أرشيف المقالات

شرح البيقونية: الحديث المشهور

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2شرح البيقونية: الحديث المشهور   قول الناظم رحمه الله: .................
*** مشهورُ مَرويْ فوقَ ما ثَلاثةُ   تقدم معنا أنه استُدرك على الناظم: عزيزُ مروي اثنين يا بحاثه   *** مشهورُ مرويٌّ عن الثلاثة فعلى اختيار المؤلف: المشهور ما رواه فوق الثلاثة.   أي مروي أربعة فأكثر، والمشهور عند المتأخرين وعليه الأكثر: أن العزيز ما رواه اثنان فأكثر.   والمشهور: ما رواه أكثر من اثنين يعني ثلاثة فأكثر ما لم يبلغ حد التواتر. وهذا هو المشهور الاصطلاحي. مثاله: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالِم اتَّخذ الناس رؤساء جُهالًا، فسُئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلُّوا)[1].   فهذا الحديث رواه عن ابن عمرو في جميع طبقات السند ثلاثةٌ فأكثر، كما هو مفصل في أسانيده[2].   • أما المشهور غير الاصطلاحي، وهو الذي يشتهر عند فئة من الناس، أو في جيل من الأجيال. • وقد تكون أحاديث مشتهرة بين الناس وليس لها أصلٌ أو سند، وقد تكون صحيحة أو متواترة، وهو أنواع منها: 1- مشهورٌ بين أهل الحديث خاصة. 2- مشهورٌ بين أهل الحديث والعلماء والعوام. 3- مشهورٌ بين الفقهاء. 4- مشهورٌ بين الأصوليين. 5- مشهورٌ بين العامة.   ومما صنف في الأحاديث المشتهرة على الألسنة: • المقاصد الحسنة؛ للسخاوي. • كشف الخفا؛ للعجلوني. • تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث؛ لابن الديبع الشيباني.   • مثال المشهور بين أهل الحديث خاصةً حديث أنس: أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرًا بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان[3].   • مشهورٌ بين أهل الحديث والعلماء والعوام: (المسلم مَن سلِم المسلمون من لسانه ويده)[4].   • مشهورٌ بين الفقهاء: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق)[5].   • مشهورٌ بين الأصوليين: (رُفِع عن أُمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه)[6].   مشهورٌ بين النحاة؛ مثاله حديث: (نعم العبدُ صهيبٌ لو لم يخف الله لم يَعصه)[7]. مشهور بين العامة: (العجلة من الشيطان)[8].   حُكمه: "المشهور الاصطلاحي وغير الاصطلاحي لا يوصف بكونه صحيحًا أو غير صحيح، بل منه الصحيح ومنه الحسن والضعيف، والموضوع، لكن إن صح المشهور الاصطلاحي، فتكون له ميزة ترجِّحه على العزيز والغريب"[9].   والغريب لغة: هو صفة مشبهة بمعنى المنفرد أو البعيد عن أقاربه. اصطلاحًا: هو ما ينفرد بروايته راوٍ واحد. ويطلق على الغريب: الفرد، وسيأتينا تفصيل الكلام فيه في البيتين السادس عشر، والثالث والعشرين.


[1] رواه البخاري (100) ومسلم (2673). [2] انظر: "فتح الباري" (1/ 195). [3] متفق عليه. [4] متفق عليه. [5] رواه الحاكم وصحَّحه وأقرَّه الذهبي. [6] رواه ابن حبان والحاكم. [7] لا أصل له. [8] أخرجه الترمذي وحسنه. [9] "تيسير مصطلح الحديث" ص (25).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١