أرشيف المقالات

مدرسة زعزوع بك للبنين

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
10الكاتب: محمد رشيد رضا __________ مقاومة التهتك والدجل والبدع كتبنا نبذةً للجزء الماضي تحت هذا العنوان ضاق عنها الجزء كما ضاق عن نشر منشور سعادة محافظ مصر للأقسام، فاضطررنا إلى تشذيبها والحذف منها حتى لم يبق منها إلا كلمات في التهتك مع أن المنشور شدد النكير على سائر البدع والدجل كما ترى وها نحن أولاء نثبت المنشور وهو بنصه: منشور محافظة مصر للأقسام تحرر في 23 اكتوبر سنة 1900 نمرة 115 الموضوع (أولاًّ) : ترك العمل بمقتضى نصوص قانون العقوبات ولائحة المتشردين فيما يختص بلاعبي الميسر بوسائل متنوعة , والدجالين المحترفين بالتكهن وإظهار البخت في الطرق والأماكن العمومية مع إتيانهم أعمالاً مضرة بالنظام العام. (ثانيًا) : عدم اتباع القرار الصادر من المحافظة بتاريخ 12 مارس ستة 1894 المصدق عليه من الجمعية العمومية بمحكمة الاستئناف المختلطة وغض النظر عن استعمال الدّراجات (عربات الرجل) في الطرق العمومية بدون منبه أو فانوس أو السير على الترتوارات ونحو ذلك. (ثالثًا) : التغاضي عن العمل بلائحة نظارة الأشغال المنوّه عنها بمنشور النظارة نمرة 1 الصادر في 26 يناير سنة 1899 وترك الأهالي الذين يمرون بمواشيهم بجوار شريط السكة الحديد أو يعبرونه بدون رادع يردعهم , مع العلم بما يترتب على من يخالف ذلك من العقاب القانوني المنصوص عنه في تلك اللائحة. (رابعًا) : عدم اتخاذ الوسائل الفعالة لمنع انتشار العاهرات بأنحاء المدينة بحالة خارجة عن حد الاحتشام , وإغراء المارين على الفسق والفجور. (خامسًا) : ترك الذين يقرءون القرآن الشريف في الطرق والشوارع والمواضع القريبة من القاذورات مع العلم بما جاء به منشور المحافظة رقم 29 فبراير سنة 900 , وغض الطرف عن الذين يدقون الزار مع علمكم بمخالفتهم للقانون وما ينتج هذا الفعل الشنيع من المضار , وإهمال الشحاذين حتى صاروا يجولون في شوارع المدينة بدون رادع ولا رقيب. بكل أسف قد تبين للنظارة الملحوظات المسطرة بعاليه , وأن اللوائح والمنشورات المنوه عنها بها قد تركت في زوايا الإهمال , وما كانت تجدي نفعًا , ولطالما استنهضنا همتكم وألقينا التنبيهات المشددة عليكم تباعًا , ونددت بعض الجرائد بكم وما كان ذلك يغني فتيلاً.
وها نحن نعيد الكرة مرة أخرى ونستلفتكم إلى ما سبق إرشادكم عنه مرارًا بقصد اتخاذ الطرق الفعالة منعًا من حصول هذه الأمور الخطيرة وأمثالها وإعارتها قلوبًا واعية محافظة على النظام العام , وحسمًا من تكرار المكاتبات بدون جدوى. ...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
محافظ مصر ... (المنار) هذا هو المنشور , وكل ما فيه إصلاح يحمد عليه صاحب السعادة محافظ العاصمة الهمام , ويجب أن يحتذى مثاله في كل البلاد , وقد ظهر ولله الحمد الأثر الصالح في التنفيذ لأننا علمنا أن سعادته في مراقبة مستمرة على المنفذين , فقلما نرى أثرًا للدجالين الذين كانت الطرقات مضرسة بهم نساءً ورجالاً.
البعض للخط على الرمل , والبعض لطرق الحصا والودع وحب الفول , والبعض لورق اللعب تستخرج النساء به البخت وتعرف المغيبات. أما المتسوّلون والشحاذون فلا يزالون على كثرتهم.
وأما لاعبو الميسر فإنهم يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله لأنهم لا يعرفونه , ولكن منهم الفقراء باعة الفستق ونحوه يقامرون جهرًا في الطرقات والملاهي (القهاوي) , ويمكن للشرطة اختبارهم بأن يعهدوا إلى بعض الناس بمقامرتهم وهم ينظرون عن بعد , ومتى أخذ بعضهم بجريرته؛ ينزجر الآخرون في الغالب إذ لا يربي الأشرار شيء كالعقوبة بالفعل كما جرى في أمر المتهتكات , وما دامت عناية سعادة المحافظ منصرفة إلى (الطرق الفعالة) فإننا نرجو أن تتلاشى المجاهرة بهذه الخبائث بالتدريج , بل لا يصعب على الهمة الصادقة تربية المستخفين كأَهْل الزار والقمار. عندما يطلع على نصّ المنشور الذين تهوّروا في التعريض بسعادة المحافظ يعلمون أن كلامهم ساقط من نفسه , ويبقى على المحافظ عندهم ذنب واحد وهو أنه اهتم فعلاً بمنع تهتك النساء وتبرجهن تبرج الجاهلية الأولى بناءً على أن العناية التي سموها شدة في التنفيذ إنما منشؤها غيرة سعادته , ولكن ليس لهم عليه حجة رسمية في ذلك. وقد فات هذا المنشور شيء واحد وهو الاستلفات إلى ملاهي الحشيش فإن بالقرب من إدارة هذه المجلة ملهى منها يشق علينا الجلوس في غُرَفه التي من جهة الشارع ليلاً لقبح رائحة دخان الحشيش الذي يتصاعد منها , فعسى أن توجه العناية إلى ذلك أيضًا والله الموفق. * * * كتاب البهائية وكتاب المسيح أم محمد كتاب المسيح أم محمد لم يلتفت إليه مسلم ولا يخشى أن يتنصر به مسلم وقد قامت عليه قيامة الجرائد الإسلامية وهولوا فيه الأمر حتى أوهم كلام المتطرفين منهم أنه ربما تحدث فتنة في البلاد حتى صدر أمر الحكومة بجمعه وبقي يباع إلى الآن في المكتبة الإنكليزية، ولا يرغب فيه المسلمون ولا يبتاعونه؛ لاعتقادهم أنه كفر يجب أن لا ينظر فيه.
وأما كتاب البهائية فقد نشر بينهم بأسماء إسلامية ومبدوء ببسم الله الرحمن الرحيم ومكتوب عليه أن ناشره من أهل الأزهر وأنه يباع فيه، وقرظته جريدة إسلامية كانت أشد الجرائد لهجة في انتقاد كتاب النصارى ولذلك راج فيهم وانتشر بينهم واعتقد مبتاعوه أنه من كتب الإسلام المسلمة عند علمائه الأعلام , ولما رأى بعض من اشتراه كلام المنار فيه أحرقه وطفق يحرق الأرّم من سعى في بيعه ونشره وحاول جمعه من الأيدى فلم يتيسر ومن أين يصل المنار إلى كل من اشترى ذلك الكتاب الضار. فنقترح الآن على فضيلة شيخ الجامع الأزهر أن يطلب من الحكومة جمعه وأن يعلن في الجرائد أن هذا الكتاب فيه ما يخالف الدين ويؤيد البدعة، وأن المجاور الأزهري الذي نشر الكتاب باسمه قد تبرأ منه على أنه عوقب على تصديه لنشره وأنه لا يجوز لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشتري هذا الكتاب ولا أن يقرأه إلا أن يكون عالمًا راسخًا في عقائد الإسلام ينظر فيه بقصد الرد عليه والتنفير عنه وأنه ينبغي لمن ابتلي بشرائه من غير أهل العلم أن يرده إن أمكن وإلا فليحرقه.
ولا ضرورة لذكر اسمه في الإعلان بل يكتفي بوصفه. __________

شارك الخبر

مشكاة أسفل ١