أرشيف المقالات

التفاضل بين الأنبياء والرسل

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2التفاضل بين الأنبياء والرسل
الإيمانُ بتفاضل الرسل يعني الإقرارَ والتصديق الجازم بأن الأنبياء والرسل ليسوا على درجة واحدة؛ فلقد فضل الله تعالى بعض النبين على بعض؛ فقال عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴾ [الإسراء: 55].
قال الطبري في تفسير الآية: «اتخذ الله إبراهيم خليلاً، وكلَّم موسى تكليماً، وجعل الله عيسى كَمَثل آدم خلقه من تراب، ثم قال له: كن، فيكون، وهو عبد الله ورسوله، من كلمة الله وروحه، وآتى سليمان مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وآتى داود زبوراً...
وغفر لمحمد ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر»
[1].   وفضل الله الرسل على الأنبياء، وفضل بعضهم على بعض، فقال الله تعالى: ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ [البقرة: 253].
قال الطبري في تفسير الآية: «هؤلاء رسلي فضلت بعضهم على بعض، فكلَّمت بعضهم، والذي كلمته منهم موسى صلى الله عليه وسلم، ورفعت بعضهم درجات على بعض بالكرامة، ورِفعة المنزلة»[2].   وأفضلهم أولو العزم، وهم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، صلى الله عليهم وسلم.   قال ابن كثير: «ولا خلاف أن الرسل أفضل من بقية الأنبياء، وأن أولي العزم منهم أفضلهم، وهم الخمسة المذكورون نصًّا في آيتين من القرآن في سورة الأحزاب: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ [الأحزاب: 7].
وفي الشورى في قوله: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13]»
[3].   ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل عليهم السلام، لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ»[4].   قال ابن كثير: «لا خلاف أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضلهم، ثم بعده إبراهيم، ثم موسى على المشهور»[5].


[1] انظر: تفسير الطبري (17/ 470). [2] انظر: تفسير الطبري (5/ 378). [3] انظر: تفسير ابن كثير (5/ 87-88). [4] صحيح: رواه أبو داود (4673)، وابن ماجه (4308) عن أبي سعيد رضي الله عنه، وصححه الألباني. [5] انظر: تفسير ابن كثير (5/ 88).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢