أرشيف المقالات

تفسير: (فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا)

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2تفسير: (فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمةً من عندنا)
♦ الآية: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 84]. ♦ السورة ورقم الآية: الأنبياء (84). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ ﴾ وهو أن الله تعالى أحيا مَنْ أمات من بنيه وبناته، ورزقه مثلهم من الولد ﴿ رَحْمَةً ﴾ نعمةً ﴿ مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ عظةً لهم؛ ليعلموا بذلك كمال قدرتنا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ﴾ وذلك أنه قال: اركض برجلك، فركض برجله، فنبعت عين ماء بارد، فأمره أن يغتسل منها ففعل فذهب كلُّ داء كان بظاهره، ثم مشى أربعين خطوةً، فأمره أن يضرب برجله الأرض مرةً أخرى، ففعل فنبعت عين ماء بارد، فأمره فشرب منها، فذهب كل داء كان بباطنه فصار كأصح ما يكون من الرجال وأجملهم.
﴿ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ ﴾، واختلفوا في ذلك، فقال ابن مسعود وقتادة وابن عباس والحسن وأكثر المفسرين: ردَّ الله عز وجل إليه أهله وأولاده بأعيانهم، أحياهم الله له، وأعطاه مثلهم معهم، وهو ظاهر القرآن. وقال الحسن: آتاه الله المثل من نسل ماله الذي رده الله إليه وأهله، يدل عليه ما روي عن الضحاك وابن عباس: أن الله عز وجل رد على المرأة شبابها فولدت له ستةً وعشرين ذكرًا. قال وهب: كان له سبع بنات وثلاثة بنين، وقال ابن يسار: كان له سبع بنين وسبع بنات، وروي عن أنس يرفعه: «أنه كان له أندران: أندر للقمح، وأندر للشعير، فبعث الله عز وجل سحابتين فأفرغت إحداهما، على أندر القمح الذهب، وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض».
وروى «أن الله تعالى بعث إليه ملكًا، وقال: إن ربك يقرئك السلام بصبرك فاخرج إلى أندرك، فخرج إليه فأرسل الله عليه جرادًا من ذهب، فطارت واحدة فاتبعها وردها إلى أندره، فقال له الملك: أما يكفيك ما في أندرك؟ فقال: هذه بركة من بركات ربي ولا أشبع من بركته». أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا أحمد بن يوسف السلمي، أخبرنا عبدالرزاق، أخبرنا معمر عن همام بن منبه، قال: أخبرنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينما أيوب يغتسل عريانًا خرَّ عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحثي في ثوبه، فناداه ربه: يا أيوب، ألم أكن أغنيك عما ترى؟ قال: بلى يا رب؛ ولكن لا غنى بي عن بركتك». وقال قوم: آتى الله أيوب في الدنيا مثل أهله الذين هلكوا، فأما الذين هلكوا فإنهم لم يردوا عليه في الدنيا، قال عكرمة: قيل لأيوب: إن أهلك لك في الآخرة، فإن شئت عجلناهم لك في الدنيا، وإن شئت كانوا لك في الآخرة، وآتيناك مثلهم في الدنيا، فقال: يكونون لي في الآخرة، وأوتى مثلهم في الدنيا، فعلى هذا يكون معنى الآية: وآتيناه أهله في الآخرة ومثلهم معهم في الدنيا، وأراد بالأهل الأولاد. ﴿ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا ﴾؛ أي: نعمةً من عندنا، ﴿ وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾؛ أي: عظة وعبرة لهم. تفسير القرآن الكريم



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢