أرشيف المقالات

من نوادر المخطوطات

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .
8 أثر أدبي فذ! اختراع الخراع لصلاح الدين الصفدي للأستاذ علي الطنطاوي تتمة قوله من الطلوع: نعوذ بالله منه، لأنه مرض بلغمي يحدث في الشعر لمداومة أكل الزنجبيل والأشياء الحارة: كالبطيخ والأسماك، وغيرها.
قال أبن الدمينة يرثى شخصاً: فسَّر لي عابر مناماً ...
فصّل في قوله وأجملْ وقال لابدّ من طلوع ...
فكان ذاك الطلوع دّملْ ومن قال إن الطلوع ضد النزول وأستشهد بقول أبي ذؤيب الهذلي في الهجاء: أيسعدني يا طلعة البدر طالع ...
ومن شقوتي خطٌّ بخديك نازل فقد أخطأ ووهم والصحيح الأول. إلى بئركِ: لفظ مركب من الأعداد في التركي، كقولك في العربي واحد إثنان، فبير واحد وإكي اثنان.
ومجموع هذا العد سبعة ونصف، لأن إكي ناقصة الياء، ولولا ذلك لكان المجموع ثمانية، وألفاظ الأتراك لا شاهد عليها من العربية.
فلهذا أضربنا عن الاستشهاد لذلك. في الليل: الليل معروف، وهو من الزوال إلى أذان العصر في العرف، وفي اللغة من طلوع الشمس إلى غروبها، كما قال دريد بن الصمّة في الغزل: أستوفي قلْيّوبَ ...
إلى كم هكذا تكذب من الصبح إلى الظهر ...
إلى العصر إلى المغرب وقليوب بليدة صغير على شاطئ الفرات من أعمال عدن، وقيل هي إقريطش (كريد) باليمن. قوله: ظلام النهار الخ.

الخ. القول في الإعراب لو: حرف يجر الاسم ويكسر الخبر على ما ذكره الرماني في شرح طبيعي الشفا.
والكسائي في رموز الكنوز هذا مذهب الكوفيين؛ والصحيح إنها من الأفعال الناقصة التي لا عمل لها، إنما قلنا إنها فعل ناقص لأنها كانت في الأصل لوي فنقصت حرفاً، وإنما قلنا إنها لا عمل لها لأنها متى نقصت ضعفت عن العمل، وهذا الذي ذهب إليه إقليدس وأرشميدس في مخارج الحروف وبرهناه مستشهدين على ذلك بقول الشماخ في رائيته: أرسل فرعاً ولوي هاجري ...
صدغاً فأعيا بهما واصفه وقد سقط من الرسالة أوراق لا أدري كم هي، ثم يبدأ الموجود منها بقوله قال الشارح رحمه الله تعالى: ما في كلام العرب أسم معتل الطرف بالألف المقصورة غير كان، وهذا مع أن دخلت فيها الحركات الثلاث: الجر والخفض والكسر فأجريت مجرى الصحيح، وليس بعجيب.
قال أرسطو العبري: وربما صحت الأجسام بالعلل ومن قال: هذا من شعر أبي مرة الحلاوي أبن المتنبي فهذا قول من لا يدري علم الرمل ما هو.
وبعد هذا فما أدري بماذا حكم عليها؟ هل هي صلة وتتمة لأبن خلكان وزير بغداد الحنبلي، أو هي أسم قائم برأسه، أستغفر الله: قائم برجليه.
فإن قلنا إنه صلة من أبن خلكان فلا يخلو إما أن يكون العائد على الصلة من باب أسماء الأفعال أو من باب مالا يتصرف، فإن كان الأول من القسمين لزم الخ.
.
أكل: فعل مضارع لأن في أوله أحد الزوائد الخمسة وهو الهمزة، إنما قلنا بزيادتها لأنه لا يصح تجريدها، تقول كل شيء.

قال لبيد: كل خطب ما لم تكونوا غضاباً ...
يا أهيل الحمى عليّ يسير وقد جاء فعلاً ماضياً في قول الخنساء الاخيلية ترثي زوجها: أكِلُ الأمر إذا ما حل بي ...
للذي قدَّره أن يقعا الشعير: الألف واللام أصلية، وهو نكرة إن قلنا بأنها أداة التعريف، ومعرفة إن قلنا بأصليتها، ذكر ذلك المبرد في كتاب ديسقوريدوس في باب النعت، وهو هاهنا مرفوع على الحال؛ وللنجاة هاهنا بحث في الماضي والمستقبل والحال بينهم وبين الحكماء، لأن النجاة أنكروا زمن الحال، وقالوا ثبوته يؤدي إلى القول بالجوهر الفرد وهو ممنوع، وقول الحكماء أقرب إلى الصحة قال عبد الله بن عجلان النهدي: ولو عاين النظام جوهر ثغرها ...
لما شك فيه أنه الجوهر الفرد وما الذي يمنع الخ.
في: أسم لأنه يحسن دخول حرف الجر عليه: تقول أنتقل من الشمس إلى فيء الظل، ودخول الألف واللام: تقول هذه الدراهم مبلغ ألفي درهم، والإضافة تقول: أعجبني حسن فيك، والتنوين أيضاً تقول: هذا المال فيءٌ للمسلمين، وعلى الجملة فما للنجاة في الأسماء كلمة يدخلها سائر خواص الاسم إلا (في) وهي ممنوعة من الصرف لأنه أجتمع فيها من العلل أكثر مما أجتمع في أذربيجان، وذلك أن الفاء بعشرة والياء بثمانين على ما ذكره الزجاج في الجمل، فصارت تسعين، وعلل الصرف المانعة تسعة! قال شبرمة بن الطفيل في وصف الزرافة: ربَّ برغوث ليلة بت منه ...
وفؤادي في قبضة التسعين والقبض هو المنع من الصرف.
فلهذا قال النحاة إن (في) لا تنصرف، وهذه النكتة غريبة جداً لم أر أحداً ذكرها من النحاة غير الأصطخري في كتاب الحميات له، وهو معرب بالنصب على أنه صفة للفاعل وهو جارية وإن قلنا إلخ.
البرد: منصوب بالألف واللام التي في آخره على أنه خبر متقدم تأخر عنه المبتدأ فحذف، وهي مسألة مشهورة في باب الاستثناء، ونصّ عليها سيبويه خلافاً لأبن الحاجب لما بحث معه في المسألة الزنبورية بين يدي الوليد بن عبد الملك، وتقدم الخبر دائر في الكلام على ألسنة العرب، قال كثير عزة في محبوبته بثينة: والله ما من خبر سرني=إلا وذكراك له مبتدأ فقدم الخبر وأخر المبتدأ.
(إلى أن قال): القول على المعنى قبل الخوض في الكلام على المعنى نقدم مقدمة تشتمل على ما يتعلق بهذين البيتين من التاريخ منقولاً من المجسطي للأحنف أبن قيس في تاريخ بغداد؛ فنقول: بكتوت هذه كانت بعض حظايا النعمان بن المنذر، شراها من نور الدين الشهيد صاحب القيروان، وكانت قبل لعنان بنت النابغة أبن أبي سلمى زوج سيف الدولة أبن بويه السلجوقي أول ملوك السامانية الذين أخذوا خراسان من الفاطميين. أول أملاكهم السفاح.
والسفاح هو أخو العاضد وكانت بكنوت الخ.

وما أحسن قول بعض ملوك الأندلس أظنه أبن سكرة الهاشمي: أيا ربة القرط التي حسنت هتكي ...
على أيّ حال كان لابدّ لي منك فأما بذلٌ وهو أليق بالهوى ...
وأما بعزّ وهو أليق بالملك وقد أخطأ من نسبهما إلى ابن الأحمر، فقد أوردهما صاحب المرقص والمطرب وهو مصنف موجود قبل ابن الأحمر بألف وخمسمائة سنة.
وهذا المعنى من البيتين واضح اتضاح الغسق نصف الليل في ثماني وعشرين من الشهر، وضياء الباطل إذا جاءه الحق، إن الباطل كان زهوقاً، ولله در نجم الدين الكاسي دبيران حيث قال يخاطب الشريف الرضي: وليس يصح في الإفهام شيء ...
إذا احتاج النهار إلى دليل هذا مثال من هذه الرسالة العجيبة، نقف عنده لا نجاوزه إلى القول في البديع والعروض والقافية لأن المقال قد طال، ونخشى أن يمل القراء الكرام علي الطنطاوي

شارك الخبر

المرئيات-١