أرشيف المقالات

شرح البيقونية: الحديث المعنعن

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2شرح البيقونية: الحديث المعنعن
معنعنٌ كعَن سعيدٍ عن كرمْ  *** ...............   المعنعن في اللغة: اسم مفعول من عَنْعَنْ بمعنى قال: "عَنْ، عَنْ"[1]. اصطلاحًا: هو الحديث الذي يقول فيه راو واحدٌ من رواته أو أكثر عن فلان عن فلان[2]. قال ابن الصلاح: "الإسناد المعنعن هو الذي يقال فيه: عن فلان عن فلان"[3].   "واقتصر المؤلف بالمثال لأجل التعريف؛ لأن التعريف بالمثال جائز؛ إذ المقصود بالتعريف هو إيضاح المُعَرف والمثالُ قد يغني عن الحد.   والمثال الذي ذكره المؤلف (عن سعيد عن كرم)، فيقول: أروي هذا الحديث عن سعيد عن كرم، هذا هو المعنعن"[4].   وهناك نوعٌ آخر مثله وهو المؤنئن، وهو ما رُوِي بلفظ (أنْ) مثل أن يقول: حدثني فلان أن فلانًا قال: أن فلانًا قال...
إلخ. واستدرك على الناظم: معنعن المدلسين عن كرم  *** ومبهمٌ ما فيه راو لم يُسم   وحكم المعنعن والمؤنئن: هو الاتصال، إلا ممن عُرف بالتدليس، فإنه لا يحكم باتصاله إلا بعد أن يُصرح بالسماع في موضع آخر.   ومن ثَم نحتاج إلى معرفة المدلسين؛ وذلك لكي تستطيع أن تعرف الحديث إذا جاء بلفظ (عن) وكان عن مدلس، فإنه لا يحكم له بالاتصال؛ لأن المدلس قد يسقط الراوي الذي بينه وبين المذكور تدليسًا؛ لأن الراوي الذي أسقطه قد يكون ضعيفًا في روايته أو في دينه، فيسقطه حتى يظهر السند بمظهر الصحيح"[5].   فائدة: "اشترط الإمام البخاري وشيخه ابن المديني وبعض أئمة الحديث - ثبوتَ ملاقاة الراوي عمن رواه عنه بالعنعنة، أما معظم الأئمة وبالأخص الإمام مسلم، فقد اكتفوا بثبوت كونهما في عصر واحد مع إمكانية اللقاء، وإن لم يثبُت في خبر قط أنهما اجتمعا أو تشافَهَا، ونقل الاتفاق على ذلك الإمام مسلم نفسه كما في مقدمة صحيحة"[6].   مثال المعنعن: "ما رواه ابن ماجه قال: "حدثنا عثمان بن أبي شيبه ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن أسامة بن زيد عن عثمان بن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته يُصلون على ميامن الصفوف)[7].   حكم المعنعن: "عنعنة المعاصر محمولة على السماع بخلاف غير المعاصر؛ فإنها تكون مرسلة أو منقطعة، فشرط حملها على السماع ثبوت المعاصرة؛ إلا من المدلس، فإنها ليست محمولة على السماع"[8].


[1] "تيسير مصطلح الحديث" (86). [2] "توضيح الأفكار" (1/ 337). [3] "مقدمة ابن الصلاح" ص (29). [4] "شرح البيقونية" لابن عثيمين ص (81). [5] "شرح البيقونية" لابن عثيمين ص (81). [6] "مقدمة صحيح مسلم" (1/ 30)، وانظر "التعليقات الأثرية" ص (41). [7] رواه ابن ماجه (1/ 321) حديث رقم (1005). [8] "نزهة النظر - مع النكت" (ص 155).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١