أرشيف المقالات

تدبر - (377) سورة الدخان (3)

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
1 وعلى العكس من النموذج السابق الذي فيه امتهان المستكبرين المستعلين، يأتي نموذج المتقين
أولئك الذين ينعمون في مقام أمين: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ .
فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}
[الدخان:51-52].

والمقام الأمين هو المآل الآمن الذي لا تشوبه شائبة خوف ولا قلق، إنهم آمنون من كل ما يبعث مكامن الهلع في نفس بطبعها هلوعة، وكما أمنوا من الفزع الأكبر فإنهم في المقام الأمين يأمنون من كل فزع ومنغص، حتى منغص هاجس الموت قد زال عنهم..

{لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيم} [الدخان:56].

وهم في اطمئنانهم وأمنهم يعاملون معاملة الملوك، وليس ذلك الامتهان الذي عومل به الصنف السابق، فملابسهم ملابس الملوك المنعمين: { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ} [الدخان:53].
وينعمون بحياة اجتماعية فاخرة: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان:54].

ويأتيهم الخدم بكل ما يشتهون حتى الفاكهة التي يتناولونها تفكهًا واستمتاعًا، تأتيهم في الحال: {يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ} [الدخان:55]، ويتكرر الوصف مرة أخرى فإنهم: {آمِنِينَ}

وتكرار معنى الأمن يلقي بإشارات حول ما تحملوه في الدنيا من تفزيع وترهيب، وما ذاقوه من ويلات المستكبرين، فها هم ينالون بعد تحملهم نعيم الأمن والأمان، فاللهم اجعلنا منهم..

{فَضْلا مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الدخان:57]


شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢