أرشيف المقالات

تفسير: (وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين)

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2تفسير: (وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين)
♦ الآية: ﴿ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأنبياء (85). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَذَا الْكِفْلِ ﴾ هو رجل من بني إسرائيل تكفَّل بخلافة نبي في أمته فقام بذلك ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله: ﴿ وَإِسْمَاعِيلَ ﴾؛ يعني: ابن إبراهيم، ﴿ وَإِدْرِيسَ ﴾، وهو أخنوخ، ﴿ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾، على أمر الله، واختلفوا في ذا الكفل. قال عطاء: إن نبيًّا من أنبياء بني إسرائيل أوحى الله إليه أني أريد قبض روحك، فاعرض ملكك على بني إسرائيل، فمن تكفَّل لك أن يصلي بالليل ولا يفتر، ويصوم بالنهار ولا يفطر، ويقضي بين الناس ولا يغضب، فادفع ملكك إليه ففعل ذلك، فقام شاب: فقال: أنا أتكفَّل لك بهذا فتكفل، ووفَّى به، فشكر الله له ونبَّأه فسمي ذا الكفل. قال مجاهد: لما كبر اليسع قال لو أني استخلفت رجلًا على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر إليه كيف يعمل، قال: فجمع الناس، فقال: من يتقبل مني بثلاث أستخلفه: يصوم النهار ويقوم الليل، ويقضي بين الناس ولا يغضب، فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا فردَّه ذلك اليوم، وقال مثلها اليوم الآخر، فسكت الناس، وقام ذلك الرجل، فقال: أنا، فاستخلفه فأتاه إبليس في صورة شيخ ضعيف حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام بالليل والنهار إلا تلك النومة فدق الباب، فقال: من هذا؟ قال: شيخ كبير مظلوم، فقام ففتح الباب فقال الشيخ: إن بيني وبين قومي خصومةً، وإنهم ظلموني، وفعلوا وفعلوا، وجعل يطول حتى حضر الرواح، وذهبت القائلة، فقال له: إذا رحت فأتني حتى آخذ حقك فانطلق وراح، فكان في مجلسه ينظر هل يرى الشيخ فلم يره، فقام يبتغيه، فلما كان من الغد جلس يقضي بين الناس وينتظره فلا يراه، فلما رجع إلى القائلة فأخذ مضجعه أتاه فدق الباب، فقال: من هذا؟ فقال: الشيخ المظلوم ففتح له الباب فقال: ألم أقل لك إذا قعدت فأتني؟ فقال: إنهم أخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد، قالوا: نحن نعطيك حقك، وإذا قمت جحدوني، قال فانطلق فإذا رحت فأتني، ففاتته القائلة وراح فجعل ينظر فلا يراه فشق عليه النعاس، فقال لبعض أهله: لا تدعن أحدًا يقرب هذا الباب حتى أنام، فإنه قد شق عليَّ النوم، فلما كان تلك الساعة جاء، فلم يأذن له الرجل، فلما أعياه نظر فرأى كوةً في البيت فتسور منها، فإذا هو في البيت يدق الباب من داخل، فاستيقظ فقال: يا فلان، ألم آمرك، فقال: أما من قبلي فلم تؤت فانظر من أين أتيت، فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه، وإذا الرجل معه في البيت، فقال: أتنام والخصوم ببابك؟ فعرفه فقال: أعدو الله؟ قال: نعم أعييتني ففعلت ما ترى لأغضبك فعصمك الله، فسمي ذا الكفل؛ لأنه تكفل بأمر فوفَّى به. وقيل: إن إبليس جاءه، وقال: إن لي غريمًا يمطلني فأحب أن تقوم معي وتستوفي حقي منه، فانطلق معه حتى إذا كان في السوق خلاه وذهب، وروي: أنه اعتذر إليه، وقال: إن صاحبي هرب. وقيل: إن ذا الكفل رجل كفل أن يصلي كل ليلة مائة ركعة إلى أن يقبضه الله فوفى به، واختلفوا في أنه هل كان نبيًّا، فقال بعضهم: كان نبيًّا، وقيل: هو إلياس، وقيل: زكريا، وقال أبو موسى: لم يكن نبيًّا ولكن كان عبدًا صالحًا. تفسير القرآن الكريم



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١