أرشيف المقالات

وليست الجنة ولا النار ملكي ولا ملكك

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
1 وليست الجنة ولا النار ملكي ولا ملكك ولا ملك أحد من الخلق، بحيث ندخل فيها من شئنا أو من أحببنا، ونخرج منها من كرهنا، كما أن رحمة الله ليست بيد أحد من الخلق يمنحها من يشاء ويمنعها من يشاء، وإنما رحمة الله وجنته بيده وحده سبحانه، وهو من يحكم بمن يدخلها، ومن يحرم منها.

وإذا أخبر تعالى في نص كتابه المحكم أنه {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الناس بالله أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مؤمنة، فمن سوء الأدب، ومنازعة الله في ملكه أن يحكم أحد بدخول الجنة لمن قضى الله أنها محرمة عليه.

أما التعاطف مع من أفاد البشرية بعلم، وذكر منجزاته في هذا الجانب، فلا إشكال فيه ما لم يخرج الأمر من حيز التعاطف الجائز إلى خلخلة ثوابت المعتقد، وقطعيات الدين.

وأما العجب العجب فهو من أولئك الحمقى الذين يحكمون بدخول الجنة لرجل ملحد ليس مؤمنا بالجنة أصلا ولا باليوم الآخر، أو يجزمون بشمول رحمة الله له، وهو ليس مؤمنا بالله أصلا، ولا راجيا لرحمته وعفوه.

وأخيرا، أيها المتعاطفون: تعاطفوا بما تملكون، واذرفوا من دموع أعينكم ومداد أقلامكم ما تريدون، أما ما يملكه الله وحده، فتأدبوا معه سبحانه ولا تحكموا فيما ليس لكم به علم، وفيما لا تملكون!!


شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢