أرشيف المقالات

شرح البيقونية: الحديث الضعيف

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
2شرح البيقونية: الحديث الضعيف   وكل ما عن رُتبة الحُسنِ قَصُرْ *** فهو الضعيفُ، وهو أقسامًا كَثُرْ الضعيف لغة: ضد القوي، والضعف حسي ومعنوي، والمراد به هنا الضعف المعنوي[1]. واصطلاحًا: «هو الذي لم يجمع صفة الحسن بفقد شرطٍ من شروطه»[2].   «ويتفاوت ضَعفه بحسب شدة ضعف رواته وخفته كما يتفاوت الصحيح، فمنه الضعيف ومنه الضعيف جدًّا، ومنه الواهي، ومنه المنكر، وشر أنواعه الموضوع»[3].   قال الزبيدي: «الحديث الضعيف هو ما قصر عن درجة الحسن وعن رتبة الصحيح بطريق الأَولى، وبحسب تفاوت درجاته في الضَّعف، بحسب بُعده من شروط الصحة - كثرت أقسامه - وهي بالنظر إلى انتفائها انفرادًا أو اجتماعًا، تتفرع منها فروعٌ كثيرة».   وإليها أشار بقوله: «وهو أقسامًا كُثر» أي: كثُر من جهة أقسامه»[4].   ومن أنواع الحديث الضعيف: المرسل، والمعضل، والمنقطع، والمنكر، والشاذ. والضعف إما أن يكون بسبب سقط في السند، والسقط قد يكون ظاهرًا وقد يكون خفيًّا، وقد يكون الضعف بسبب طعن في الراوي.   والضعيف بسبب سقط ظاهر في السند؛ مثل: • المعلق. • المرسل. • المعضل. • المنقطع.   أما الضعيف بسبب سقط خفي، فهو: • المدلس. • المرسل الخفي.   أما الضعف بسبب طعن في الراوي، فهو: • الموضوع. • المتروك. • المنكر. • المعلل. • المدرج. • المقلوب. • المزيد في متصل الأسانيد. • المضطرب. • الشاذ. وأسباب الطعن في الراوي عشرة، خمسة تتعلق بالعدالة، وخمسة تتعلق بالضبط.   • أما التي تتعلق بالعدالة، فهي: 1- الكذب. 2- التهمة بالكذب. 3- الفسق. 4- البدعة. 5- الجهالة.   أما التي تتعلق بالطعن في الضبط، فهي: 1- فحش الغلط. 2- سوء الحفظ. 3- الغفلة. 4- كثرة الأوهام. 5- مخالفة الثقات.   مثال الحديث الضعيف: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتم الرجل يتعاهد المساجد، فاشهدوا له بالإيمان))[5].   فهذا الحديث ضعيف؛ لأن في سنده راويًا اسمه دراج بن سمعان أبو السمح[6]. قال الذهبي: «دراج كثير المناكير». وقال الإمام أحمد وغيره: «أحاديثه مناكير». وقال ابن حجر في التقريب: «صَدوق في روايته عن أبي الهيثم ضعف». وهذه الرواية من رواية أبي السمح عن أبي الهيثم.   حكم العمل بالحديث الضعيف: ذهَب إلى عدم جواز العمل بالحديث الضعيف الإمام البخاري، وعبدالرحمن بن مهدي، وهو ظاهر صنيع الإمام مسلم في صحيحه. فلا يجوز العمل به لا في العقائد ولا في العبادات، ولا في المعاملات، ولا في فضائل الأعمال.   وذهب جماعة من أهل العلم إلى جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشروط؛ منها: 1- أن يكون الحديث في فضائل الأعمال. 2- ألا يكون الضَّعف شديدًا، فإن كان الضعف شديدًا، فلا تجوز روايته ولو كان في الترغيب والترهيب. 3- أن يكون الحديث له أصلٌ صحيح. 4- ألا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله[7]. أما رواية الحديث الضعيف فلا تجوز إلا بشرط تبيين ضَعفه للناس[8].


[1] تيسير مصطلح الحديث ص (63). [2] التعليقات الأثرية ص (33) وانظر تدريب الراوي (1/ 179). [3] تيسير مصطلح الحديث ص (63). [4] القلائد العنبرية ص (30-31) بتصرف. [5] رواه الترمذي (2617)، وابن ماجه (802)، والدارمي (1/ 278)، وأحمد (3/ 76)، وابن خزيمة (1502). [6] انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب (3/ 208)، والميزان (2/ 24). [7] شرح البيقونية؛ لابن عثيمين ص (47). [8] شرح البيقونية؛ لابن عثيمين ص (46).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١