، فقصر صلى الله عليه وسلم الصلاةَ وقصر الصحابة معه.   الآية الثالثة: قوله تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ...
[المائدة: 3]. وضحَّت السُّنة وبيَّنت أنَّ ثمَّة ميتة حلالاً؛ كميتة الجراد والحوت، ودماً حلالاً؛ كالكبد والطحال، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ: فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ)[17].   فتأمل كيف وضَّحت وبيَّنت لنا السُّنة النبوية أموراً لم نكن لندركها لولا بيان النبي صلى الله عليه وسلم وسُنَّتِه، والتي تدل على كونها وحياً من عند الله تعالى؛ إذْ ليس من سُلطة النبيِّ أنْ يُحِلَّ أو يُحرِّم من عند نفسه، وإنما هو مُبلِّغ عن ربِّه، وهذا من التيسير على العباد، والحمد لله ربِّ العباد.   الآية الرابعة: قوله تعالى: ﴿ قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ﴾ [الأنعام: 145]. جاءت السُّنة المباركة بالبيان والتوضيح فحرَّمت أشياءَ لم تُذْكرْ في الآية الكريمة؛ فعن ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ)[18].
ومِثل قولِه صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عن لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ؛ فَإِنَّهَا رِجْسٌ)[19].   فلو لم يأخذ الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم لاستحلوا ما حرمه الله تعالى، على لسان نبيِّه صلى الله عليه وسلم؛ من السِّباع، وذوات المخالب من الطير، ولحوم الحُمُر الأهلية، ونحوها.   الآية الخامسة: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ ﴾ [الأعراف: 32].
ظاهر الآية يقتضي بأنَّ كلَّ زينةٍ أخرجها الله تعالى لعباده فهي حلال ليس في استعمالها حرج، وهذا الظاهر بيَّنته ووضَّحته السُّنة؛ عندما أَخَذَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَرِيرًا بِشِمَالِهِ، وَذَهَبًا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ رَفَعَ بِهِمَا يَدَيْهِ، فقال: (إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ على ذُكُورِ أُمَّتِي حِلٌّ لإِنَاثِهِمْ)[20].   فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ووضَّح أنَّ من الزينة ما هو محرَّم على الذُّكور دون الإناث، وهذا من توضيح السُّنة للقرآن.   الآية السادسة: قوله تعالى: ﴿ وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ [الحجرات: 12]. وضَّحت السُّنة معنى الغِيبة في الآية؛ كما جاء عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (أَتَدْرُونَ ما الْغِيبَةُ؟) قالوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قال: (ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ).
قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أَخِي ما أَقُولُ؟ قال: (إنْ كانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فيه فَقَدْ بَهَتَّهُ)[21].   الآية السابعة: قوله تعالى: ﴿ يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ﴾ [الطلاق: 1]. وضَّحت السُّنة الأحكام التي تضمَّنتها هذه الآية، وكيفية طلاق النساء على مراد الله تعالى؛ كما جاء عن عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما؛ (أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَةً له وهي حَائِضٌ، تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً، فَأَمَرَهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْسِكَهَا حتى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ عِنْدَهُ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حتى تَطْهُرَ من حَيْضَتِهَا، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا حين تَطْهُرُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُجَامِعَهَا، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ التي أَمَرَ اللهُ أَنْ يُطَلَّقَ لها النِّسَاءُ)[22].   وقَلَّ أنْ تقرأ آيةً إلاَّ وتجد في شرحها حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان المراد منها، أو بيان معانيها، أو بيان أحكامها، أو غير ذلك من أوجه البيان.   الفرع الثاني: تفصيل المُجمَل: ما ورد في القرآن مُجمَلاً [23] من الأحكام والشرائع تولَّت السُّنة تفصيلَه، ووضَّحت دلالته وبيَّنت مراد الله منه، وأزالت الغموض الذي يكتنف مُشكِلَه، وهو في القرآن كثير؛ كالأمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج، ونحوه مما أُجمِل في القرآن، ولا يُعرف تفسير ما جاء مجملاً في مثل هذه الفرائض إلاَّ بالرجوع إلى سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد خاطبه الله تعالى بقوله: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44]، فالله تعالى أنزل القرآن على نبيِّه الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم ذَكَرَ الغايةَ المطلوبةَ من إنزال القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ﴿ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾؛ أي: لتُبيِّن للناس ما نُزِّل إليهم في القرآن من العقائد، والأحكام، والعبادات، والمعاملات، والآداب، تُبيِّنه للناس بقولك وفِعلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم مُبيِّنٌ عن الله تعالى مرادَه مما أجمله في كتابه العزيز من أحكام الصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك، مما ليس للعقول مجالُ لإعمال الرأي فيه؛ لأنه لا يُدرك إلاَّ بواسطة الوحي.   وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي - رحمه الله: (بيَّنت السُّنة ما أُجمل ذِكرُه من الأحكام في الكتاب، إمَّا بحسب كيفيات العمل، أو أسبابه أو شروطه أو موانعه أو لواحقه أو ما أشبه ذلك؛ كبيانها للصلوات على اختلافها في مواقيتها وركوعها وسجودها وسائر أحكامها، وبيانها للزكاة في مقاديرها وأوقاتها ونُصُبِ الأموال المُزكَّاة وتعيين ما يُزكَّى ممَّا لا يزكى، وبيان أحكام الصوم وما فيه مما لم يقع النص عليه في الكتاب، وكذلك الطهارة الحدثِيَّة والخَبَثِيَّة، والحج، والذبائح، والصيد وما يؤكل مِمَّا لا يؤكل، والأنكحة وما يتعلق بها من الطلاق والرجعة والظهار واللعان، والبيوع وأحكامها، والجنايات من القصاص وغيره، كلُّ ذلك بيانٌ لما وقع مُجْمَلاً في القرآن)[24].   وأكد ذلك السيوطي - رحمه الله - بقوله: (وقد يقع التَّبيين بالسُّنة؛ مثل: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43]، ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ﴾ [آل عمران: 97]، وقد بيَّنت السُّنة أفعال الصلاة والحج، ومقادير نُصُب الزكوات في أنواعها)[25].   إذاً ورد ذِكْرُ العبادات مُجملة في كتاب الله تعالى، ومنها الأركان الخمسة، دون بيانٍ مُفصَّل لكيفيَّة أدائها، وبيان وقت أدائها، وبيان المقدار أو العدد، وعلى مَنْ تجب، وشروط الصحة، وغير ذلك، وتكفَّلت السُّنة ببيان كل الجوانب التي لم تُذكر في القرآن.   وخذ مثلاً لفظ (الصلاة) في القرآن، ورد ذِكره ثمانٍ وخمسين مرة، في خمسٍ وخمسين آية، ولا تكاد الآيات القرآنية تتعدَّى الأمر بإقامة الصلاة، والترغيب في التطوع فيها، أو وصف مَنْ يُؤدِّيها، ومع ذلك لم يرد فيها بيان أوقاتها بالتحديد والتفصيل بداية ونهاية، ولا عدد ركعات كل صلاة، ولا أركان وسنن كل ركعة، ولا بيان الصلوات المفروضة والمسنونة والنافلة، ولا كيفية الصلاة، ولا مُبطلاتها، ولا كيفية الطهارة لها، وشروط ذلك ونحوه، مما بيَّنته السُّنة ووضَّحته، وقُلْ مِثل ذلك في الزكاة والصوم والحج، وسائر العبادات والمعاملات، وتشريعات الأسرة، وأحكام الحرب، والسِّلم، والحكم، والاقتصاد، ونحوها[26].   كلُّ هذا إنما ورد من طريق السنة النبوية: القولية أو الفعلية أو التقريرية، وأجمعت الأُمَّة قاطبة على قبوله والعمل بمقتضاه؛ إيماناً منها بأنَّ ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم إنما بأمرِ ربِّه ووحيِه، وليس للاجتهاد أو الرأي فيه سبيل، ولولا السُّنة لَجَهِل الناس أمْرَ العبادات، والجاهلُ يُعذر لجهله، فلا حساب عليه ولا وزر، وهذا يعني نُقصانَ دين الله، وحاشا لله.
فالله قد أتمَّ دينَه وأكملَ نعمتَه، وأبان شرعَه على لسان نبيه وسُنَّته، وعلى هذا استقرَّ أمر سلف هذه الأمة وتابَعَهم الخلف إلى يوم القيامة، ومن ذلك: شاهد على تفصيل السُّنة لمُجمَل القرآن: ها هو الصحابي الجليل عمران بن حصين - رضي الله عنه - يردُّ على مَنْ يدَّعي الاستغناءَ عن السُّنة؛ فعن الحسن قال: بينما عِمرانُ بنُ حُصينٍ - رضي الله عنه - جالس وعنده أصحاب له يُحدِّثهم، فقال رجل: لا تُحَدِّثُنا إلاَّ بالقرآن، أو لا نريدُ إلاَّ القرآن، فقال: أرأيتَ لو وُكِلْتَ أنتَ وأصحابُك إلى القرآن، أكنتَ تجدُ صلاةَ الظهر أربعاً وصلاة العصر أربعاً؟ وصلاة المغرب ثلاثاً يقرأ في الركعتين الأُوليين، أرأيتَ لو وُكِلْتَ أنت وأصحابُك إلى القرآن، أكنتَ تجدُ في كلِّ مائتين خمسة؟ وفي الإبل كذا وكذا، وفي البقر كذا وكذا؟ أرأيتَ لو وُكِلْتَ أنت وأصحابُك إلى القرآن، أكنتَ تجد الطوافَ بالبيت سبعاً؟ وبين الصفا والمروة كذا وكذا)[27].   ونستنبط من خلال هذا الموقف عدة أمور، ومنها: 1- عدم تكلُّف عِمرانَ بنِ حصينٍ - رضي الله عنه - في الرَّد عليهم.   2- استخدامُه مَنطِقَ العقل في إقناعهم من خلال توجيه أسئلة تعجيزية لا تحتمل إلاَّ ردًّا واحداً، هو المراد في ذاته.   3- بُعْدُه عن التعنيفِ والتأنيبِ والانفعالِ الذي قد يفرِّغ القضيةَ من مضمونها، ولا يزيد المُخالفَ إلاَّ تمسُّكاً برأيه وتعنُّتاً.   4- تحوُّله من موقفِ المدافع إلى موقف المهاجم، فهو لم يُدافع عن السُّنة ومكانتِها، وضرورةِ اتِّباعها، وأتى بالأدلة المُؤيِّدة لرأيه، وإنما اتَّخذ موقفاً مُهاجماً من خلال توجيه الأسئلة إليهم.   قال الشاطبي - رحمه الله: (لا ينبغي في الاستنباط من القرآن؛ الاقتصارُ عليه دون النظر في شرحه وبيانه، وهو السُّنة؛ لأنه إذا كان كلِّيًّا وفيه أمور كُليَّة؛ كما في شأن الصلاة والزكاة والحج والصوم ونحوها، فلا محيصَ عن النَّظر في بيانه)[28].   (إن هذا النوع فقط من أنواع بيان السُّنة للقرآن الكريم - وهو تفصيل المُجمَل - يؤكِّد في جلاءٍ ووضوحٍ؛ أنَّ القرآن الكريم محتاجٌ إلى السُّنة الشريفة، كما يُثبِت في يقينٍ؛ أنه لولا السُّنة لَضَاعَ القرآن - بعدم فهمه - وهذا ما يهدف إليه أعداؤنا حينما يُشكِّكون في السُّنة الشريفة)[29].   فالمُخطَّط واضح وظاهر؛ فيبدؤون بِفَصْلِ السُّنة عن القرآن بِحُجَّة إعلاء شأن القرآن، وتمسُّكِهم به، وحُبِّهم له، وأنَّ السُّنة قد أصابها ما أصابها من التحريف أو الوضع أو الضياع، فهم بذلك يصونون القرآن، فإذا سُلِّم لهم بذلك، واستقرَّ لهم الأمر، اتَّجهوا إلى تأويل القرآن بعقولهم، فيُفرغوه من مضمونه، ويَبْعُدوا به عن مراده، فالقرآن مَقصِدُهم أولاً وأخيراً، والقرآن مُرادهم أولاً وأخيراً لهدم الدِّين، ولكن يأبى الله تعالى إلاَّ أنْ يحفظ كتابَه، ويدحر أعداءه، ويردَّ كيدهم في نحورهم؛ فقيَّض لِحِفْظِ السُّنة سادةً أعلاماً، وجهابذةً أفذاذاً، ردُّوا عنها كيدَ الحاقدين، وانتحالَ المُبطلين، وتحريفَ الغالين، فبقيت السُّنة عزيزةً كريمة، شاهدةً على حِفظِ اللهِ سبحانه لهذا الدِّين.


[1] إعلام الموقعين، (4/ 244). [2] رواه الهروي في (ذم الكلام)، (2/ 59)، (رقم212). [3] الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، (ص592). [4] إعلام الموقعين، (2/ 308) بتصرف واختصار؛ فتح الباري، (13/ 238). [5] تفسير ابن كثير، (1/ 4). [6] الموافقات، (4/ 47، 48). [7] رواه البخاري، (4/ 1686)، (رقم4336)؛ ومسلم، واللفظ له، (1/ 159)، (رقم177). [8] رواه مسلم، (1/ 160)، (رقم177). [9] منزلة السنة في الإسلام، (ص6،7). [10] الإحكام في أصول الأحكام، (1/ 115). [11] سبق تخريجه، (ص14). [12] تفسير ابن كثير، (1/ 4). [13] رواه مسلم، (2/ 887)، (ح1218). [14] انظر: منزلة السنة في الإسلام، (ص8-10). [15] رواه البخاري، (6/ 2523)، (ح6520). [16] رواه مسلم، (1/ 487)، (ح686). [17] رواه أحمد في (المسند)، (2/ 97)، (ح5723)؛ وعبد بن حميد في (مسنده)، (ص260)، (ح820)؛ وابن ماجه، (2/ 1073)، (ح3218).
وصححه الألباني في (صحيح سنن ابن ماجه)، (3/ 129)، (ح2695). [18] رواه مسلم، (3/ 1534)، (ح1934). [19] رواه البخاري، (5/ 2103)، (ح5208)؛ ومسلم، (3/ 1540)، (ح1940). [20] رواه عبد الرزاق في (مصنفه)، (5/ 152)، (ح24659)؛ وابن ماجه، (2/ 1189)، (ح3595).
وصححه الألباني في صحيح (سنن ابن ماجه)، (3/ 197)، (ح2912). [21] رواه مسلم، (4/ 2001)، (ح2589). [22] رواه البخاري، (4/ 1864)، (ح4625)، ومسلم، واللفظ له، (2/ 1093)، (ح1471). [23] (المُجمَل): المجمل في اللغة ضد المُفسَّر، مشتق من الجَمْل، وهو الخلط، ويراد به ما أفاد جملةً من الأشياء، ومنه يقال: أجملتُ الحسابَ إجمالاً، إذا جمعتَ المسمَّيات تحته من غير تفصيل.
ويُعرف المُجمل في الاصطلاح بأنه: ما لم تتَّضح دلالته.
انظر: مختار الصحاح، (ص47)؛ لسان العرب، (11/ 128)؛ الإتقان في علوم القرآن، (2/ 18). [24] الموافقات، (4/ 25، 26) بتصرف يسير. [25] الإتقان في علوم القرآن، (3/ 51، 52). [26] انظر: دراسات في السنة النبوية الشريفة، (ص49). [27] رواه الطبراني في (الكبير)، (18/ 156)، (رقم369)؛ والحاكم في (المستدرك)، (1/ 192)، (رقم372)؛ والهروي في (ذم الكلام)، (2/ 80)، (رقم241)؛ وابن حجر في (المطالب العالية)، واللفظ له، (12/ 734)، (رقم3098). [28] الموافقات، (3/ 369). [29] السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام، (1/ 506).



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢