أرشيف المقالات

2شرح البيقونية: المرسَل   ومرسلٌ منه الصحابيُّ سقطْ *** وقل غريبٌ ما روى راوٍ فقطْ   واستُدرِك عليه ببيت: ومرسلٌ من فوق تابعٍ سقطْ *** وقل غريبٌ ما روى راوٍ فقطْ   المرسَل لغةً: اسم مفعول من: أرسل، بمعنى أطلق، فكأن المرسل أطلق الإسناد ولم يقيده براو معروف[1].   والمرسل اصطلاحًا: هو الحديث الذي يرفعه التابعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، دون أن يذكر الرواة الذين سمع الحديث بواسطتهم إن كانوا صحابة أو تابعين[2].   مثاله: ما رواه أبو داود من المراسيل عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بناس من اليهود في خيبر في حربه فأسهم لهم[3].   فالزهري إمام من أئمة التابعين، روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة دون أن يذكر الواسطة التي سمع الحديث بواسطتها؛ إما صحابيًّا أو تابعيًّا مثله[4].   مرسل الصحابي: مرسل الصحابي هو ما أخبر به الصحابي من قول الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله، ولم يسمعه أو يشاهده منه، وسبب ذلك إما صِغر سنة أو تأخُّر إسلامه أو غيابه[5].   والصحيح المشهور أن مرسل الصحابي صحيح محتج به؛ لأن رواية الصحابة عن التابعين نادرة، وإذا رووا عنهم بيَّنوها، فإذا لم يبينوا وقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالأصل أنهم سمعوها من صحابي آخر، وحذف اسم الصحابي لا يضر.
وقيل: إن مرسل الصحابي كمرسل غيره في الحكم، وهذا القول ضعيفٌ مردود[6].   حكم المرسل: هو من أقسام الضعيف، والعلة في تضعيفه هو عدم اتصال السند[7].   أشهر الكتب في المراسيل: ♦ المراسيل لأبي داود. ♦ المراسيل لابن أبي حاتم. ♦ جامع التحصيل لأحكام المراسيل للعلائي.


[1] "تيسير مصطلح الحديث" ص (71). [2] انظر: "تدريب الراوي" (1/ 195)، "التعليقات الأثرية" (45). [3] "المراسيل" لأبي داود رقم (281)، ورواه عبدالرازق في "المصنف" (9329)، وابن أبي شيبه في "المصنف" (12/ 395). [4] "التعليقات الأثرية" (46). [5]"التعليقات الأثرية" ص (46). [6] "تيسير مصطلح الحديث" (74). [7] "شرح البيقونية"؛ لابن عثيمين ص (88).