أرشيف المقالات

مواسم الخير

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
1 وفي الطريق إلى ربنا تعالى يرسل الله تعالى مواسم الخير؛ وفي تعاقب الليل والنهار آيات وعبر وفرص، فإنها مراحل نقطعها إلى الله تعالى، قال الحسن البصري: «ابن آدم إنما أنت أيام، فإذا مضى بعضك مضى كلك»، وقد جعل الله في الليل والنهار آية لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكورا، فإذا نظر إلى معاصيه تذكر، ومن نظر إلى نعم ربه شكر، وأنت بين نعمة من ربك ومعصية من نفسك..وقد أوصى الله تعالى بالتقوى فهي غاية نبتغيها، وقد جعل الله تعالى لحصولها طرقا فأعاننا عليها بشرائعه، ومنها الصيام، الذي نص تعالى على رجاء العباد التقوى بامتثاله، وخبّأ تعالى أجره «الصومُ لي وأنا أَجزي به» (صحيح البخاري [7492])..
فلله الحمد على ما تفضل به من الشرائع وله الحمد على ما وعد من الأجر.وفي الصيام مشقات يقف عندها البعض ومصالح جاءت بها الشريعة، فأردنا بيان موقع كل منهما وكيف يتلقاهما المؤمن.وفي الصيام تقلب بين ألوان من العبادة بين الصوم والصلاة والذكر والقرآن، والاستغفار ورجاء التقوى، وارتباط هذا بمنهج الأمة وهويتها وحركتها بهذا الدين علماء ومجتمعات..إن هذا الدين حزمة واحدة لا يقبل التفريق، هكذا أنزله الله وهكذا أوجب أن نقوم به؛ فأردنا النظر في موقع هذه التعبدات وكيفية تذوق المؤمن لها..عندما نمتثل أمر الله في شعيرة فلا بد من النظر الكلي إلى بقية الشعائر والشرائع والتعبدات الخاصة والحراك العام بهذا الدين؛ فلا ننفصل في صيامنا عن بقية ما أوجب الله تعالى، ولا نقدم صورة من التناقض نخدع بها أنفسنا أننا نمتثل، ونغضب ربنا في ترك ما أمر، ونشمت عدونا بالتلاعب بهذا الدين، ونخدع أجيالا تنشأ على ما تظن أنها قد استوفت ما أمر الله، وإنما لم تذق الإسلام شاملا، منهجا وغاية، ومشربا حضاريا ورسالة.
ولم تعلم أن واجب إقامة وتمكين وتحكيم هذا الدين وقيادته للأمة هو في رقبتهم جميعا بمقتضى إسلامهم..


شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣