أرشيف المقالات

كذبة نيسان وضرورة التخلي عن التقليد الأعمى لها

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2كذبة نيسان وضرورة التخلي عن التقليد الأعمى لها   كذبة نيسان، أو يوم كذبة أبريل، وتعرف بالإنجليزية: (April Fools" Day) تقليد في عدد من الدول، يوافق الأول من شهر نيسان من كل عام، ويشتهر بعمل مقالب، حيث اعتاد الكثيرون في يوم كذبة أبريل على الاحتفال وإطلاق النكات، وخداع بعضهم البعض.   وذهب كثيرٌ من الباحثين إلى أن (كذبة أبريل) تقليد أوروبي قائم على المزاح، يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من نيسان بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب، ويُطلقون على مَنْ يُصدِّق هذه الإشاعات، أو الأكاذيب وصْفَ (ضحية كذبة أبريل)، أو (حمقى كذبة أبريل).   وبقدر تعلُّق الأمر بمجتمعنا الإسلامي، فإن الكذب سلوك منبوذ، حتى لو كان على سبيل المزاح والنكتة؛ ولذلك حرَّم الإسلام الكذب في هذا اليوم أو في غيره ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].   وإذا كان لا بد من المزاح، لتلطيف الأجواء، وتخفيف التوتُّرات، والضغوط النفسية، فليكن المزاح، أخلاقيًّا، ومنضبطًا.   فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يمزح مع أصحابه؛ ولكنه لا يقول في مزاحه إلا حقًّا، وذلك بقصد تطييب نفوس الصحابة، وتوثيق المحبة، وزيادة الألفة، وتجديدًا لنشاطهم، ((إنِّي لأمزح، ولا أقول إلَّا حقًّا)).   وفي الحديث الشريف جاء الأمر بالصدق وتحرِّيه، والنهي عن الكذب والتحذير منه، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصِّدق؛ فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرجل يصدُق ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكتَبَ عند الله صدِّيقًا، وإيَّاكم والكذب؛ فإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتَّى يُكتَب عند الله كذَّابًا)).   ومن هنا يتطلب الأمر من المسلم، وخاصة شباب اليوم، ألَّا يقوموا بتقليد هذه الممارسة العقيمة، جريًا وراء عبثية أصحابها، والحرص على عدم تداولها فيما بينهم، والعمل على تحرِّي الصدق في كل الأوقات.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢