أرشيف المقالات

الرحلة إلى بيت الله الحرام

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
2الرحلة إلى بيت الله الحرام
رِحْلةُ الحَجِّ رِحْلةُ أَفئدةٍ تَحْملُ أَجْسَادًا عَلى جَناحَي الحُبِّ، والشَّوقِ ﴿ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ﴾ [إبراهيم: 37]، فَاستَجَابَ اللهُ دَعْوةَ خَلِيلِهِ إِبرَاهِيمَ عليه السلام.   والبَيْتُ الحَرَامُ مَأْوَى المُحِبِّينَ، وفيهِ لذَّةُ العَابِدِينَ. وتَوحِيدُ الزِّيِّ في الحَجِّ يُذِيبُ الفَوارِقَ بَينَ الغَنِيِّ، والفَقِيرِ، وَالقَويِّ وَالضَّعِيفِ.   حَولَ البيتِ تَكثرُ البَركَاتُ: بَركَاتٌ في الأرْزاقِ، وَبَركَاتٌ في الأوْقَاتِ، وَبَركَاتٌ في الطَّاعَاتِ، وَبَركَاتٌ في الفُتُوحَاتِ، وَبَركَاتٌ في الإِيمَانِيَّاتِ، وَبَركَاتٌ في الأَخلاقِ ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 96].
وَهُنَاكَ تَتَنَزَّلُ الهِدَاياتُ عَلَى الطَّائِفِينَ، والعَاكِفينَ، والرُّكَّعِ السُّجُودِ.   إنَّ إِخْلاصُ النِّيةِ، والتوجُّهُ بِالقلبِ كُلِّهِ إِلى اللهِ في الحَجِّ مِنْ صفاتِ الصَّادِقِينَ، والإِحرَامُ بتجرُّد يَمْلأُ القلبَ زُهْدًا في الفَانِيَةِ، وَرَغْبَةً في البَاقِيةِ، والطَّوافُ بِشَوْقٍ يَمْلأُ القلبَ حُبًّا وإِجْلالًا، والسَّعيُ بِيقينٍ يَمْلأُ القلبَ أَمَلًا بَعْدَ اليَأْسِ، وشُكْرًا عَلَى النِّعَمِ كَمَا حَدَثَ لهَاجَرَ عَلَيهَا السَّلامُ.   الابْتِهَالُ في عَرَفاتٍ بِخَوفٍ ورَجَاءٍ، حَياةٌ جَدِيدةٌ للقَلبِ وغذاءٌ للرُّوحِ، وَمَشَاهِدُ للرَّحَمَاتِ، والتَّسليمُ للهِ بِرمْي الجَمَراتِ، والتَّضَرُّعُ بالدَّعَواتِ مِنْ أفضلِ القُرُبَاتِ، وتقديمُ الهَدْي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ مِنْ صِفَاتِ الشَّاكِرِينَ.   والانكِسَارُ للهِ في الحَجِّ مِنْ صِفَاتِ الْمُتَعَبِّدِينَ، وطَوافُ الوَدَاعِ مَعَ الشَّوقِ إِلَى العَودَةِ يُقَطِّعُ نِياطَ القَلبِ، ويُدْمِعُ العَينَ.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١