أرشيف المقالات

البريد الدبي

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .
8 إلى الأستاذ شفيق أحمد عبد القادر جاءني أيها الأخ العزيز بضعة وعشرون رسالة من طراز رسالتك التي تكرمت مجلة الرسالة بنشرها في عدد 15 نوفمبر الحالي صفحة 1306، وقد تفضل كاتبوها كما تفضلت وأسبغوا على من ثنائهم الكريم ما أغرقني في بحر من خجل.
بعضهم كتبوا إلي عن يد الرسالة وبعضهم كتبوا إلي رأساً.
ولم أشأ أن أنشر رسائلهم لئلا يؤخذ على أني أطنطن بخدمة عربية هي واجبة علي كالخدمة العسكرية.
ولو كنت في شرخ السباب خالياً من المسؤولية لحملت بندقيتي ومشيت وراء المثل الأعلى الأستاذ أحمد حسين رئيس حزب مصر الفتاة مع المتطوعين ممن قادهم إلى ساحة القتال يوم توالت الخطب في الجامع وكانت خطبته كلمتين: (ليست خطبتي إلا أن بندقيتي وأمضي إلى الميدان فمن شاء أن يتبعني فهلم). وقد سمعت الأستاذ أحمد حسين غير مرة يخطب فما خيرت عنه المغفور له مصطفى باشا كامل.
ولكن هاتين الكلمتين اللتين خطبها في الجامع كانتا أوقع في نفوس السامعين. ولو لم أكن قد بلغت من العمر عتياً، ولم يبق الوهن في جسدي من القوة شيئاً، لحملت بندقيتي وجريت وراء الأستاذ طائعاً مجاهداً رضياً، وإنما ترك لي الوهن قلباً سوياً، يهز قلماً عربياً يزلزل لواء صهيونياً، ويدك عرشاً إزرائيلياً. ولكن يظهر يا عزيزي أن مهاجمة الصهيونية لم تعد نافعة بل صار من الواجب (مواخزة) (من الوخز) الجامعة العربية عسى أن تتدارك الموقف وقد صار روياً، إن الله كان بعباده المؤمنين مخلصاً وفياً. نقولا الحداد حول سوداء وسودا: جاءني في (البريد الأدبي) تعقيب على كلمة كتبها الأستاذ محمد محي الدين عبد الحميد المفتش بالأزهر حول نصب (سود) صفة (لحلوبة) في بيت عنترة: فيه اثنتان وأربعون حلوبة ...
سودا كخافية الغراب الأسحم السواد صفة للحلوبة المفردة - لفظاً ومعنى - لكان الصواب أن يقال (سوداء) وصفاً للمفردة وليس (سودا) وصفاً للجميع ومن ثم لا يكون (سود) - في البيت - صفة للحلوبة، وإنما هو صفة للجميع على المعنى وهو اثنتان وأربعون). ونصحح البيت أولاً فنقول: إن صلة (فيها اثنتان وأربعون حلوبة.
) وليس كما ذكر (فيه اثنتان.
). ثم نقول: إن (سودا) هذه فيها أربعة أوجه: وجه بالرفع وثلاثة بالنصب، وأحد هذه الثلاثة أن تكون (سودا) صفة لحلوبة، وليس يلزم أن نقول (سودا) لتكون وصفاً لحلوبة المفردة، لأن (سودا) بالجمع تصح أن تكون وصفاً لحلوبة حملاً على المعنى. وليس هذا المعنى هو (اثنتان وأربعون) كما قال الأستاذ المعقب، وغنما المعنى هو أن (حلوبة) بمعنى (حلائب) فصح وصفها بالجمع وهو (سود). (الإسكندرية) حسن صادق حميدان 1 - اللباب في الأنساب لابن الأثير: يشترك كثير من العلماء: من أدباء ومؤرخين وفقهاء ومفسرين ومحدثين، وغيرهم، في نسبة واحدة، كالنسبة إلى بلد أو جد أو صناعة أو قبيلة أو غير ذلك.
فإذا ذكر أحدهم بنسبته في مرجع من المراجع ربما التبس بغيره ممن يشاركه في هذه النسبة لذلك ألف بعض العلماء كتباً باسم (الأنساب) جعلوها كمعاجم لذلك، يضبطون النسبة ثم يسردون أسماء من أشهر بها، مع المهم من ترجمته، ولا سيما مولده ووفاته، ويذكرون سبب شهرته بهذه النسبة، إلى غير ذلك. ومن أعظم هذه المعاجم كتاب الأنساب للسمعاني، لكنه توفي قبل تهذيب الكتاب فجاء فيه أغلاط كثيرة في الضبط، وأهمل كثيراً من الأنساب، ونسب العلماء إلى بلد أو جد، وهم في الحقيقة ينتسبون إلى غيرها، إلى أوهام في تعيين مواضع بعض البلاد، وغير ذلك. فغدا الكتاب في حاجة إلى عالم بارع نقاد يستدرك ما فات السمعاني من الأنساب ليكون المعجم كاملاً، ويصحح أوهامه، فقام بذلك شيخ المؤرخين عز الدين بن الأثير، الذي أشتهر عنه أنه أملى كتابه (أسد الغابة في الصحابة) من حفظه، بلا مراجعة كتاب، ولم يستطع من بعده من المؤلفين في هذا الباب من كبار الحفاظ أن يستدركوا عليه إلا أشياء يسيرة. أنني أذكر جميع تراجم كتابه لا أخل منها بترجمة واحدة، إلا أحوال الشخص التي لا حاجة إلى ذكرها ولا تزيد النسب وضوحاً، وأن كثيراً منه لم آخذ منه سوى ما ذكرت لأنه لم يحتمل الاختصار؛ وإذا عثرت على وهم في كتابه بينته وأظهرت الحق فيه، لا قصداً للتتبع العثرات ولا إظهار لعيبه، وإنما فعلت ذلك إرادة لإظهار الحق، وأن أنزه نفسي عن أن يقال رأي الخطأ فلم يعرفه.

وتبلغ تحقيقاته واستدراكاته على السمعاني نحو ربع المعجم. وقد نشرت (مكتبة القدسي) جزأين من هذا المعجم في 870 صفحة، والباقي منه نحو 300 صفحة أي ربع الكتاب جزاها الله خيراً. 2 - مد أنابيب البترول السعودي (عبر سورية): يقع مثل هذا التعبير في الصحف بين الحين والحين؛ وقد اختلف أهل اللغة المعاصرون في صحة هذا الاستعمال، ولكني وقفت على شاهد له في (تأريخ الإسلام وطبقات الأعلام للذهبي ج1 ص123 المطبوع حديثاً بالقاهرة) وهو قول سواد ابن قارب: فشمرت عن ساقي الإزار ووسطت ...
بي الذعلب الوجناء (عبر السباسب) الذعلب: الناقة السريعة، السباسب جمع سبب وهي المفازة. 3 - من سمى عمراً من الشعراء: قال الأستاذ التنوخي في الجزء 9 من المجلد 15 من مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق: لمحمد بن داود بن الجراح مصنفات ممتعة جمة، منها كتاب الشعر والشعراء، وكتاب من سمى عمراً من الشعراء في الجاهلية والإسلام، وكتاب الوزراء، ولم نعثر على غير كتاب الورقة.
(ويترجم فيه لكل شاعر في نحو ورقة واحدة). مع أن في دار الكتب المصرية كتابه (من سمى عمراً من الشعراء) وقد جرد جل أو كل ما فيه الإمام المرزباني في كتابه (معجم الشعراء) المطبوع بمصر. محمد أسامة الأسبتاريه لا الأستباديه: في كلمتي عن الهدنة في الإسلام بالبريد الأدبي في العدد الماضي وقد تصحيح في كلمة الاسبتاريه فأضحت الاستباديه. والأسبتاريه هي طائفة من الفرسان أسسها جيرارد سنة 1113م.
وقد آلت إلى جيرارد هذا إدارة مستشفى بالقدس، لعلاج الفقراء والمرضى من الحجاج اللاتين.
ومن هنا أطلق عليهم الـ ونقل المؤرخون العرب ومنهم القلقشندي هذه الكلمة مع بعض التحريف البسيط فأضحت الأسبتاريه. ولما توفي جيرارد سنة 1118م، آلت إدارة المستشفى إلى ريموند الذي نقل عن فرسان المعبد الكثير من نظامهم العسكري وأدخلهم على الأستباريه.
هذا وقد لعبت هذه الطائفة من الفرسان دوراً كبيراً في الحروب التي أثارها الغرب المسيحي على الشرق الإسلامي في الأراضي المقدسة. شفيق أحمد عبد القادر كلية الآداب - قسم التاريخ جامعة فؤاد الأول

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣