أرشيف المقالات

أهمية الاستغفار وفوائده

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2 أهمية الاستغفار وفوائده
الاستغفار هو مسحٌ للخطايا، وتجاوزٌ عنها، فهو دعاء عظيم بطلب حصول المغفرة، فما أحوجنا لاستحضار تلك المعاني! وقد أكثر منه النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث يقول: ((وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً)) [1]، وعن الأغر المزنيرضي الله عنه -وكانت له صحبة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ))[2].   إذا علمنا هذا، فإنه يزيدنا يقينًا، أننا أشدُّ حاجة للاستغفار؛ لأننا نذنب ونعصي كثيرًا، فوجب علينا الإكثار منه؛ محوًا للذنوب، وسترًا من علَّام الغيوب دنيا وأخرى، وتذكَّرْ دائمًا قول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، فما أعظم الأمل، وأيسر العمل عند تدبُّرك لهذه الآية!   الاستغفار من أعظم أنواع الذكر، وأعظمه سيد الاستغفار وهو أن تقول ما ورد في حديث شداد بن أوس رضي الله عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ))[3].   أخي المبارك، إن استغفارك وقت السحر يدخلك ضمن الموصوفين في قوله تعالى: ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ [آل عمران: 17]، فيا بُشراك بهذا الوصف العظيم!   هل تريد راحة البال وانشراح الصدر وسكينة النفس؟ عليك بالاستغفار.   هل تريد قوة الجسم وصحة البدن من العاهات والأمراض؟ عليك بالاستغفار.   هل تريد دفع الكوارث، والسلامة من الحوادث، والأمن مِنْ الفتن؟ عليك بالاستغفار.   هل تريد الغيث المدرار، والذرية الطيبة، والولد الصالح؟ عليك بالاستغفار. فكل هذا وأمثاله تجده في الاستغفار كما هو مذكور في سورة نوح.   جميل جدًّا أنْ تكون مكثرًا من الاستغفار؛ حيث كان عليه الصلاة والسلام يستغفر في المجلس الواحد أكثر من (سبعين مرة) [4].
وربما كان ذلك في المجلس الواحد، فما أرباحُنا لو كنا في مجالسنا كذلك؟! ما أخفَّها على اللسان، وأعظم أثرها على الإنسان!   هل تعلم أن لحظات الانتظار وأمثالَها، من خلال حياتنا اليومية مجال خصب للاستغفار، فهو أجر، وغنيمة، وانشراح، فلا يلهينَّك الشيطان في تلك اللحظات عن هذا الربح العظيم، والمتجر الرابح.   هل تساءلت مع نفسك: كم تستغفر في اليوم والليلة؛ لتكتشف واقعك، فتعالج النقص الموجود، وتملأ وقتك بالأجر الموعود؟ أخي المبارك، بإمكانك أن تجعل لك مع الاستغفار منهجيةً تخصُّك، سواء ربطتَها بالساعات اليومية، أو بالأوقات الخمسة، فإن الجزاء على هذا الإكثار شجرة طوبى؛ حيث يقول صلى الله عليه وسلم: ((طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا))[5].


[1] أخرجه البخاري في صحيحه برقم (6307) 8/ 67. [2] أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2702) 4/ 2075. [3] أخرجه البخاري في صحيحه برقم (6306) 8/ 67. [4] أخرجه البخاري في صحيحه برقم (6307) 8/ 67. [5] أخرجه النسائي في الكبرى برقم (10216) 9/ 171، وابن ماجه في سننه برقم (3818)4/ 721، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع برقم (3930) 2/ 279.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن